تعتبر الخيول العربية رمزاً من رموز الأصالة والقوة والذكاء، وتعتبر العلاقة بين الحصان وفارسه علاقة بين الروح والجسد، وقد ارتبطت الخيول العربية بأسماء قادة عرب استطاعوا أن يسطروا تاريخاً مشرقاً من الفتوحات والانتصارات.

موقع eHama زار مقر دائرة الخيول في "زراعة حماة" للتعرف على صفات الخيول العربية الأصيلة.

تتركز تربية الحصان العربي بشكل أساسي في الجزيرة السورية، وتحتل "حماة" المرتبة الخامسة بين المحافظات السورية بعدد رؤوس يصل على 350 حصاناً عربياً أصيلاً، مسجلين في أرسان ومرابط عربية مختلفة

ولمعرفة المزيد عن ذلك التقينا الدكتور "ماجد الحامد" رئيس دائرة الخيول الذي حدثنا قائلاً: «ما يميز الحصان العربي عن باقي أنواع الخيول، هو جمال شكله، وقوة تحمله، ورشاقته، فضلاً عن مميزاته الفيزيولوجية كنعومة الشعر وطول القوائم، والجبهة المسطحة، وقصبة الأنف المستقيمة، والوجه المتوسط الطول، والعنق القوي العضلات، والظهر المستقيم، والصدر الواسع الذي يساعد الحصان على تحمل الركض لمسافات طويلة، كما يقدر متوسط ارتفاع الحصان العربي حتى منطقة الغراب بين 140 إلى 150 سنتيمتراً، وهي منطقة اتصال العنق بالجذع، إضافة إلى خليط من ألوان الجذابة مثل "الأشهب"، و"الكميت"، و"الأشقر"، و"الأحمر"، و"الأسود"، وغيرها من الألوان، و يقدر عمره وسطياً ما بين 35 إلى 40 سنة».

"الدمشقية" من رسن ممرحية

وعن أكثر المناطق السورية تربية للخيول، قال: «تتركز تربية الحصان العربي بشكل أساسي في الجزيرة السورية، وتحتل "حماة" المرتبة الخامسة بين المحافظات السورية بعدد رؤوس يصل على 350 حصاناً عربياً أصيلاً، مسجلين في أرسان ومرابط عربية مختلفة».

وعن هذه الأرسان، يقول: «ينسب الحصان، أوالفرس إلى "رسنه"، والتي لها علاقة بصفات "الخيل" وهي تعود لستة أرسان أساسية، أولها: "اللحاف" وهو الخيل ذو الذيل الذي يجر على الأرض، و"بحر" بسبب سرعة الحصان كموج البحر، و"السكب" بسبب ليونة حركته، و"اليعسوب" بسبب ضموره وشكله المتطاول، و"الورد" وهي نسبة إلى فرس "حمزة بن عبد المطلب"، و"المرتجز" سمي لحسن صهيله، كما تتفرع عنها أيضاً عدة فروع منها "الحمدانيات"، و"الصقلاويات"، و"العبيات"، و"النحيلات"، و"معنقيات"، و"الهدب" والتي لها علاقة بمكان تربية الخيول عند القبائل العربية».

"نجود" من رسن صقلاوقة

ويتابع قائلاً: «كما تنتشر في "حماة" حوالي خمسة عشر مزرعة خاصة مسجلة، وعدد كبير من الحظائر المنفردة لتربية الخيل العربي الأصيل، وجميع هذه الخيول الأصيلة مسجلة في قيود وسجلات منظمة "الواهو" العالمية لتربية الخيول. كما نحتفظ نحن في "دائرة خيول حماة" بسجلات وقيود لكل حصان عربي أصيل في إضبارة خاصة، تحوي شهادة ميلاده وصورتين أمامية وجانبية، وشهادة تلقيح توضح بعض الخصائص المميزة لهذا الحصان، والتي تمكننا من مراقبة حركة الخيول ونقل ملكيتها من شخص لآخر، كما نقوم على متابعة تسجيل الخيول الأصيلة الوليدة حديثاً، بعد إرسال بياناتها من اسم أبويها ونسبهما وتاريخ والداتها ومواصفاتها إلى مكتب "الخيول" بوزارة الزراعة، الذي بدوره يكلف لجنة لأخذ عينات من دم وشعر الخيل الوليد حديثاً، ويرسلها لمختبر في ألمانيا لتحليل جيناته الوراثية DNA لمعرفة مدى مطابقته هذه التحاليل الوراثية مع التحاليل الوراثية للأب والأم، والتي لها قيود ومواصفات وسجلات وراثية في منظمة "الواهو" العالمية، وفي حال كان هناك مطابقة لهذه التحاليل مع تحاليل الوالدين ترسل لجنة لوشم "المهر الصغير" على عنقه من الجهة اليسرى برقم مرمز ويتم تسجيل قيوه كحصان عربي أصيل مع تحديد نسبه، ورسنه، واسم أبويه ورسنهما».

وفي معرض حديثنا عن الخيول العربية الأصيلة التقينا مربي الخيل "علي العساف" والذي تحدث لنا عن تربية الخيل الأصيل بقوله: «هناك علاقة خاصة ومميزة تربط المربي بجواده، والخيول الأصيلة حساسة جداً، لذا تحتاج لرعاية خاصة كالأطفال، وهذا يتطلب اهتماماً متواصلاً من ناحية التدريب اليومي الذي يتراوح ما بين الثلاث إلى أربع ساعات يومياً، كما يتطلب اهتماماً من ناحية تنظيم الغذاء وتركيزه بمعدل وجبتين يومياً، والذي يتكون بشكل رئيسي من "الشعير"، و"النخالة"، و"الجزر" بشكل أكبر لأنه يحتوي على مواد سكرية، والذي يعتبر فاتحاً لشهية الحصان، كما يجب أن يكون لكل حصان استقلالية من ناحية المربط، فيوضع في غرفة منفصلة عن الأحصنة الأخرى كي لا تؤذي بعضها البعض، ولتجنب انتقال الأمراض، كما يتوجب على المربي أن يكون عطوفاً على خيوله، وأن يقوم بشكل يومي بتدليكها وبـ"التربيت" على ظهرها، مع المحافظة على نظافتها من خلال الحمام اليومي، لأن الخيل الأصيلة تعشق النظافة التي تمنحها رشاقة كبيرة».

وشم على الرقبة

وعن المشاركة بالسباقات ختم قائلاًً: «يتوجب على كل مربي قبل ثلاثة أشهر من مشاركته بأي سباق، أن يقوم بعملية التحضير الجيد للحصان المراد إشراكه في مثل هذه السباقات، بمعنى آخر إخضاع الحصان أوالفرس لنظام تدريبي يومي مكثف وعلى مراحل متزايدة، مع مضاعفة تركيز غذائه، وتنظيف حوافره للحفاظ عليه من الأمراض والتقرحات، وهذا التدريب يساعد الحصان الأصيل على تخفيف وزنه ويحوّل الدهون إلى عضلات ما يجعله أكثر رشاقة».