«ترتدي نساء القبائل العربية في منطقة "الجزيرة السورية" زياً موحداً إلى حد كبير رغم وجود بعض الفروق البسيطة.

حيث يرتدين في الرأس "الملفع" أو "محرمة المركزيت" ثم "الهبرية" حيث يعصب الرأس بها وعادة ما تكون من "الحرير" اَلملون».

ظهر في السنوات الأخيرة الوشم الحديث الذي اختلفت معاييره وأهدافه عن الوشم الريفي القديم حيث أصبح اليوم موضة في المجتمعات وصفوف الشباب وأختلف التفنن برسومه وأشكاله، وفي المجتمع الغربي يستخدم الوشم لفئات هامشية مثل: (نزلاء السجون وبائعات وبائعي الهوى) حيث يمثل "الوشم" تمرداً وتحدياً للألم والواقع وقوة وعنفوان للرجل، يتضمن ذلك استخدام أدوات حادة ومواد "كيميائية" ملونة يتم إدخالها إلى الطبقة الجلدية العميقة ما ينتج عنه انتقال لعدد من الأمراض ومنها "الايدز" في حال عدم تعقيم أدوات "الوشم"

هذا ما تحدث به الأستاذ الباحث "صالح هواش المسلط" عن لباس وحلي منطقة "الجزيرة السورية" لموقع eHasakeh الذي التقاه بتاريخ 24/1/2008.

الباحث صالح المسلط

وأضاف أيضاً: «أما لباس الجسد فيتكون من ثوب داخلي يسمى "قصيرة" ويأتي فوقه ثوب طويل ملون بأكمام طويلة تسمى "أردان" حيث يربط بعضها مع بعض من أسفلها وتوضع خلف الظهر وهذا النوع من اللباس أيضاً تشتهر به النساء "الكرديات" وهذا ما يعزز قولنا في البداية بأن الزي متشابه إلى حد كبير في عموم ريف محافظة "الحسكة"، ثم يأتي "أردان" وهو أشبه بثوب مفتوح من الأمام، وأقمشة "الزبون" مختلفة فبعضها يكون من "الجوخ" أو "المخمل" وغيرها، وبعضه يكون مطرزاً من القبة والأكمام ومن الأمام على طول الفتحة ويسمى "الِبدن" وهو غالي الثمن ويقتصر لبسه على نساء الشيوخ والوجهاء، وهناك "الشويحي" وهو حزام يصنع من نسيج القطن أو الصوف الملون بألوان زاهية يتراوح طوله من مترين إلى ثلاثة أمتار وعرضه ثلاثة أصابع، تلف المرأة خصرها به فيظهر جمال خصرها النحيل ويتدلى منه إلى الأمام عقدة يتفرع منها عقدات أشبه بالوردات تسمى "الشراشيب" وتضرب هذه "الشراشيب" ركبتي المرأة أثناء المشي ما يلفت الأنظار إليها، ولا ننسى "الجوخة" بقصبها الذهبي الجميل وهي تشبه "جاكيت" الرجل إلى حد ما كما أنها غالية الثمن ويقتصر ارتداؤها أيضاً على نساء الشيوخ والوجهاء فقط ، وهناك "الكطش" أو "القطنية" وهي محشوة بـ"القطن"».

أما عن الحلي فقال "المسلط": «تبدأ حلي المرأة "الجزراوية" من أعلى الرأس على الجبهة "هلال" أو ليرة عثمانية تسمى "الرشادية" و تكون من الذهب ثم يأتي "الكلاّب" أو "الشكالة" التي تثبت الشعر في جنباته، والأنف له نصيب من الحلي الذهبية أيضاً فهناك "العران" الذي يوضع في وسط الأنف من الأسفل ويتدلى إلى الشفة العليا للفم، و"الخزامة" التي توضع في يسار الأنف ، و"الوردينة" أشبه بالوردة الصغيرة توضع في يمين الأنف، ولا ننسى هنا "الأقراط" أي "الحَلق" أو ما عُرف باللهجة الجزراوية "التراجي" حيث يوضعن في شحمتي الآذان، ثم تأتي زينة العنق بـ"الجردان" وهو من "الذهب" وهناك أطواق أيضاً من "خرز العقيق" وغيره، والصدر بـ"المخمس" الذهبي وهناك "الخواتم" توضع في الأصابع بالإضافة "للأساور" و"السفايف" و"الضباب" و"المعاضد" في معصمي اليدين وتكون من "الذهب" أو "الفضة"، وتنتهي زينة المرأة بـ"الحجول" وهي "الخلاخل" التي توضع بالأرجل تكون من "الذهب" أو "الفضة" ، أحياناً يوضع بـ"الحجول" أجراس يصدر عنها أثناء المشي أصوات تطرب له آذان الشبان ويتحسر الشيبان على الأيام الخوالي».

