قال المهندس سمير مورا، مدير الموارد المائية بالحسكة في مقابلة مع ehasakeh إن الموارد المائية بالحسكة تقسم إلى قسمين رئيسيين: موارد مائية تقليدية، وتشمل: مياه الأمطار، والمياه السطحية، والمياه الجوفية، وموارد مائية غير تقليدية وتشمل: مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي.‏

وتابع مورا: وتتميز منطقة الجزيرة «محافظة الحسكة» والتي يقع ضمنها القسم الأعظم من حوض الخابور، وكامل حوض دجلة «ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية» بوجود مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، تعتمد بمعظمها على الهطول المطري في الري، الأمر الذي أدى في بعض السنوات القليلة الهطول والشحيحة، إلى تدني كمية ونوعية المحاصيل بشكل كبير، انعكس سلباً على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للسكان، وكان ذلك دافعاً إلى التوجه نحو استخراج المياه الجوفية لري الأراضي، حيث تم حفر عدد كبير من الآبار، استثمرت كميات كبيرة من المياه، أدت في السنوات القليلة الماضية إلى حدوث انخفاض في مناسيب المياه الجوفية، ومن ثم انعدام تصريف الينابيع الكبيرة والهامة، مثل ينابيع رأس العين المغذي الأساسي لنهر الخابور.‏

وأوضح المهندس مورا أنه ومن خلال قراءة تصريف مجموع الينابيع في مركز رأس العين، تبين أن الانخفاض بدأ في بداية الثمانينيات، حتى أخذ هذا الانخفاض يتزايد بوتائر سريعة ومنذ بداية التسعينيات، حتى وصل التصريف السنوي الوسطي لعام 1998 / 1999 إلى 9.82 م3/ثا وإلى 5.93 م3/ثا عام 1999/2000 واستمر الانخفاض في التصاريف حتى انعدم الجريان الحر من الينابيع كلياً، وتوقفت عن الجريان بتاريخ 13/4/2001.‏

مدير الموارد المائية بالحسكة

وذلك مع الإشارة هنا إلى أن مناسيب المياه الجوفية في المحافظة، تعاني من هبوط بشكل مستمر على مدى عشرين عاماً، بسبب آلاف الآبار المحفورة في المنطقة والمرخصة، والتي تستنزف المياه بشكل كبير، وخاصة في منطقة رأس العين منطقة الينابيع، وتتم حالياً مراقبة مناسيب مياه الآبار «العامة والخاصة» في المنطقة، وهناك عدة شركات تعمل في رأس العين، منها الشركة الأرمينية لدراسة ظاهرة الكارست «الانخفاسات» في وسط المدينة، وتأثير انخفاض المياه على المنطقة.‏

المهندس مورا أكد أن الأمر الذي أصبح يشد الانتباه أكثر من أي أمر آخر، هو العجز المائي الكبير في المحافظة التي تستثمر وتستنزف كميات كبيرة من المياه الجوفية والسطحية، لتأمين سقاية ما يقارب من «45% من القمح و35% من القطن السوري» وهذه المساحات الشاسعة والتي تزيد عن 500000 ألف هكتار، تحتاج إلى ما يقل عن خمسة مليارات متر مكعب سنوياً من المياه، وتروى بطرق الري السطحية التقليدية، التي تهدر كميات كبيرة من المياه، في حين أن المتاح أو المتجدد المائي لا يزيد عن ثلاثة مليارات، وعليه هناك عجز سنوي تقريبي يزيد عن ملياري متر مكعب.

استجرار المياه

ختاماً أوضح مورا أن عدد الآبار غير المرخصة في المحافظة بلغ 24522 بئراً، تروي مساحة قدرها 394159 هكتاراً، ويتجاوز 8161 بئراً، تروي مايزيد عن 57025 هكتاراً من الأراضي، ومعظم هذه المساحات تروى بالري التقليدي،‏ أما المساحات المروية من الأنهار والينابيع، فهناك 31933 هكتاراً تروى من نهر الخابور، بما فيها: مشروع ري المناجير/الجغجغ - الجرجب - نبع الهول - ينابيع المالكية - نهر دجلة - بحيرة الخاتونية، إضافة إلى المساحات المروية من شبكات الري الحكومية، والتي تضم الحقول المنفذة من مشروع ري الخابور، والشبكات على مياه السدود السطحية، وشبكة الري الشتوي التكميلي على نهر الجغجغ، وقناة تل مغاص.