«يعتبر حيوان "الجاموس" فرعاً من فروع الإنتاج الحيواني، فهو يحتل المرتبة الخامسة من حيث التعداد والأهمية بعد "الأغنام" و"الماعز" و"الأبقار" و"الإبل" في الوطن العربي، وهذا الحيوان شبه مائي فهو يفضل الاستراحة في البقع المائية وخاصة أثناء ارتفاع الحرارة للتخلص من حرارة جسمه الزائدة والناتجة عن امتصاص جلده للحرارة بسبب لونه "الأسود" وقلة الغدد العرقية لديه، وهذا الحيوان يتمتع بقدرة السباحة التي تميزه عن غيره من الحيوانات المماثلة له».

هذا ما قاله المهندس "نادر درباس" لموقع eSyria بتاريخ 15/5/2009 الذي التقاه في المحطة التي صممت لهذا الحيوان والتي تدعى "محطة بحوث الغاب لتحسين وتطوير الجاموس" وبصفته المسؤول عن تربية "الجاموس" فيها فيحدثنا قائلاً: «بناءً على القرار رقم /1/ تاريخ 9/1/1995 الصادر عن وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، تم إنشاء هذه المحطة حيث تم شراء عدد من إناث "الجاموس" من أهالي منطقة "الغاب" بعدد /13 أنثى + ذكر واحد/ وذلك حسب الشروط الفنية الموضوعة لذلك، وفي العام 1996 تم استكمال نواة القطيع البالغ عددها /25/ رأساً بما فيها ذكر التلقيح».

بناءً على القرار رقم /1/ تاريخ 9/1/1995 الصادر عن وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، تم إنشاء هذه المحطة حيث تم شراء عدد من إناث "الجاموس" من أهالي منطقة "الغاب" بعدد /13 أنثى + ذكر واحد/ وذلك حسب الشروط الفنية الموضوعة لذلك، وفي العام 1996 تم استكمال نواة القطيع البالغ عددها /25/ رأساً بما فيها ذكر التلقيح

وعن أهداف المحطة يقول: «إن أهداف المحطة كثيرة فمنها حماية الجاموس في سورية من الانقراض وتحديد الخصائص الشكلية والإنتاجية والتناسلية للجاموس المحلي واستنباط سلالة متخصصة بإنتاج حليب "الجاموس" وتحديد المقننات الغذائية "للجاموس" حسب فئاته العمرية المختلفة، وتشجيع تربية الجاموس في منطقة "الغاب" خصوصاً وفي سورية عموماً ودراسة سلوك "الجاموس" في ظروف التربية الحديثة».

حيوان "الجاموس" يسبح في الماء

وعن المهام التي أنشئت المحطة من أجلها يقول المهندس "نادر": «إن المهام التي أنشئت من أجلها المحطة هي زيادة عدد المربين في المنطقة وزيادة عدد حيوانات "الجاموس" لديهم، حيث وصل أعدادها في هذا العام 2009 إلى 1200 رأس بينما كانت أعدادها عام 1995 لا تتجاوز 300 رأس، وتحسين إنتاجية حيوانات "الجاموس" من مادة الحليب واللحم، وتوزيع حيوانات محسنة للمربين، وقد تمت دراسة معظم الصفات الشكلية والإنتاجية والتناسلية والصحية لحيوانات "الجاموس" في المحطة».

وعن "الجاموس" ذي المنشأ السوري بشكل خاص يحدثنا: «يعتبر "الجاموس" من الحيوانات قديمة الانتشار في سورية حيث كانت أول إشارة "للجاموس" في كتب العرب تلك التي وصف فيها "المسعودي" كيفية دخول هذا الحيوان من الهند إلى بلاد الشام عن طريق "آل المهلب" في "البصرة" في القرن التاسع أي في عهد الدولة "الأموية"، ويقسم "الجاموس" في سورية إلى قسمين وهما "جاموس الأنهار" و"جاموس المستنقعات"، أما "جاموس الأنهار" فينتشر في منطقة الجزيرة السورية بمدينة "الحسكة" ومدينة "الرقة" على امتداد نهري "دجلة" و"الفرات" وبأعداد تقارب 3000 رأس (إحصائية وزارة الزراعة عام 2005)، وهذا النوع من الجاموس هندي الأصل ولونه السائد "أسود أرداوزي" وتظهر فيه أحياناً ألوان أخرى مثل اللون "الرمادي" المتدرج إلى "الأحمر القاتم" مع وجود بعض الحيوانات التي تمتلك بقعاً بيضاء كبيرة على الجسم، وقد يتواجد أفراد منها بيضاء اللون وعليها بقع سوداء، وحيوان "جاموس الأنهار" حيوان متوسط الحجم يعطي كمية جيدة من الحليب بحدود 1600 إلى 1800 كغ خلال موسم الإدرار والذي تكون فترته 210 أيام».

