انتشرت مؤخراً ظاهرة غريبة في الأقنية المائية التي تصب في مجرى نهر "العاصي" أثارت هواجس لجان التفتيش البيئي في محافظة "حماة" التي انطلقت على الفور للبحث والتقصي في الانتشار المكثف وغير المسبوق لزهرة النيل السامة في منطقة "الغاب" والتي دخلت سورية كزهرة زينة موطنها الأساسي جنوب "أمريكا" ولكنها اليوم باتت تنمو على مساحات كبيرة وصلت لعدة كيلومترات في مياه "العاصي".

«تشكل هذه الزهرة خطراً على البيئة الحيوية المحلية كما أثبتت الدراسات والتجارب، وتمتاز بميزات خطرة فريدة لا تتوافر في نباتات أخرى سيما امتصاصها الكبير للمعادن الثقيلة والخطرة كالرصاص والكادميوم، ولها قدرة كبيرة على الاحتفاظ بهذه العناصر داخل نسيجها».

تشكل هذه الزهرة خطراً على البيئة الحيوية المحلية كما أثبتت الدراسات والتجارب، وتمتاز بميزات خطرة فريدة لا تتوافر في نباتات أخرى سيما امتصاصها الكبير للمعادن الثقيلة والخطرة كالرصاص والكادميوم، ولها قدرة كبيرة على الاحتفاظ بهذه العناصر داخل نسيجها

هذا ما ذكره المهندس "محمود العجمي" عضو لجنة تفتيش البيئة بمحافظة "حماة" لموقع eHama يوم الأربعاء 1 تموز 2009 حيث أضاف قائلاً: «إن وجود هذه النبتة أصبح يشكل كارثة بيئية على الكائنات الحية لاسيما الإنسان والحيوان فعند تناولها من قبل الحيوان تنتقل إليه هذه العناصر الخطرة، وتتجمع بشكل تراكمي في جسمه ولا تتحلل فيه، بل تبقى كامنة داخله، والتي تنتقل بدورها إلى الإنسان عن طريق تناول المشتقات الحيوانية».

جذور زهرة النيل

وتابع "العجمي": «لهذه الزهرة عدة مضار أخرى على البيئة باعتبارها تقوم بعملية النتح الذي يقضي باستهلاك كميات كبيرة من الماء تفوق /1/ ليتر يومياً، وهو ما يؤدي إلى شح مياه النهر لاسيما عند انتشارها بشكل مكثف ناهيك عن أنها تشكل عائقاً أمام جريان النهر والتسبب في ركود مياهه، الأمر الذي يعيق عملية التنقية الذاتية للنهر والذي يصبح بيئة مناسبة لنمو البعوض والحشرات الضارة كما أن أوراق زهرة النيل تحوي مادة قلوية مخرشة لجلد الإنسان».

ونظراً لهذا التهديد الكبير الذي تمثله النبتة نصح "العجمي" كل من تعترضه هذه النبتة قائلاً: «أنصح بالابتعاد عنها وعدم التعاطي معها بشكل مباشر، وتجنب استخدامها كطعام للمواشي من قبل مربي الأغنام أو الأبقار، وإن أفضل الطرق للتخلص منها يكمن في استئصالها من جذورها لكونها تتكاثرعن طريق الجذور "الريزومات" واقتلاعها يدوياً بدلاً من المعالجة بالمواد الكيماوية التي قد تنتقل إلى المحاصيل عن طريق عمليات سحب مياه النهر لري المحاصيل، لذلك يفضل تقطيعها وتجميعها ثم تجفيفها وحرقها لكون عملية الحرق لا تؤثر في انتشار أبخرة الرصاص أو الكادميوم، على اعتبار أن هذه العناصر تحتاج إلى درجات حرارة عالية جداً كي تتبخر».

م.محمود العجمي عضو لجنة تفتيش البيئة بمحافظة "حماة"
المرحلة المبكرة من نمو زهرة النيل