فرصة غنية للتعرف على التراث الشعبي التونسي، أتاحها الحفل الذي أقامته الفرقة الوطنية التونسية للفنون الشعبية في "حماة" يوم 1/12/2008، على خشبة المركز الثقافي الجديد بـ"حماة"، وذلك ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي التونسي، الذي يقام في سورية احتفاءً "بدمشق عاصمة الثقافة العربية للعام/2008/".

حضر الحفل عدد كبير من أبناء المدينة الذين تفاعلوا مع العروض الراقصة لأعضاء الفرقة ومع الأداء الجميل للمهرج الذي كان نجم الحفل. موقع eHama حضر الحفل أيضاً، والتقى السيد "شكري التركي" مدير الفرقة والذي حدثنا عن مشاركتهم بالقول: «هذه ليست المرة الأولى التي نزور فيها سورية، فقد زرناها أكثر من مرة، ونحن انتدبنا من قبل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لتمثيل الفرق الشعبية التونسية ضمن "الأسبوع الثقافي التونسي" في سورية. نحن سعيدون جداً أن نشارك الشعب السوري احتفالاته بـ"دمشق"، حيث إننا افتتحنا أول العروض في 29/11/2008 بـ"دار الأسد" في "دمشق" واليوم نقدم عرضاً في "حماة" وفي 2/12/2008 سيكون عرضنا في "حلب". فرقتنا قدمت العديد من العروض التي تحاكي التراث التونسي الشعبي في العديد من دول العالم، حيث إننا قدمنا ما يزيد عن تسعين لوحة تمثل معظم الفن الشعبي التونسي، ونحن اليوم في سورية وأتينا بنخبة الراقصين الشعبيين في تونس».

فنون المغرب العربي تتشابه، حيث توجد العديد من الرقصات تؤديها الفرق الشعبية المختلفة هناك، فمثلا سكان الجنوب التونسي تأثروا بالفن الشعبي الليبي وأضافوا إليه، ومثلهم سكان الغرب التونسي نتيجة القرب من الجزائر، وكل ذلك أدى إلى هذا العدد الكبير من الرقصات الشعبية هناك مع المحافظة على خصوصية كل منطقة

وعن اللوحات التي قدمت في الحفل أضاف: «لوحاتنا الاستعراضية شملنا بها كل المناطق التونسية وتراثها الشعبي، حيث إننا قدمنا ما يقارب الـ(11) لوحة منها "لوحة الفرسان"، وهي لوحة راقصة يؤديها شبان بحماسة شديدة تعكس حماسة الفارس العربي ويرتدي أيضا لباس الفارس العربي ويتسلح بالسيف الأصيل ويشاركه بنات وأولاد يحمسون المشهد بشكل قوي. وأيضا "لوحة المحارم" وكانت تستخدم أثناء حكم الاستعمار الفرنسي لـ"تونس" حيث منع الناس من رفع العلم التونسي لذا قامت النساء بالتلويح بمناديل بيضاء وحمراء تمثل ألوان العلم التونسي. ولدينا لوحة "رنة الخلخال" وهي لوحة تعكس انسجام البنت مع الصوت الذي يصدره الخلخال في قدمها أثناء الرقص لذا تقوم بالتمايل حسب شدة الصوت وهي لوحة مستمدة من عمق الصحراء مترافقة مع إيقاع آلة "الشقشقات" الشعبية الشهيرة. وهناك لوحة "بنات قابس" من منطقة "قابس" المشهورة بالحناء حيث كانت النساء تؤديها أثناء حفلات الحناء، وختمنا الحفل بلوحة "جزر جربا" والمستمدة من نفس المنطقة حيث يؤديها سكانها وهم يرتدون الزي الشعبي والذي يدعى "الجلوال"».

ثم تابع "التركي" بالقول: «كهدية للجمهور الحاضر قدمنا لوحة مميزة تدعى "لوحة المهرج"، حيث يقوم أحد أفراد الفريق بارتداء لباس المهرج الشعبي وتأدية رقصات وحركات مميزة وهو يحمل فوق رأسه العديد من الجرار الفخارية والتي يزداد عددها كلما ازدادت حماسة الجمهور وتساعده فتاة من الفرقة بتأدية الحركات الجميلة ووضع الجرار مصحوباً بموسيقا المزمار التي تثير الحماسة».

وختم مدير الفرقة: «فنون المغرب العربي تتشابه، حيث توجد العديد من الرقصات تؤديها الفرق الشعبية المختلفة هناك، فمثلا سكان الجنوب التونسي تأثروا بالفن الشعبي الليبي وأضافوا إليه، ومثلهم سكان الغرب التونسي نتيجة القرب من الجزائر، وكل ذلك أدى إلى هذا العدد الكبير من الرقصات الشعبية هناك مع المحافظة على خصوصية كل منطقة».

من الجدير بالذكر أن الحفل قد حضره السيد محافظ "حماة" "عبد الرزاق القطيني" وقائد شرطة المحافظة.