«تعتبر الدول العربية ومنها سورية بحكم موقعها الجغرافي أكثر المناطق جفافاً وذات أنظمة بيئية هشة، وتعتبر محافظة "الحسكة" السلة الغذائية لسورية، ونظراً لتعرضها لمواسم جفاف وقلة في الأمطار حيث يلعب المناخ دوراً هاماً في تركيبها، تراجع النشاط البشري بشقيه الزراعي والحيواني، وانخفض احتياطي المياه الجوفية ومنسوبها وتدنىالمخصص السنوي للفرد من المياه».
هذا ما قاله المهندس الزراعي "عبد الحليم سراج" لموقع eSyria بتاريخ 11/4/2009 وأضاف أيضاً: «وأمام هذا كله لابد للحكومة من النظر بحلول بديلة تنقذ المنطقة من دائرة التصحر القادمة، فكان مشروع الاستمطار وكتعريف علمي هو: عبارة عن عملية إسقاط المطر من السحب بطريقة علمية على السحب المتكونة في الجو. وللاستمطار الصناعي ثلاث طرق هي: تعلو الطائرات إلى فوق السحب وترش يوديد الفضة عليها- أو تحلق الطائرات وتبقى تحت السحب وتقوم برش مخصب من نترات الأمونيوم واليوريا- أو بوضع مولد على الأرض يمكن أن يقوم بتوزيع بخار يحتوي على يوديد الفضة عند هبوب رياح قوية تحمل البخار عالياً نحو الغيوم».
للمشروع أهمية بالغة ولاسيما أن الجفاف ما زال في تزايد، فقد لجأت الكثير من الدول الأجنبية والعربية مثل: الصين– روسيا- أميركا– ليبيا- المغرب- السعودية- الإمارات العربية- الأردن- سورية... بمثل هذه التجارب وخصوصاً في المحافظات ذات الطابع الزراعي كـ"الجزيرة السورية"، فقد تم إحداث مديرية خاصة بالاستمطار منذ عام /1990/ أي منذ /20/ عاماً ولديها أربع محطات رادار الطقس
أما عن أهمية المشروع فقال "سراج": «للمشروع أهمية بالغة ولاسيما أن الجفاف ما زال في تزايد، فقد لجأت الكثير من الدول الأجنبية والعربية مثل: الصين– روسيا- أميركا– ليبيا- المغرب- السعودية- الإمارات العربية- الأردن- سورية... بمثل هذه التجارب وخصوصاً في المحافظات ذات الطابع الزراعي كـ"الجزيرة السورية"، فقد تم إحداث مديرية خاصة بالاستمطار منذ عام /1990/ أي منذ /20/ عاماً ولديها أربع محطات رادار الطقس».
وعن التكلفة المادية لعملية إسقاط المطر تابع "سراج" حديثه: «بداية لا بد من التجهيزات اللازمة للقيام بعملية الاستمطار من بناء بنية تحتية لها وعلى أساس علمي كما ذكرت توجد أربع محطات رادار الطقس في سورية، في "دمشق" و"حلب" وتؤكد الدراسات بأن سعر الرادار الواحد يكلف بحدود مليون دولار وهي بحاجة دورية للصيانة وتأمين قطع الغيار أثناء الأعطال وعلى علمي يجب الاستعانة بتجارب الاستمطار الروسية في سورية لأنها رخيصة التكاليف حيث تبلغ تكلفة المتر المكعب من المياه حوالي /30/ قرشاً سورياً فقط .
كما نشرت في الصحافة المحلية وبالتحديد "صحيفة تشرين" تاريخ 18/3/2009 وعلى لسان مدير مديرية الاستمطار الدكتور "علي عباس" أن كلفة المتر المكعب الواحد بلغت وسطياً /15/ قرشاً سورياً من المياه الناتجة عن الاستمطار».
ويتابع المهندس "سراج" ويقول عن ضرورة محطة رادار الطقس بـ"الحسكة": «ومع كل الأسباب التي ذكرت أعلاه وقلة الهطولات المطرية في مواسم الزراعة الشتوية من الحبوب: /القمح والشعير/ البعلية في محافظة "الحسكة" ونعلم بأن لهذه المحاصيل فترات حرجة من عمرها كطور الإنبات والإشطاء وتطاول الساق لكل من نبات القمح والشعير فإذا انحبست الأمطار في هذه الأطوار تؤثر تأثيراً سلبياً في النمو والإنتاج بل حتى عدم استكمال دورة حياتها من هنا تأتي دور عملية الاستمطار في الأطوار الثلاثة المذكورة أعلاه ومراقبة حركة الغيوم وتنزيل محتواها كمطر اصطناعي ينقذ النبات ويعتبر كمساعد للدورة المطرية العادية وأيضاً لا بد من ذكر الدور الهام للري التكميلي في تلك الفترات الحرجة وذلك للحصول على مردود جيد، وأيضاً نكون بذلك أعدنا سهول "الحسكة" إلى سابق عهدها وتبقى ضمان الأمن الغذائي لسورية الحبيبة».
أما عن معوقات إقامة مشروع الاستمطار فقال: «لا يوجد دور مميز لمشروع الاستمطار في سورية ويمشي بخطا بطيئة ولم يصل بعد إلى مستوى الطموح المطلوب ومن أهم المعوقات أقول: إن أهل "مكة" أدرى بشعابها وأقصد هنا الخبراء القائمين على العمل في تلك الجهات وأرى من وجهة نظري أنه لا بد من تأمين الاعتمادات اللازمة وإجراء صيانات دورية لكافة المحطات الموجودة في سورية لتكون على الاستعداد التام وإحداث محطة جديدة للرادار في محافظة "الحسكة" لكونها منطقة زراعية والتنسيق التام بين مديرية الاستمطار ومديرية الأرصاد الجوية في سورية لدراسة أنواع السحب وحركتها والاستفادة قدر الإمكان منها في عملية الاستمطار وفي الأوقات المناسبة لمواسم الزراعة الشتوية البعلية».