تشكل ظاهرة إنشاء مزرعة للنعامة في المحافظة ظاهرة فريدة من نوعها، وتعتبر الوحيدة في المنطقة، وهي تجربة رائدة لاعتبارات عديدة أهمها التعرف على طائر فريد المزايا بالفوائد العلمية والاقتصادية، وتقع المزرعة على الطريق العام "القامشلي- القحطانية" وتبعد مسافة 10كم عن مدينة "القامشلي".

موقع eHasakeh زار المزرعة والتقى صاحبها السيد "عازب عزيز ملكي" ليتحدث عن تلك المزرعة قائلاً: «تمّ إنشاء هذه المزرعة بتاريخ 5/9/2005 والفكرة جاءت لانعدام هذا الطائر في المنطقة، وملائمة مناخ المحافظة لطبيعة الطائر، ومنشأ الطير إفريقي صحراوي، ويتميز بمقاومة كافة العوامل الجويّة من تدني في درجات الحرارة، وارتفاع في ذلك، وهي صفات قريبة من الصفات تحمل الجمل لعوامل الجو، وقد أتيت به من "إفريقيا"، وكان عمر الواحد لا يتجاوز الشهر الواحد وعمره الآن ست سنوات».

تمّ إنشاء هذه المزرعة بتاريخ 5/9/2005 والفكرة جاءت لانعدام هذا الطائر في المنطقة، وملائمة مناخ المحافظة لطبيعة الطائر، ومنشأ الطير إفريقي صحراوي، ويتميز بمقاومة كافة العوامل الجويّة من تدني في درجات الحرارة، وارتفاع في ذلك، وهي صفات قريبة من الصفات تحمل الجمل لعوامل الجو، وقد أتيت به من "إفريقيا"، وكان عمر الواحد لا يتجاوز الشهر الواحد وعمره الآن ست سنوات

وعن فوائده تابع "عازب" قائلاً: «فوائد عديد ومهمة لذلك الطائر وأهمها: يمكن إقامة معمل لأمعائها يصنع منها الخيوط المطاطيّة، ويستفاد من عيونها لزرع قرنية لعين الإنسان، وهناك طبيب من مدينة "حماة" يأخذ القرنيات من النعامة ليزرعها في عيون الإنسان، والريش يعتمد عليه في صناعة الأسمدة، والأهم أنّ لحمه خال من الكولسترول والدهون، وجلده يضاهي جلد التمساح، بالإضافة إلى المواد الطبية التي تستخرج منه كدواء الروماتيزم، علماً أنّ لحمه يحافظ على المرونة والطراوة مهما كبر، والطير هو أكبر معمر بين الكائنات فيقدر معدله 75 سنة، وبإمكانه أن يعطي البيض حتى 45 سنة، ورغم حجمه الذي يوحي بالبطء إلا أنه ثاني أسرع حيوان بعد الفهد».

السيد عازب ملكي

وتابع السيد "عازب" عن النعامة بالقول: «بدأت الآن التجارب العلمية في المخابر الطبية لفحص دم الطائر، فالمفروض أن يكون دمه لعلاج بعض الأمراض، كما عظامه التي تعالج أمراض المفاصل وغيرها، أما سعرها فالنعامة التي تبيض تكون الأغلى، ولا يستطيع الذكر تلقيح الأنثى إلا بعد ثلاث سنوات، وبعدها تتكاثر بالبيض فتعطي من 12- 60 بيضة في العام الواحد، وحتى تكوين المبيض يختلف من نعامة لأخرى، فهو يتكون من جريبات يحتوي كل منها على 8 بيضات، وترتاح أسبوعاً كاملاً، ليتكون بعدها الجريب الآخر، وأعلى نسب الإكثار في النعامة التي عمرها حوالي 45 سنة لكن بشرط أن تكون ضمن المواصفات الطبيعية، والأهم نشر ثقافته لأنه الطائر الوحيد الذي لم ينقرض».

وعن طبيعة حياتها اليوميّة كان للموقع وقفة مع العامل "أحمد عويد" حيث قال: «طائر النعامة يحتاج إلى وجبتين من العلف في الشتاء، وثلاث وجبات في الصيف، والعلف يتكون من الذرّة، والنخالة، والشعير، ويوضع عليه النحات الأبيض، وذلك من أجل البيض حتى لا يتحزز، والمكان الذي يخصص للبيض مكون من حفر عديدة يصنعها الطائر الذكر، ويجب أن تكون الحفرة بعمق 30 سم، أمّا تلك الدرّابيّات التي تتوزع بين المزرعة فهي لحمايتها من أشعة الشمس، والجلوس تحتها وقت الذروة، والنعامة تمرض أحياناً ونكشف ذلك من خلال تقصيرها بالأكل، وبذلك نقدم لها المقويات وإبر الالتهاب، وإذا اضطر الأمر نأخذها في جولة ترفيهية لمرج أخضر، وقد نضطر أحياناً لإجراء عمل جراحي لإحداها إذا دعت الحاجة».

بيض النعامة

وكانت لنا وقفة مع رئيس دائرة الإصلاح الزراعي بالقامشلي السيد "موريس لحدو" ليتحدث عن ظاهرة المزرعة فقال: «تجربة جديدة داخل القطر وهي رائدة بكل معنى الكلمة، لكنها تحتاج إلى دعم وتشجيع من كافة المعنيين بالزراعة، ولابد من نشر ثقافة صحيحة وسليمة عن أهمية الطائر في المجتمع، فهو قادر على جلب وارد اقتصادي مهم جداً، وسينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها، والدائرة على استعداد لتقديم كافة أنواع الدعم الطبي والفني والإرشادي، ولابدّ من تضافر الجهود فلا يزال الطائر في طور التجربة ولم يصل لدرجة الفائدة المرجوة».

السيد موريس لحدو