وجود معامل البلوك والرخام في الأحياء الشعبية والسكنية من مدينة "الحسكة" وما تسببه من تلوث بصري وبيئي جعل الاهتمام في الآونة الأخيرة ينصب حول إنجاز المنطقة الصناعية بالسرعة القصوى، لكن مع هذه السرعة لا تزال العديد من المشاكل الرئيسية قائمة في المحافظة إضافة الى ظهور العديد من المشاكل التي طالت الحرفيين أنفسهم..
فالعديد من الخدمات الأولية والبنى التحتية لم يتم تأمينها للحرفيين على الرغم من وجود العديد من القرارات التي تنص على انتقال المعامل الى المنطقة الجديدة فكيف سيتم الانتقال وكيف ستتم معالجة المشاكل؟.
على الرغم من مطالبنا بحفر آبار خاصة للبدء بالعمل والانتقال إلى المنطقة الجديدة لكن مجلس المدينة واتحاد الحرفيين رفض طلباتنا وذلك حرصاً منهم على المياه الجوفية في المنطقة وبعد ذلك تم حفر بئر بكثافة ثلاثة إنشات للعمل لمن يرغب في الانتقال إلى المنطقة، فحلول إيصال المياه إلى المنطقة كانت فردية حيث تم اقتراح إيصال المياه عن طريق شبكة المياه الحلوة الموجودة في المنطقة الجديدة فإذا تم ذلك فكيف سيتم تأمين مياه الشرب؟
eHasakeh تجول في المنطقة المخصصة لمعامل البلوك والتقى الحرفي "بشير بيروتي" الذي قال: «قام مجلس مدينة "الحسكة" بطلب إنشاء تصوينات لمعاملنا الموجودة ضمن الأحياء الشعبية وذلك للتخفيف من التلوث الحاصل على المناطق المجاورة ومع تنفيذ قرار مجلس المدينة تفاجئنا بأن مجلس المدينة يقوم بتشميع وإغلاق المعامل الواحد تلو الأخر إضافة الى إزالة التصوينات التي تم طلب إنشائها على الرغم من تمديد مهلة الانتقال من بداية الشهر الرابع إلى بداية الشهر الخامس لتظهر مشكلة المياه التي سيتم توفيرها لنا في المنطقة الجديدة حيث أنه كان من المقرر أن يقوم مجلس مدينة "الحسكة" بتأمين المياه للمعامل بالاتفاق مع المؤسسة العامة للمياه في "الحسكة".
لكن وعلى الرغم من التنسيق والتحضير لم يتم ذلك وذهبت الآمال بالحفر أدراج الرياح ولولا تدخل اتحاد الحرفيين وانجاز البئر في مدة لا تتجاوز الخمسة عشر يوما لكانت النتائج سلبية بالجملة».
وعن مشكلة الآبار وحفرها تابع "بيروتي": «على الرغم من مطالبنا بحفر آبار خاصة للبدء بالعمل والانتقال إلى المنطقة الجديدة لكن مجلس المدينة واتحاد الحرفيين رفض طلباتنا وذلك حرصاً منهم على المياه الجوفية في المنطقة وبعد ذلك تم حفر بئر بكثافة ثلاثة إنشات للعمل لمن يرغب في الانتقال إلى المنطقة، فحلول إيصال المياه إلى المنطقة كانت فردية حيث تم اقتراح إيصال المياه عن طريق شبكة المياه الحلوة الموجودة في المنطقة الجديدة فإذا تم ذلك فكيف سيتم تأمين مياه الشرب؟».
"يعقوب أصلان" صاحب أحد أصحاب معامل البلوك تحدث عن المشاكل الموجودة في المنطقة فقال: «نحن موجودون هنا منذ أكثر من ثلاثين عام في انتظار إتمام مشروع المنطقة الصناعية الجديدة للانتقال، لكن هذه المنطقة لاتزال قيد الإنشاء منذ ثمانية وعشرين عاما لذلك فإن مشكلة الانتقال من الأحياء الشعبية أصبحت بشكل عام مستحيلة وذلك لأن شرط الانتقال الأول والأخير هو توفير البنى التحتية والكهرباء للمدينة الجديدة.
كما أن المعامل في المنطقة مجهزة حسب الشروط الفنية السليمة وتم الكشف عليه من الدائرة الفنية والمشكلة الرئيسية لانتقالنا إلى المنطقة الجديدة تكمن في قدرة وسرعة مجلس المدينة واتحاد الحرفيين في تأمين البنى الضرورية والأساسية للعمل فيها فالمياه الحلوة غير موجودة كما أن مياه البئر الذي تم حفره لا تفي بالغرض لأن عدد المعامل في ازدياد كبير ناهيك عن مشكلة توصيل مياه البئر الغير صالحة للشرب إلى شبكة المياه الحلوة بعد عجز مجلس المدينة عن إشادة خزان للمياه بشكل يكفل الاستمرار في العمل الأمر الذي يشكل لنا صعوبة في إيصال المياه الحلوة إلى المنطقة المذكورة.
