يعدّ مهرجان "ربيع حماة" التظاهرة السنوية الحموية الأولى من حيث أهميتها بين النشاطات التي تقيمها محافظة "حماة"، وقد أعادت هذه المدينة العريقة عام /1998/ أحياء هذه التظاهرة الشعبية، والتي تمتد فعالياتها ونشاطاتها عادة على مدى خمسة عشر يوماً، بدءاً من يوم الثلاثين من شهر نيسان.

موقع eSyria حضر المؤتمر الصحفي الذي عقدته محافظة "حماة" في الساعة الواحدة ظهراً بتاريخ 30/4/2009، وأعلنت فيه انطلاق فعاليات المهرجان بنسخته الثانية عشرة في "الساحة اليخدورية" على أطراف حيّ المدينة تحت الجهة الشمالية الغربية من "قلعة حماة"، وقال السيد "عبد الرزاق القطيني" في المؤتمر: «إن برنامج المهرجان سوف يشمل مجموعة من النشاطات الجديدة من حيث مضمونها والبعيدة عن التكرار، لعلّ أبرزها عرض لفرقة "إنانا" الراقصة وحفلات فنية وترفيهية متنوعة تمتد من يوم الخميس الواقع في 30/4/2009 وحتى نهاية يوم الجمعة 15/5/2009».

"ربيع حماة" لوحة متعددة الألوان غارقة بالجمال لا تنافر فيها بل هي عمل واع اشتركت في زركشته عشرات الأيدي دون أن يطغى لون على آخر في صورة تظهر معالمها ونتائجها بشكل جلي لكل من زار هذه المدينة الحضارية والاجتماعية

وقد افتتح السيد "محمد ناجي عطري" رئيس مجلس الوزراء السوري عند الساعة الخامسة والنصف مساءً فعاليات المهرجان، حيث ألقى السيد "عبد الرزاق القطيني" محافظ "حماة" كلمة رحب فيها بكل من جاء إلى "حماة" للمشاركة في مهرجان ربيعها وقال: «"ربيع حماة" لوحة متعددة الألوان غارقة بالجمال لا تنافر فيها بل هي عمل واع اشتركت في زركشته عشرات الأيدي دون أن يطغى لون على آخر في صورة تظهر معالمها ونتائجها بشكل جلي لكل من زار هذه المدينة الحضارية والاجتماعية».

الحضور الرسمي

وحملت فكرة الافتتاح الاحتفال بعرس شعبي حموي، شاركت من خلاله عدد من الفرق التراثية التي جاءت من محافظات سورية مختلفة برقصات فلكلورية متنوعة شكلت لوحة سورية متكاملة بامتياز.

كما قدمت جميع الفرق المشاركة فقرات وعروضاً تراثية مستوحاة من حضارات دول الشرق الأدنى كالصين والهند واليابان ودول اسبانيا وتركيا واليونان في مبادرة تهدف إلى إضفاء صبغة عالمية على فعاليات مهرجان "ربيع حماة" لهذا العام.

عرض راقص لفرقة إنانا

وعبرت العديد من العربات القديمة التي تمثل مختلف الحقب التاريخية ساحة الاحتفال من خلال عرض يعيد للذاكرة تاريخ طريق الحرير الذي كانت سورية أبرز محطاته التي ازدهرت فيها تجارة العالم القديم كما شاركت عربات تحمل مجسمات للآثار والقلاع والأزياء الشعبية في مختلف مناطق ومحافظات سورية ورموز لملكات سوريات في العصور القديمة كالملكة "اسبازيا" و"زنوبيا" وملكات جمال الربيع.

بعدها تمت إضاءة شعلة المهرجان وإنارة شجرة كبيرة وإطلاق الألعاب النارية في سماء المدينة إيذاناً ببدء فعاليات مهرجان "ربيع حماة الثاني عشر".

جانب من الحضور

وبعد انتهاء مراسم الافتتاح، قام المهندس "عطري" وصحبه بزيارة سوق التسوق حول القلعة واطلعوا على ما يحويه من مختلف البضائع والسلع والمنتجات والتي تلبي جميع أذواق وحاجات المستهلكين وتمتاز بأسعارها التشجيعية.

وقد حضر بالإضافة إلى المهندس "محمد ناجي عطري" رئيس مجلس الوزراء راعي المهرجان، السيد الأمين القطري المساعد لحزب البعث "محمد سعيد بخيتان"، وعدد من الوزراء والمحافظين، وأعضاء مجلس الشعب.

من الجدير بالذكر أن نشاطات المهرجان بنسخته الثانية عشرة تشمل حفلاً يحييه الفنان "ملحم زين" وعرضاً مسرحياً ومسابقات للخيل بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الأخرى والتي تقام في كل أنحاء محافظة "حماة".

وكان أول مهرجان رسمي يحتفل فيه بعيد الربيع في "حماة" عام /1935/ إبان الاحتلال الفرنسي لسورية، وقد كان لحزب الكتلة الوطنية الدور المؤسس لهذا العيد فقد رؤوا فيه تعبيراً عن وحدتهم الوطنية، فكانت تسود مدينة "حماة" أجواء احتفالية، يسودها عراضات، وكانت تأتي إلى "حماة" وفود من كل محافظات سورية لتشارك في هذا العيد، كما كانت تأتي أحياناً بعض الوفود من لبنان.

وقد أعادت محافظة "حماة" في السنوات الأخيرة الاحتفال بهذه المناسبة منذ عام /1998/ بقرار من السيد محافظ "حماة" حينها السيد "محمد سعيد بخيتان".