«"باب الحارة" أو دراما "الحارة" تجسيد للواقع الاجتماعي المعيش، والذي ظهر مؤخرا على شاشات التلفاز.
ومن خلال الاختلاف الذي حصل في الحارات الشامية، ومن ثم اتحاد تلك الحارات للوقوف صفا واحدا ضد الظلم، اوجد هذا الأمر في مخيلتي وميضا لإنشاء مشروع يضم تحت مظلته، كافة الأنساق الاجتماعية، الموجودة في المنطقة، ويكون القلعة التي تجمع فئات المجتمع على تنوعها ويكون البيت الثاني للجميع».
"باب الحارة" هو موعد لكل عاشقي التراث، ومحبي التقاليد، علاوة على كونه أحد الروافد التي ربما ساهمت بنسبة من التشغيل، من خلال إيجاد فرصة لأكثر من "30" عاملا، وهذا قد لا يتوافر في أي من مجالات الحياة
هذا ما قاله السيد "مهيمن الطائي" والشهير بالعكيد "أبو شهاب" في مدينة "القامشلي" لموقع eHasakeh الذي التقاه بتاريخ 18/1/2009 حيث أضاف: «حاولت تقريب المقهى من البيت الشامي، وعملت على إيجاد شخصيات مشابهة لتلك التي شاهدها الجميع على شاشات التلفاز، كالعكيد "أبو شهاب"، و"أبو النار"، و"اصطيف"، و"ابو عصام" وغيرها.
حيث قمت بتفصيل ملابس العمال من نفس المحل الذي تم فيه تصميم ملابس ممثلي "باب الحارة"، مع التفاصيل المأخوذة من البيت الشامي، بالإضافة إلى اللوحات الفنية التي تعبر عن تراث المحافظة من خلال الاستعانة بخبرات محلية، ويوجد في المقهى ركن لمكتبة "باب الحارة" المخصص لأدباء "المحافظة، وشعرائها، وتنظيم الملتقيات الأدبية، والأمسيات الشعرية، التي تجمع كافة المهتمين، بالإضافة إلى أن" المكتبة" تحتوي على الصحف، والمجلات الأدبية، وركن لاستقبال الوفود، والزوار من الدول المجاورة والصديقة، وركن خاص لتقديم الهدايا للأطفال الذين يرتادون المقهى، وتم تأسيس فرقة "العراضة" للمشاركة بالإعراس والحفلات الشعبية، على طراز العراضات الشامية، وقمنا بتقديم بطاقات التخفيض، والحسم للطلاب، والمؤسسات الراغبة بارتياد المقهى، وتم مؤخرا تخصيص قسم المعارض الفنية، الذي شهد في الآونة الأخيرة افتتاح معرض "التصوير الضوئي" للفنانة "ندى الشيخ" بحضور شخصيات رسمية، وجمع غفير من المهتمين».
أما عن سبب اختياره لشخصية "العكيد" فقد تحدث قائلا: «لم أتقمص شخصية العكيد "أبو شهاب" لكنها جاءتني لتشابه الظروف ربما ليس التاريخية منها، ف "اصطيف وحمدي" كثير أمثالهم عبر التاريخ، والناس يطلقون علي لقب "العكيد" هذا المسمى الذي له أساس في تراث المنطقة، فالعكيد هو من يقوم برد الغزو، والاعتداءات على القبيلة، لذلك يقال (عكيد القوم حاميها) أو عكيد الفرسان، ونحن في "باب الحارة" لا نبخل في تقديم يد العون للمحتاجين، وذلك بمساعدة محبي الخير وهم كثر في المجتمع، لذلك أصر الجميع على تسميتي هذه».
أما السيد "صالح العلي" من رواد "باب الحارة" فقد قال: «الحارة صورة لتراثنا الطيب، والأصيل، تراث الآباء والأجداد، كانت وما تزال أبواب الحارة تفتح مصاريعها للبشر، وكذلك النوافذ، تدخل حميمية المكان والزمان عبر ذلك الضوء المشبع تارة، والمنسدل عبر التفاصيل إلى قلب المتلقي، فمنذ دخولي اول مرة لاحظت الاهتمام الفطري بالأصالة، والانتماء، فهنيئا بهذا التراث الذي كان ولا يزال نبراس الانطلاق، وعنوان مواجهة "الزيف العولمي"».
"عماد خليل عارف" موظف في إدارة الأعمال لدى إحدى المؤسسات في "مدينة القامشلي"، واحد المرتادين للمقهى، تحدث قائلا: «"باب الحارة" هو موعد لكل عاشقي التراث، ومحبي التقاليد، علاوة على كونه أحد الروافد التي ربما ساهمت بنسبة من التشغيل، من خلال إيجاد فرصة لأكثر من "30" عاملا، وهذا قد لا يتوافر في أي من مجالات الحياة».
بقي أن نذكر أن إدارة "باب الحارة" وتحت إشراف العكيد "أبو شهاب" تحضر لافتتاح معرض للأدوات التراثية القديمة الخاصة بمنطقة الجزيرة، وهم يدعون الجميع لحضور هذا المعرض.