على غرار نجمات "هوليوود" فلكل نجمة ما يميز سحرها، فواحدة ابتسامتها، وأخرى تسريح شعرها، وثالثة قوامها الجذاب وهكذا. ولأن للنجومية لون وطعم مختلفين، كان لبقرة "أوهان" اللون الذي أدخلها عالم الدراما التلفزيونية السورية. دخلت عالم الأضواء، لتدخل بعده في سلسلة من الأحداث المبكية، وهي التي لعبت دوراً شبه تراجيدي في مسلسل "حد الهاوية".

موقع eSyria زار السيد "أوهان الحاج" يوم السبت 14/3/2009

سكنت في عقلي، ومخيلتي، لن أنساها ما حييت، وأنا اليوم منكب على تصميم تمثال لها. أبقار هولندا كلها لن تعيد بقرتي الحمراء.. أشكرها لأنها ما بخلت علينا، صحيح هي ليست موجودة، ولكنها مازالت حية في شريط المسلسل في أرشيف التلفزيون السوري، وهذا فخر لي

في قريته "تل التوت" ليطلع على أحداث بقرته وما شاب مشاركتها في المسلسل المذكور من مشاكل وإصابات، وكأنها ذهبت لتلعب (دوبليراً) في مسلسل غص بالنجوم.

السيد "أوهان الحاج"

يقول "أوهان" عن بقرته: «لونها حمراء، فريدة من نوعها، فمثلها لم يعد له وجود، قامتها هيفاء، حليبها ذو طعم بلدي الصنعة، شكلها المميز رشحها للعب دور في مسلسل يحكي تاريخ خمسينيات القرن العشرين، في زمن الإقطاع، ولأن البقر الهولندي جاء بعد هذا العصر، كان لزاماً على صنّاع المسلسل تقديم الأبقار كما كانت هي في تلك الحقبة، وهذا عائد للمصداقية الدرامية. وذات يوم زارني السيد مخرج العمل، ومدير الإنتاج، وطلبا مني أن تشارك بقرتي الحمراء في المسلسل، ولأن العمل يتناول أحداثاً في "سلمية" كما أن الكاتب والمخرج هما أيضاً من "سلمية" سمحت لبقرتي أن تأخذ فرصتها في العمل الفني، وشاركت وكانت كغيرها من النجمات، سيارة تأخذها، وأخرى تعود بها، في الوقت الذي كنت أمثل على وليدها الذي وضعته منذ برهة، أن والدته في السوق (وزمانها جاية.. وجايبة معاها حاجات) كان الوليد يثرثر في سره أن "أوهان" يضحك عليه. على كل حال أنهت بقرتي التزامها في المسلسل، ولكن الحصيلة كانت عدة جروح وكدمات حتى ظننت أنها كانت تمثل فيلماً مع "جاكي شان"».

لم تنته حكاية البقرة، لأن جيرانها من خلية النحل دبّ في نفسهم الغيرة من مشاركة البقرة الجارة في مسلسل، وهم الذين صنع عنهم في "هوليوود" فيلماً مرعباً (النحل القاتل)، فقرر نحل خلية هبط عليها من السماء، في يوم قيظ، وقرر هذا النحل أن يلقن البقرة النجمة درساً لن تنساه، وإليكم القصة على لسان "أوهان": «يبدو أن مشاركتها في مسلسل تلفزيوني أثار غيظ "النحل" فقرر أن ينتقم منها، وكأنها هي من وقف على حد الهاوية. كان ذلك في يوم شديد الحرارة من شهر تموز وقتها كنت في قيلولتي، ومرتدياً (شورت، وفانلة) (قميص شيّال)، فجأة دخلت عليّ ابنتي تصرخ (بابا بابا اطلاع شوف شو صاير) هرعت من مكاني وإذ بأعداد لا تحصى من النحل تهاجم بقرتي، والبقرة تقفز في مكانها لا تستطيع فعل شيء، تناولت خرطوم الماء، وأدرت (غطاس البئر) وبدأت أرش الماء على البقرة، ولما شعر النحل بالمقاومة قرر أن يوجه سهامه نحوي، فتخلى عن البقرة واتجه صوبي، وأصبح حالي كحال "طارق بن زياد" النحل من أمامي والبقرة من خلفي، وكل من في البيت بات عرضة للنحل القاتل، عدت مسرعاً إلى البيت لأرتدي سترة جلدية سميكة في يوم شديد الحرارة، وتحملت الألم، وبعد جهد طويل استطعت أن أخلص نفسي وبقرتي من براثنها، وأدخلت البقرة إلى الإسطبل».

