البيئة النظيفة تنتج أفكاراً ذات سوية عالية، والبيئة الملوثة لا تجلب سوى الأمراض، ودفع تكاليف باهظة في منظومة الصحة لإبعاد شبح الأوبئة، وهذا ما تحدث عنه الفيلم الذي أنتجته "جمعية العاديات" في "سلمية" بتكاليف بسيطة، وكذلك ما تناوله المشهد المسرحي، واللذين قدما بمناسبة يوم البيئة العربي يوم الأربعاء 14 تشرين الأول 2009 في القاعة الرئيسية لـ"حمّام سلمية الأثري".
موقع eSyria حضر والتقى بصناع هذين العملين، ولكن كان لا بد من وقفة مع المهندسة "إخلاص الدبيات" رئيسة لجنة البيئة في جمعية العاديات، والتي تحدثت عن يوم البيئة العربي فقالت: «دائماً نبحث عن يوم محدد لنقول فيه رأينا في موضوع يخص حالة مجتمعية معينة، واليوم هي مناسبة جدية لنتحدث مباشرة إلى الأهالي لنطلعهم على ضرر كثير من الأعمال التي يمارسونها بقصد، أو بغير قصد، وبهذه المناسبة وضعت لجنة البيئة في جمعية العاديات برنامج عمل يتوجه مباشرة لأكبر شريحة ممكنة، وكان المقترح أن المادة الفلمية، أو المشاهد المسرحية أكثر تأثيراً من غيرها على سلوك الأشخاص، من هنا جاءت فكرة إنتاج فيلم بصري يرصد السلوك الصحيح وكذلك الخاطئ، إضافة إلى مشهد مسرحي يصب في ذات الاتجاه».
عملت على اختيار المادة الموسيقية المرافقة، واختيار العبارات والتعليقات الأكثر تأثيراً، وأعتقد أنها أدت رسالتها
ثم التقينا بالسيد "خالد عواد" الذي عمل على تحقيق هذا الفيلم من الناحية التقنية، وحدثنا عن محتواه، فقال: «عندما طلب منا أن نشارك في يوم البيئة العربي عن طريق عرض صور بطريقة (السلايدات) لتتم الإشارة إلى مخاطر السلوك اليومي الذي نقوم به دون أن نشعر بمدى خطورة ما يحدث، من هنا وجدت أن عرض هذه السلوكيات يجب أن يتم عن طريق مادة فلمية تصاحبها الموسيقا، ونحن نعرف جيداً ما للموسيقا من تأثير على نفسية المشاهد، أو الإنسان بشكل عام، ثم كانت العبارات، والتعليقات والتي من المفترض أن تكشف عن الخلل بأقل العبارات، وهذا ما قمنا به».
وعن دوره في صناعة هذا الفيلم، قال: «عملت على اختيار المادة الموسيقية المرافقة، واختيار العبارات والتعليقات الأكثر تأثيراً، وأعتقد أنها أدت رسالتها».
ثم التقينا السيد "عدنان حمود" الذي قام بتحضير المادة الفلمية، وعمل طويلاً على التقاط الحالات السلبية عبر عدسة كاميرته، فتحدث قائلاً: «كلنا نعاني من الانتشار العشوائي للقمامة، وكذلك بعض السلوكيات الخاطئة التي يتبعها باعة المواد الغذائية خاصة بائعي اللحوم، فكان يوم البيئة العربي فرصة لننال من الخطأ، ولتعرية الواقع البيئي المزري في كثير من أحياء "سلمية" والتقصير من قبل الجهات المعنية (مجلس المدينة) وإن كان المواطن هو المنطلق الأول في الحفاظ على بيئة سليمة، لهذه الأسباب مجتمعة جاءت فكرة الفيلم، وأشكر جمعية العاديات التي أتاحت للشباب أن تقدم رؤاها».
الأستاذ "رومل القطريب" تحدث عن يوم البيئة العربي، فقال: «يجب علينا وفي كل يوم أن نعتبره يوماً للبيئة، لأن النظافة لا تتحدد بيوم واحد في السنة، لذا وجب علينا في جمعية العاديات أن نواكب الحدث، وقد شارك الجميع على إنجاح فعاليات هذا اليوم، ولهم جزيل الشكر».
أما الفنان المسرحي "سليمان السلوم" فقد قدم مع فرقته مشهداً مسرحياً يتحدث عن البيئة، ومشاكلها ما إن نسارع لتدارك العبث السلبي بها، وهنا يقول: «المشهد بسيط، وهو جهد يتناول ما يجب أن نقوم به من فعل تجاه محيطنا الذي نتأثر به مباشرة، فكان ما دار بين الطفل العابث، والعجوز الذي راعه ما يحدث يمثل حواراً بين جيلين، على طاولة البيئة، والرسالة واحدة (من أجل بيئة نظيفة وسليمة)».
في النهاية لا بد من ذكر أسماء الذين شاركوا في هذا المشهد المسرحي، وهم: (عميد الإدلبي- إياد خلوف- قمر القطلبي- هبة الصالح- علي الجرف- ملهم زينو- سماح زينو- نجاة وردة- ولاء وردة).