«قبيلة "طي" من أعرق القبائل العربية القحطانية الزبيدية على المعمورة العربية منذ جدهم "حاتم الطائي"، وما دمنا بصدد "الطائية" والتي تعني الكرم المشهود فالكرم بحد ذاته شجاعة، وما زال هذا الكرم الحاتمي الطائي يسري في عروقهم شجاعة وحمية ونخوة ووفاء»، بهذه الكلمات وصف الباحث التراثي "صالح هواش المسلط" قبيلة الشيخ "محمد العبد الرحمن الطائي" عندما التقاه موقع eHasakeh.

وأضاف "المسلط": «برز الشيخ "محمد العبد الرحمن الطائي" كما برز أجداده من قبله كواحد من زعماء الجزيرة البارزين في شتى مناحي الحياة بين القبائل الأخرى ما أعطى لـ"طي" مهابة ومقداراً كبيراً ومواصفات عديدة، عينت القبيلة الشيخ "محمد العبد الرحمن" شيخاً لها وأعيد انتخابه عليها عام 1946».

برز الشيخ "محمد العبد الرحمن الطائي" كما برز أجداده من قبله كواحد من زعماء الجزيرة البارزين في شتى مناحي الحياة بين القبائل الأخرى ما أعطى لـ"طي" مهابة ومقداراً كبيراً ومواصفات عديدة، عينت القبيلة الشيخ "محمد العبد الرحمن" شيخاً لها وأعيد انتخابه عليها عام 1946

أما عن أفعاله ونضاله ضد الفرنسيين فيقول "المسلط": «أرهق الفرنسيون قبيلة "طي" بالضرائب والجباية كغيرها من القبائل العربية، فما كان من الشيخ "المحمد العبد الرحمن" ورجال القبيلة من آل "عساف" و"الراشد" و"اليسار" و"سنبس" و"حريث" و"الجوالة" و"الغنامة"، إلا إن تنادوا ضد الفرنسيين الذين حاولوا إغراءه وإغراء بعض أقاربه لكن الحمية "الطائية" كانت أقوى من كل أحابيل فرنسا وعملائها، فأصبحوا الخصوم الألداء لفرنسا وللعملاء». ويقول "المسلط" أيضاً: «وللشيخ "محمد" مواقف مشهودة ومشهورة تتندر بها كل القبائل في الجزيرة وفي سورية كافة: «حيث كان الشيخ "محمد عبد الرحمن" من الشيوخ الدهاة الذين تحسب لهم فرنسا ألف حساب، فكان سيد قومه بل زعيماً من زعماء سورية وقطباً من أقطاب الثورة السورية، لقد كان بحق البطل والمناضل والمجاهد العربي الأصيل. تسلم زمام ومشيخة القبيلة "الطائية" بعد وفاة شقيقيه "علي" و"عبد الرزاق" أبناء "عبد الرحمن الطائي" ولقب شقيقه "عبد الرزاق" بـ"الاسطنبولي" لأنه درس بـ"اسطنبول" آنذاك عام 1903، كما انه كان احد أعضاء الجمعية العربية الفتاة والتي قامت تركيا بإعدام الكثير من أعضائها بـ"دمشق" و"بيروت" ممن يسمون شهداء السادس من أيار 1916، إلا انه أي الشيخ "عبد الرزاق" لو لم يمت في ريعان صباه لكان واحداً من هؤلاء الشهداء الأبرار.

صالح هواش المسلط

وإننا حين نعود لسيرة المناضل "محمد العبد الرحمن الطائي" فانه يذكر عنه الشجاعة والالتزام الشديد، وكأنه عسكري الطبع بالفطرة، وكان رحمه الله شديد الترك للعثمانيين الذين لم يسلم من ظلمهم وجورهم احد، كما أنهم طالما قتلوا العديد من رجال "طي" ومن بينهم الشيخ "ظاهر الحسن" عام 1200 للهجرة حيث ورد هذا الخبر في كتاب "دوحة الوزراء في حديث بغداد والزوراء". كما وردت في كتب أخرى تروي بطولات ونضال من رجال "طي" أثناء الحكم التركي، من بينها ايضا كتاب "القسارى في نكبات النصارى" وذلك عام 1895 حيث جرت مذابح "الأرمن" في "اورفة" في تركيا وعلى مرأى من الشيخ "عبد الرحمن الحسن" وآخرها كانت مذبحة عام 1915 وتهجير "الأرمن" حيث كان للشيخ "محمد العبد الرحمن الطائي" ووالده الشيخ "عبد الرحمن" اليد البيضاء لما وقفا مواقف إنسانية ومشرفة حماية "للأرمن" وسواهم من العرب المسيحية.

ففي عام 1922 دخلت فرنسا منطقة "القامشلي" حيث رفض الشيخ "محمد العبد الرحمن الطائي" وشقيقاه "طلال" و"نايف" هذا المستعمر الجديد بعد العثمانية التي قتلت "محمد بن حسين" شيخ "طي" على يد والي الموصل عام 1689. وكذلك عام 1728 أرسلت السلطنة العثمانية جيشاً لمحاربة عشيرة "طي" وذلك لعصيانهم وتمردهم على الدولة العثمانية آنذاك، أما بالنسبة لفرنسا فقد تمرد عليها الشيخ "محمد العبد الرحمن الطائي" فما كان منهم إلا أن نفوه إلى جزيرة "أرواد" بالبحر الأبيض المتوسط قبالة "طرطوس" وكان على اتصال ومراسلة مع قومه وجيرانه من وجهاء المنطقة، فتحالفت قبائل المنطقة وعلى رأسهم قبيلة "طي" و"الجوالة" وبقيت القبائل الأخرى أمثال "الراشد" و"البو عاصي" و"حرب" و"بني سبعة"، حيث وقعت الموقعة المشهورة "بيان دور" ومن الجدير بالذكر انه عندما أطلقت فرنسا سراح الشيخ "محمد العبد الرحمن" وذلك كي تكف "طي" عن محاربة فرنسا وطلبت منه فرنسا رهائن، فأرسل لهم أخاه "دحام العبد الرحمن" وابنه "فارس محمد العبد الرحمن" وسجنا في "دير الزور" وبعدها أطلق سراحهما، وبعد ذلك وفي عام 1928 تم إلقاء القبض مرة ثانية على الشيخ "محمد العبد الرحمن" وأودع السجن وبعد مدة ذهب "سلومي الحميد" شيخ قبيلة "الجوالة" إلى المستشار الفرنسي حيث قال له بالحرف الواحد: "اذا لم يطلق سراح الشيخ "محمد العبد الرحمن الطائي" فسيكون شيء غير طيب معكم فالواقعة الأولى مع "روغان"، والواقعة الثانية ستكون من خلفهم"، وبعد ذلك اضطرت فرنسا لإطلاق سراح الشيخ "محمد الطائي" رحمه الله صاحب المآثر الوطنية والبطولة النادرة في عقده».