توجت الشاعرة السورية الشابة "إباء مصطفى الخطيب" يوم الأربعاء 3 شباط 2009، بلقب أفضل شاعرة من فئة الشعر الفصيح في الحلقة الأخيرة من مسابقة "عشق الكلمات"، والتي كانت قد أقامتها قناة "MBC" الفضائية، ضمن برنامجها "صباح الخير يا عرب".

إذ أن "إباء" وصلت للمرحلة النهائية برفقة شاعرتان ثانيتان هما السورية "سالبي بغده صاريان"، والسعودية "سارة سلمان عبد المحسن"، حيث أن "إباء الخطيب" ألقت ضمن الحلقة قصيدتها "عندما اختارك قلبي" التي أثارت إعجاب لجنة التحكيم، حيث ذكرت الشاعرة "شيخة المطيري" أن "إباء" أبدعت في هذه القصيدة فأداؤها كان رفيعا واتّسم أيضاً بثقة عالية بالنفس، كما أن قصيدتها زخرت بعديد من المعاني الجميلة، مضيفة أن "عندما اختارك قلبي" شهدت تطوراً كبيراً في الوزن مقارنة بقصائد "إباء" الأولى التي حملت بعض منها شيئاً من الأخطاء العروضية.

أنوي الكتابة ثم الكتابة، والإنسان يجب أن لا ينتظر شيئاً، بل يجب أن يترك الموهبة تتكلم وحدها، وأنا أدعوا الله خيراً لذلك

أما الشاعر والإعلامي "خالد الظنحاني" والذي كان يشارك في الحلقة عبر الأقمار الصناعية من "القاهرة" فقد رفع يده طالباً الإذن من مذيع البرنامج لكي يصفق للشاعرة "إباء" على قصيدتها الممتعة على حدّ توضيحه، وأضاف أيضاً أن "إباء الخطيب" متمكنة في الشعر العمودي، وأسلوبها ممتع وجميل ورائع.

لجنة التحكيم

الشاعر "حسن فراج" قال باقتضاب شديد أنّه يحيي "إباء" على قصيدتها الموزونة وأنّه أيضاً معجب بشعرها، لكن يوجد لديها هفوة واحدة في البيت الأخير كان يمكنها تجاوزها.

وبعد إعلان النتائج كان لشاعرتنا الواعدة حديث قصير بدأته بشكر كبير لكل من أوصلها إلى هذه المرحلة فقالت: «أحب أن أشكر الناس الذين وقفوا معي وصوتوا لي وتحمسوا كثيراً لذلك، وطبعاً أوجه شكراً كبيراً لأمي التي كانت معي دائماً الملهمة الحقيقية، وأيضاً لأخوتي "مي" و"علي" وطبعاً زوجي الدكتور "علي ديوب" محاولةً أن أردّ له شيئاً من الفخر الذي يقدمه لي بشكل يومي من خلال نجاحه بمهنته كطبيب قلبية، وأيضاً إلى ابنتي الرضيعة "جمان" التي أتمّت الأسبوع الثاني من عمرها تقريباً».

الفائزتان "إباء الخطيب" و"آية الحراحشة"

وجواباً على سؤال الإعلامي "جلال شهدا" حول الحافز الذي كان سبباً في فوزها اليوم قالت: «ربما حبي الحقيقي للشعر، وشعوري أن الإنسان دائماً لديه شيء جميل يجب أن يقدمه، وطبعاً حبي للمشاركة مع الشابات الأخريات وسعادتي بهن، ففي النهاية إن الفوز هو لنا جميعاً لأن الدرجات هي شيء شكلي لا أكثر».

وحول نواياها المستقبلية قالت: «أنوي الكتابة ثم الكتابة، والإنسان يجب أن لا ينتظر شيئاً، بل يجب أن يترك الموهبة تتكلم وحدها، وأنا أدعوا الله خيراً لذلك».

"سالبي بغده صاريان"

أما المشاركة السورية الثانية "سالبي بغده صاريان" فقد ألقت قصيدتها "العشق"، والتي حظيت بثناء لجنة التحكيم أيضاً، حتى لو كانت قصائدها الأولى في المسابقة أجمل نوعاً ما على حد تعبير الشاعرة "شيخة المطيري".

أما الشاعر "حسن فرج" فقد وافق الشاعرة "المطيري" على رأيها وأيضاً عقب على تكرار الصور والأخيلة في قصيدة "سالبي" الشيء الذي أضعف التأثير الفني على السامع.