زي تراثي

وتابع الباحث حديثه متطرقاً للزينة فقال: «تتمثل زينة المرأة بـ"الطيب" أي العطر وهناك العطر الصناعي والعطر النباتي كالـ"محلب" و"الخضيرة" وغيرها، و"الحنة" و"الكحل" وهناك "سن الذهب" والمقصود به قيام بعض النساء أو الفتيات من تلبيس أحد أسنانهن بغلاف معدني ذهبي اللون عن طريق رجل يسمى بالريف "صايغ السنون" لما يعطي ذلك من جمالية لثغر الفتاة أثناء الضحك، ولا ننسى "الوشم" الأزرق على اليدين والوجه والصدر لبعض الفئات برسوم بدائية تتمثل بنقاط أو خطوط صغيرة متشابكة أو ورد أو قلوب، و"الوشم" له استخدامات في "الجزيرة" غير الزينة التجميلية كتعويذة ضد "السحر" و"الموت" ولطرد "الأرواح الشريرة"، وأيضاً لتحديد الانتماء القبلي وتمييز مجموعة بشرية معينة عن غيرها، يتضمن "الوشم" مادة "الكحل" أي كحل العين وإبرة لإدخال مادة الكحل إلى الطبقات الجلدية العميقة ما يضمن بقاءها الطويل وذلك بعد رسم الشكل المراد على الجلد وتغطيته بمادة "الكحل" ثم يبدأ نقر الرسم برأس الإبرة بعد تعقيمها خوفاً من حدوث التهابات بالجلد فتخرج "الـدماء" وتختلط بمادة "الكحل" ويترتب على ذلك حدوث الآم شديدة، أما الأطفال فيعلو صراخهم وبكاؤهم».

ثم أضاف معرفاًً: «ظهر في السنوات الأخيرة الوشم الحديث الذي اختلفت معاييره وأهدافه عن الوشم الريفي القديم حيث أصبح اليوم موضة في المجتمعات وصفوف الشباب وأختلف التفنن برسومه وأشكاله، وفي المجتمع الغربي يستخدم الوشم لفئات هامشية مثل: (نزلاء السجون وبائعات وبائعي الهوى) حيث يمثل "الوشم" تمرداً وتحدياً للألم والواقع وقوة وعنفوان للرجل، يتضمن ذلك استخدام أدوات حادة ومواد "كيميائية" ملونة يتم إدخالها إلى الطبقة الجلدية العميقة ما ينتج عنه انتقال لعدد من الأمراض ومنها "الايدز" في حال عدم تعقيم أدوات "الوشم"».

ابو مهند

ثم ختم الباحث "صالح المسلط" حديثه قائلاً: «أما لباس الرجل فيبدأ من محرمة المركزيت البيضاء أو"اليشمر" أي "الشماخ" حيث يغطى الرأس بها ثم يأتي عقال الرأس الأسود الذي يرمز للعزة والشموخ والشرف، ثم ثوب داخلي أبيض يغطي الجسد، ثم يأتي فوقه الزبون الرجالي حيث يربط من جانبي الجسد بشكل متداخل ويكون عادة بدون أكمام وهناك أيضاً من يلبس عوضاً عنه الكلابية، ثم يـأتي "الجاكيت" أو "السترة" وتكون من نفس قماش الزبون للجمالية، وهناك أيضاً "العباءة" أو "الشالة" و"الفروة" في الشتاء القارص، ولا ننسى "الجنايد" التي تلبس على الصدر فوق اللباس وهي محازم "الفشك" مصنوعة من "الجلد" وظيفتها حمل طلقات "البارودة" أو "المسدس" وأيضاً لحمل "الخنجر"، وتدخل "الجنايد" من ضمن زينة الرجل لما تضيفه من مسحة جمال رائعة على زيه، كما أنها تعطيه نشوة عز وقوة».