مدخل "محطة "الجاموس" في قرية "شطحة"

ويضيف: «أما "جاموس المستنقعات" فينتشر في منطقة "الغاب" حيث كانت المستنقعات فيها هي المنطقة النموذجية لانتشاره، ولكن تجفيف المستنقعات في منطقة "الغاب" منذ حوالي خمسة عقود أدى إلى تناقص أعداد "الجاموس" بشكل كبير، حيث كانت المنطقة تحوي أكثر من 3000 رأس من "الجاموس" وبنسبة 69% من أجمالي عدد "الجواميس" في سورية "إحصائية وزارة الزراعة عام 1978"، أما الآن فقد انخفضت أعداد حيوان "الجاموس" وانحصر وجودها في بعض قرى "الغاب" وبنسبة لا تزيد عن 27% فقط من أجمالي عدد الجاموس في سورية أي بحدود 1200 رأس (إحصائية محطة بحوث شطحة عام 2009)».

وعن منظمة الغذاء والزراعة العالمية "FAO" وتصنيفها لحيوان "جاموس الغاب" يقول: «لقد وضعت منظمة الغذاء والزراعة العالمية "FAO" عام 2000 حيوان "جاموس الغاب" ضمن السلالات المهددة بالانقراض، وقالت إن هذا النوع الذي تتميز به منطقة "الغاب" من حيوان "الجاموس" يتميز بالتأقلم بشكل جيد مع الظروف البيئية في المنطقة وهو مقاوم للأمراض، ويتغذى على مخلفات المحاصيل الزراعية وعلى المراعي الطبيعية في المنطقة».

المهندس "نادر درباس"

والتقينا الطبيب البيطري "أحمد الحسن" الذي حدثنا عن مواصفات حيوان "الجاموس" المتواجد في منطقة "الغاب" فيقول: «يتراوح لون "جاموس الغاب" بين اللون "الرمادي الداكن" واللون "الأسود" مع "مخطم" و"أظلاف" و"قرون سوداء" ووجود بعض الحيوانات التي تمتلك بقعة بيضاء على "الجبهة" وفي نهاية "الذيل"، أما قرونها فهي متوسطة الطول مغزلية الشكل تتجه للخلف ثم إلى الأعلى قليلاً، وهو حيوان كبير الحجم مقارنة مع حيوانات الأبقار، وزن الإناث منها يتراوح ما بين 400 إلى 600 كغ، ووزن الثيران يتراوح ما بين 450 إلى 650 كغ، وتعطي كمية لا بأس بها من الحليب بحدود 1000 إلى 1400 كغ بنسبة دسم 7.5 إلى 10% خلال موسم إدرار متوسط طوله 220 يوماً».

وعن الميزات التي يتميز بها "الجاموس" المحلي عن غيره من أنواع الحيوانات الأخرى المماثلة له يقول الطبيب "أحمد": «إن "الجاموس المحلي" يتميز عن غيره من الحيوانات المماثلة له مثل "الأبقار" و"الإبل" بكثير من الأشياء فمنها أنه يتفوق في إنتاجه للحليب من ناحية الكمية والنوعية، وارتفاع نسبة الدسم في الحليب بالإضافة إلى لونه الأبيض الناصع لقدرته على تحويل مادة "الكاروتين" إلى فيتامين/ أ/ مما يجعل ألبانه مرغوبة بكثرة، وتأقلمه مع الظروف البيئية المختلفة حتى الصعبة منها، وثبت مقاومة "الجاموس المحلي" لأخطار الإشعاع الذري بالمقارنة مع بقية الحيوانات الزراعية الأخرى، وطول حياته الإنتاجية وعدد المواليد الممكن إنتاجها، وجودة صفات اللحم من حيث انخفاض نسبة الكولسترول فيه، ويتميز بأظلافه الكبيرة مقارنة مع "الأبقار" وقوائمه القوية وجسمه الضخم، وتمكنه هذه المواصفات من السير في الأراضي الطينية دون أن تغوص قوائمه فيها، بالإضافة لمقدرته على السباحة في المستنقعات والأنهار».

والجدير بالذكر أن محطة "بحوث شطحة لتحسين الجاموس" تبلغ مساحتها 500 دونم، وتقع في منطقة "الغاب" إلى الشمال الغربي من محافظة "حماة" حيث تبعد عن مركز المدينة حوالي 90كم تقريباً.