من دون قصد ومن دون دراية أجد نفسي بين الناس وفي كل مكان أتكلم عنك وكأنك قصة تطول وتطول وهي حقاً كذلك، تتداخلين في أحداث حياتي، أراك في كل لحظة وفي أنفاسي فكيف لا تكونين أنت الماضي والحاضر ويومي وأمسي وغدي المشرق الباسم....أمي ...أمي».

بهذه الكلمات الناعمة والإحساس المرهف عبرت لنا "وفا بهنان يونان" عن حبها لوالدتها. و"وفا" هي طفلة من مدينة "رأس العين" زرع الله فيها موهبة الكتابة ببراءة الطفولة فأمست دون قصد أديبة صغيرة.

التفوق لا يأتي من دون تعب ومثابرة وتنظيم للوقت وهنا أحب أن أتوجه إلى كل زملائي بضرورة المواظبة على الدراسة والمطالعة لننمي مواهبنا فالهم زرع في كل منا موهبة معينة علينا أن نستغلها لنبني وطننا الذي لا يبخل علينا بشيء كما أحب أن أشكر والدي ووالدتي اللذين يحيطاني بالمحبة والعناية في كل وقت كما أشكر منظمتي الحبيبة منظمة طلائع البعث التي أتاحت لي الفرصة لأعبر من خلالها عما وهبني إياه الله

للتعرف أكثر عن هذه الموهبة موقع eHasakeh التقى "وفا" التي حدثتنا عن بداية موهبتها قائلة: «أحببت الكتابة منذ بداية المرحلة الدراسية فقد كانت تجذبني الكلمات والمعاني الجميلة التي كنت أقرؤها في حكاية الأطفال والقصص القصيرة أو التي كانت تقرؤها لي والدتي وكثيراً ما حاولت تقليدها ببعض الجمل القصيرة والحكاية التي كنت أنسجها من وحي مخيلتي حتى تقدمت في الصفوف الابتدائية وأصبح بإمكاني أن أصوغ المواضيع الأدبية البسيطة بشكل أعبر فيه عن ذاتي وما يجول في خاطري مما يدور حولي في حياتي اليومية إلى أن أتيحت لي الفرصة بالمشاركة في مسابقة الرائد الطليعي حيث كانت البداية».

السيد بهنان يونان والسيدة نجاح ملكي

الآنسة "نجاح ملكي" والدة "وفا" حدثتنا عن بداية موهبة "وفا" قائلة: «منذ طفولتها كانت تفاجئني بالعبارات والجمل القصيرة التي كانت تكتبها لي وتضعها على باب غرفتي لتعبر لي عن حبها فقد كانت تعتبرني صديقتها ولاسيما أنها وحيدة لا يوجد لديها إخوة الأمر الذي لفت انتباهي إلى أن طفلة بعمرها تكتب كلام كهذا! فشجعتها على الكتابة وقراءة القصص التي تناسب عمرها حتى أتيحت لها فرصة المشاركة في مسابقة الرائد الطليعي حيث نالت وسام الرائد الطليعي لعامين متتالين وأصبحت اللغة والأدب من أولويات حياتها».

وعن مشاركتها في مسابقة الرائد الطليعي تحدثنا "وفا": «علمت من مدير مدرستي بوجود مسابقة على مستوى المنطقة في مجال التعبير الأدبي في الصف الرابع وأحببت المشاركة وفعلاً قمت بالمشاركة فحصلت على المركز الأول وقمت بتمثل مدينتي على مستوى المحافظة وأيضاً حصلت على المركز الأول فتوجهت لتمثيل فرع "الحسكة" لمنظمة الطلائع على مستوى القطر وهناك كانت المنافسة كبيرة جداً الأمر الذي شجعني على بذل قصارى جهدي وبفضل الله وتشجيع والدتي وأساتذتي حصلت على المركز الأول ووسام الرائد الطليعي على مستوى القطر في التعبير الأدبي ما أعطاني دفعة معنوية كبيرة للاستمرار في الكتابة والمواظبة على قراءة القصص والكتب التي تناسب عمري وتنمية موهبتي أكثر فأكثر وقررت المشاركة في السنة التالية ولأن القوانين لم تسمح لي بالمشاركة بنفس الفرع لكوني رائدة على مستوى القطر شاركت في مجال القصة القصيرة وشاركت بمجموعة قصصية أسميتها "قلم" وأيضاً حصلت على وسام الرائد الطليعي على مستوى القطر وبالمركز الأول وكم كانت فرحتي كبيرة حين استطعت أن أمثل مدينتي ومحافظتي خير تمثيل على المستوى القطري وبإذن الله سأستمر في تطوير نفسي إلى ما شاء الله لي من التقدم وأطمح أن أصبح أديبة على مستوى الوطن العربي».

وفا يونان تحمل وسامها

وعن مشاركاتها الأخرى تضيف "وفا" قائلة: «شاركت بالعديد من المقالات في مجلة الطليعي وجريدة الفرات كما شاركت في مهرجان طلائع البعث الذي أقيم هذا العام في محافظة إدلب والتقيت العديد من الأصدقاء من كل محافظات القطر وأيضاً شاركت في العديد من المهرجانات على مستوى المحافظة ومثلت بلدي الحبيب سورية في الجماهيرية الليبية الشقيقة حيث أحسست بعميق محبتي وانتمائي لوطني الغالي سورية وقد تم تكريمي في أكثر من مكان وأكثر من مرة على مستوى المحافظة والقطر وخصوصاً بعد كل مرة كنت أحصل فيها على وسام التفوق وأجريت مقابلة مع التلفزيون العربي السوري بهذا الخصوص».

الأستاذ "محمد كلش" أحد أساتذة "وفا" حدثنا عن هذه الموهبة قائلاً: «"وفا" من الطلاب المتميزين القلائل الذين مروا علي في حياتي التعليمية كثيراً ما كانت تدهشني بكلماتها وجملها التي تدل على موهبة كبيرة وإبداع غريزي زرعه الخالق تعالى في داخلها لذلك كنت دوماً أشجعها على كتابة المزيد في أوقات الفراغ وقراءة القصص والأناشيد التي تناسب عمرها واقترحت على والدتها المشاركة في مسابقة الرائد الطليعي ولم أكن مستغرباً حين فازت بالمركز الأول لأنها تملك خامة أدبية أتمنى من الله أن تستمر في تنميتها لأنها مكسب لنا جميعاً».

وفي كلمة أخيرة تقول "وفا": «التفوق لا يأتي من دون تعب ومثابرة وتنظيم للوقت وهنا أحب أن أتوجه إلى كل زملائي بضرورة المواظبة على الدراسة والمطالعة لننمي مواهبنا فالهم زرع في كل منا موهبة معينة علينا أن نستغلها لنبني وطننا الذي لا يبخل علينا بشيء كما أحب أن أشكر والدي ووالدتي اللذين يحيطاني بالمحبة والعناية في كل وقت كما أشكر منظمتي الحبيبة منظمة طلائع البعث التي أتاحت لي الفرصة لأعبر من خلالها عما وهبني إياه الله».

من الجدير بالذكر أن الطفلة "وفا يونان" من مواليد 29/3/1998.