وما يزيد الطين بلة هو الموقع المعتمد للمدينة الصناعية المخصصة لمعامل البلوك البعيد عن مركز المدينة والتي تقع ضمن منطقة "خشمان" والتي تبعد عن مركز المدينة ما يقارب (10) كم، كما أن الطريق المؤدية إلى المنطقة الجديدة غير صالحة للسير فهي إضافة إلى كونها ضيقة ولا تتسع للسيارات العابرة فإنه يعاني من زيادة الحفر والمطبات الإسفلتية كما أن خطوط النقل الداخلي في المدينة لا تصل المنطقة المذكورة ما يسبب صعوبة للوصول إليها من قبل العاملين في هذه المعامل والمقاسم».
المهندس "نابغ سياح عيسى" رئيس مجلس مدينة "الحسكة" وبعد الاطلاع على مشاكل الحرفيين قال: «بناء على ما طرحه السيد وزير الإدارة المحلية "تامر الحجة" في زيارته الأخيرة للمحافظة أشار إلى أن الوزارة تعمل على إصدار قانون المناطق الصناعية الجديد والذي سيضمن للحرفيين حقوقهم بشكل يسهل إجراءات التنفيذ بعيداً عن المشاكل والعراقيل التي تقف في وجه الحرفيين. مشيراً إلى أن مجلس مدينة "الحسكة" يريد إنهاء هذا الوضع المستمر منذ عقود فالمعامل الموجودة ضمن الأحياء السكنية تشكل بؤرة للتلوث مما يستوجب نقلها بالسرعة القصوى إلى المنطقة الجديدة أما بالنسبة لمشكلة خزان المياه ووصل مياه البئر إلى شبكة المياه الحلوة فإنه إجراء وقائي واحترازي لحين إنجاز الخزان المطلوب والذي تم الإعلان عنه للعمل به وإنجازه بالسرعة الممكنة وبناء على طلب اتحاد الحرفيين بتأمين مقاسم للحرفيين غير المخصصين بمقاسم في مجلس المدينة قام المجلس بإعادة تقييم المخطط التفصيلي لموقع معامل البلوك وبالتالي إضافة ثمان مقاسم جديدة ستوزع على الحرفيين غير المخصصين بمقاسم بالاتفاق مع اتحاد الحرفيين إما عن طريق مزايدة علنية أو بحسب الأنظمة والقوانين الناظمة».
أما بالنسبة للمياه يختم رئيس مجلس المدينة: «فقد تم تكليف مؤسسة المياه بتحليل مياه البئر المخصص للمنطقة لبيان صلاحيتها للشرب والسقاية ولايزال العمل جارياً لإيصال مياه البئر للشبكة الرئيسية كإجراء احترازي حيث سيتم إيصال المياه لكافة المقاسم وبالتالي لايوجد ما يعيق انتقال كافة الحرفيين الى مقاسمهم المخصصة لهم كما تم الإعلان عن تنفيذ خزان بارتفاع 15 مترا وبسعة 60م3 ليكفل تأمين مياه السقاية كما أن المجلس يتابع كافة الخطوات التي من شأنها رفع سوية العمل في المنطقة المذكورة لافتاً بأن عدد لابأس به من الحرفيين قاموا بالالتزام من حيث الانتقال وبداية العمل ولايزال مجلس المدينة يعطي العديد من المهل للحرفيين وإذا لم يتم الالتزام سيصار الى إلغاء تخصصهم».
"جاك سعيد" رئيس اتحاد الحرفيين في "الحسكة" قال: «بالنسبة للقضايا الخدمية للمنطقة الصناعية فقد تم تمديد مياه للشرب إليها وتقوم مديرية الكهرباء بتخديم المنطقة بالشكل الأنسب وحسب المدة والجدول الزمني كما أننا وبتوجيه من السيد المحافظ نقوم بالإسراع في عملية نقل هذه المعامل لما لها من آثار سلبية على بيئة المحافظة لكن هذا الانتقال مرهون بمدى تجهيز المنطقة الصناعية وبتسديد الحرفيين لما يترتب عليهم من دفعات حيث قام الاتحاد وضمن المهلة المحددة وهي 15 يوما بحفر بئر المياه التي تكفل بداية العمل في المنطقة الجديدة».