البقرة ورضيعها

تابعونا، لم تنته المأساة بعد، ولأن للحكاية بقية سيتابع "أوهان" قائلاً: «لم يمض ربع ساعة على انتهاء الهجوم على بقرتي، حتى بدأت علامات التسمم تظهر عليها، فاستدعيت الطبيب البيطري "إسماعيل استانبولي"، وزرقها إبرتين مضاد للتسمم، وكذلك لابنها (العجل)، وذهب الطبيب على أساس أن الأمور تسير في السليم، وعند الساعة الثانية صباحاً، ونحن بالطبع ساهرون على مراقبتها، انتبهت زوجتي أن حجم البقرة قد زاد، لمست أذنها كانت متجمدة من شدة البرودة، اتصلت بصديق لي (سمسار بقر) وهم على علم بمثل هذه الأمور، كذلك اضطررنا لاستدعاء الدكتور ثانية، وأعطاها كيسين من السيروم واحد /ملحي/ والآخر /سكر/، بقينا على هذه الحال حتى الصباح، ووقتها بدأ يظهر الزبد على فمها، فطلبت صديقي "أبو سنا" وتشاورنا هل نذبح البقرة أم لا، فطلب مني الانتظار فربما تتماثل للشفاء، فطاوعته».

ماذا حدث في صباح اليوم التالي؟ يقول "أوهان": «بدأ بطن البقرة بالانتفاخ، بل وانتفخ بالمطلق ويكاد أن ينفجر، منظرها كان يقطع القلب، فما كان لنا غير الدكتور "عدنان الدقة" وهو مدرس في كلية الطب البيطري في "حماة" فاضطر الدكتور "عدنان" لإجراء عملية بزل، وثقبنا بطن البقرة، حتى يخرج من تحت جلدها الماء الذي تشكل نتيجة ما تعرضت له من أذية النحل، وبدأنا نطعمها الخبز، ولكن الغريب في الأمر أنها أصبحت مقعدة لا تستطيع الوقوف وهذا ما عانينا منه، فكنا نحاول أن نوقفها على قوائمها بآلة (البلنغو) واستمر الحال هكذا قرابة الشهر حتى تماثلت البقرة للشفاء، ولكن الجهاز التناسلي تعطل عندها، ولم تعد تعطي حليباً، فقررت بيعها، وكان ذلك، بعد أن دفعت تكاليف علاجها /15000/ ليرة، إضافة لخسارتنا موسم الحليب، وسيقت البقرة لتزور (المسلخ) بعد أن كانت نجمة تلفزيونية».

نجوميتها فأل سيئ عليها

هذه حكاية بقرة، بدأت تشق طريقها عبر الدراما التلفزيونية، لتنتهي نهاية تراجيدية، وما زال الغموض يلف مكان تواجدها في أي مكان، أو هل ما زالت على قيد الحياة؟ الجواب: ذهبت لفورها كي تعلق في (دكانة القصّاب)

ولو سألت "أوهان" عن بقرته، يقول لك: «سكنت في عقلي، ومخيلتي، لن أنساها ما حييت، وأنا اليوم منكب على تصميم تمثال لها. أبقار هولندا كلها لن تعيد بقرتي الحمراء.. أشكرها لأنها ما بخلت علينا، صحيح هي ليست موجودة، ولكنها مازالت حية في شريط المسلسل في أرشيف التلفزيون السوري، وهذا فخر لي».