المشاركة الثالثة وهي السعودية "سارة سلمان عبد المحسن" فقد ألقت قصيدة بعنوان "الحب لحظة"، القصيدة التي تميزت بلغتها النصية العالية والمليئة بالصور والأخيلة الجميلة، وتعبر أيضاً عن موهبة فذة بحسب الشاعر والإعلامي "خالد الظنحاني".

وفي فئة الشعر النبطي نجحت الأردنية "آية سلمان مطر الحراحشة" في الفوز بجائزة أفضل شاعرة، حيث جاءت قصيدتها "طرح الفراق" معبرة عن الأصالة والإبداع كما ذكر الشاعر والإعلامي "خالد الظنحاني". وقد وافقه الرأي الشاعر "حسن فراج" الذي أكد على عمق المعاني التي تعبر عن موهبة كبيرة.

وتجب الإشارة إلى أن قناة "MBC" كانت أطلقت هذه النسخة وهي الثالثة لمسابقة "عشق الكلمات"، المسابقة التي تفتح أبوابها لكل سيدة أو فتاة تجد في نفسها حباً للكتابة الشعرية، الشيء الذي يؤهلها لكي تكون إحدى المشاركات في المسابقة، وتقوم المسابقة على تقديم نوعين من الشعر، الفئة الأولى لشعر الفصحى، والثانية للشعر النبطي، حيث أن هذا الموسم استمر لمدة أكثر من ثلاثة أشهر على ثلاث مراحل تميزت الثانية منها بوصول ثلاث شاعرات سوريات من أصل ثمانية في فئة الشعر الفصيح، واثنتين منهما في المرحلة الأخيرة من أصل ثلاثة.

وطبعاً نتمنى للشاعرة المميزة والزميلة السابقة في مشروع مدونة وطن "إباء الخطيب" المزيد من التقدم والنجاح في أعمالها الشعرية وأن تبقى كما هي اليوم فخراً لنا ولكل السوريين وخصوصاً لمدينتها "سلمية" التي كانت ولا تزال تقدم للشعر العربي المزيد والمزيد.

وطبعاً في النهاية لا بدّ لنا من قراءة قصيدة "عندما اختارك قلبي" التي ربحت بها "إباء" هذه الجائزة.

أيا محبوبُ قد طال انتظــــاري

وكم حنّت لماء الوصل نــــاري

فمن حزني ومن شوقي وصـبري

رأيت النجم في وَضح النهـــــار ِ

وفي عينيك لي بعض الأمـــاني

فلا تبخل عليّ ولا تـــــــــواري

ولا تزعم بأنّك لا تبالـــــــــــــي

وداري القلب يا محبــوب داري

أنا كُرمى لعينيك الغوا لـــــــــي

أرشُّ الفلَّ في ساحــــــات داري

فخّليني بجنبك مثل طيـــــــــــر ٍ

جريحَ القلب منسيَّ القـــــــــرار ِ

أجيءُ إليك يرهقني حنيــــــــني

وفي كفيّ أشلاءُ الدمــــــــــــار ِ

فتأخذني بحسنك حيث ُموتـــــي

وترميني لأنياب ِاحتضـــــــاري

وألجأ ُللحوار ِعساه ُ يجـــــــدي

فترهقني بأبعاد ِالحـــــــــــــوار ِ

أيا محبوبُ ما ذنبي بعشــــــــق ٍ

أ ُداريه ِكأن ّالعشق َعــــــــاري

فلا أدري لماذا بت ّ ُصمتــــــــاَ

أحاصرُ دمعتـي ودمي حصـاري

فلا تكتم بصدرك َنبض ُحبـــــي

ولا تخفيه ِ 00 قد طال َانتظاري

ولي شوقُ أكابدهُ طويــــــــــــلاً

وأحزاني معتــــــــّـــــقة ُ الجرار ِ

فكف ّعن التلاعب َفي حنينــــي

أخافُ بأن سيسبقني قطـــــــاري

ولا تحسب أتيتكَ من فـــــــراغ ٍ

فآلافُ الرجـــــــــال ِبباب ِداري

ولكن ّ الفؤاد َله ُ خيـــــــــــــــارٌ

فليس َيروقه ُ دومـــــــــاً خياري

كأني لست ُ من قررت ُ أمـــري

ولست ُ أنا من اتخـــــذتْ قراري

أحس ُ إذا رأيتك َ أن ّ روحـــــي

مكللة ٌبريحـــــــــــــــــــان ٍ وغار ِ

تطل ّ كما الملوك ِ وفي يمينـــــك َ

شعاع ُ الشّمس ِ يفتح ُ لي نهـاري

  • الصورة الرئيسية عن قناة MBC