للزواج "الشيشاني" في الجزيرة السورية طقوس وعادات وتقاليد حافظ الشيشانيون عليها منذ هجراتهم الأولى للمنطقة، بداية من اختيار العروس، مروراً بإنجاب الأطفال وتربيتهم، وصولاً إلى ممارسة الحياة اليومية، حيث تتضمن بعض مراحل العرس بعض العادات والتقاليد الموروثة، خصوصاً ما يعرف بفك اللسان و"نيست ناقوست" و"الزاخل".
عن هذه الطقوس والعادات في الجزيرة السورية التقى موقع eHasakeh بتاريخ 15/1/2011 السيد "مضر استرخان" ليتحدث عنها قائلاً: «طقوس الزواج هي امتداد لطقوس الخطبة، حيث تقام الحفلات على مدى سبعة أيام في منزل العريس، يدعى فيها الضيوف المقربون في كل يوم يتم إقامة حفلة صغيرة من رقص وأغاني فلكلورية من قبل أقارب العريس وأصدقائه، وفي يوم العرس يكون هناك وليمة طعام كبيرة للضيوف في منزل العريس، ويؤدي الأصدقاء والأقارب رقصات "قوقازية" متنوعة مرددين أغاني "شيشانية" على الحان آلة "الأكورديون" الآلة التي يشتهر بها أهالي "القوقاز" مثل موسيقا "بأندر" وهي خاصة بـالشيشان يتضمن عدة رقصات سريعة وبطيئة، وكل هذه الواجبات أيام الحفلات يقوم بها شخص معين وعائلته، نسميه بـ "نيست ناقوست" أي الصديق المقرب، حيث يقوم العريس باختياره».
يطلب العريس من الـ "نيست ناقوست" أن يقوم بواجبات عرسه كلها هو وأهله، من تنظيم واستقبال ووداع الضيوف، وتوزيع الضيافة، و"نيست ناقوست" يعتبر الشخص المقرب جداً لعائلة العريس، ويجب عليه مع عائلته الوجود في الأيام السبعة للحفلات كما يقومون بتقديم هدية للعرسان، طبعاً في السابق لم تكن هناك أية دعوى فكل الضيوف كانوا يأتون دون دعوى، أما الآن فلا أحد يحضر دون دعوى رسمية وذلك لاعتبارات كثيرة
عن واجبات الـ "نيست ناقوست" يتابع "استرخان" حديثه: «يطلب العريس من الـ "نيست ناقوست" أن يقوم بواجبات عرسه كلها هو وأهله، من تنظيم واستقبال ووداع الضيوف، وتوزيع الضيافة، و"نيست ناقوست" يعتبر الشخص المقرب جداً لعائلة العريس، ويجب عليه مع عائلته الوجود في الأيام السبعة للحفلات كما يقومون بتقديم هدية للعرسان، طبعاً في السابق لم تكن هناك أية دعوى فكل الضيوف كانوا يأتون دون دعوى، أما الآن فلا أحد يحضر دون دعوى رسمية وذلك لاعتبارات كثيرة».
الأستاذ "عماد حطاطا" قال: «في مساء يوم العرس تقام آخر حفلة لبضع ساعات، وبعد انتهاء الحفلة يقوم أقرباء العريس بالذهاب لإحضار العروس، ويذهب معهم ما يسمى في عرفنا "الزاخل"، وهم عبارة عن مجموعة شباب وفتيات لإحضار أقارب العروس وأخواتها البنات ليحضروا وليمة الطعام، وفي كل هذه الأيام وحتى يوم العرس لا يأتي العريس لمنزله بل يبقى في منزل الـ "نيست ناقوست" يزوره رفاقه هناك، وممنوع عليه الاقتراب من الحفلات المخصصة له، وبعد إخلاء المنزل من الضيوف وإخلاء البيت، وأيضاً بعد نوم والديه لأنه يجب ألا يراهم يأتي ويرى عروسه التي تنتظره، ويجب عليه الخروج في الصباح الباكر قبل أن يستيقظ والداه ويعود لمنزل "نيست ناقوست" ويبقى على هذه الحالة لبضعة أيام حتى يقوم والده أو والدته بالمبادرة لرؤيته، وهذا يدل على الاحترام الشديد المكنون للوالد والوالدة».
الأستاذ "لؤي أخته" أضاف: «بعد فترة من عشرة حتى عشرين يوماً من انتهاء العرس، يقوم العريس بدعوة أهل زوجته على وليمة كبيرة لا يجلس معهم على الطعام، ولكن بعد انتهاء الطعام يقوم بصب الماء على يد عمه لغسلها، وهنا تبدأ بوادر الكلام فيما بينهم وتصبح الأمور عادية، ويستطيع زيارتهم وهم يزورون ابنتهم، وهذا الاحترام الشديد لأهل الزوجة هو أساساً احترام للزوجة، وهذه العادات كان لديها إيجابيات على مرّ الزمن فهي تقلل نسب الطلاق عندنا، لان "الشيشان" يحترمون الخال بشكل كبير، واحترام المرأة شيء أساسي، فالمرأة شرف يجب الحفاظ عليه وعدم إهابته».
أما عن أهم الطقوس والعادات الموجودة لدى "الشيشان" في "رأس العين" فيحدثنا عنها المحامي "صفوان محمد" قائلاً: «كانت في السابق عادات وطقوس عديدة اندثرت الآن، ومنها مثلاً العروس كانت تردي ثوب الزفاف وتسير في موكب من السيارات وتمر في الطريق على بئر ماء فتملأ منه إناءً تحمله، وهو تقليد له دلالة بأن العروس تستطيع تحمل واجباتها البيتية كزوجة، كما كان هناك اختلاف في اختفاء العريس سابقاً عن الآن، حيث الآن يأتي ليلة زفافه لرؤية عروسه ويختفي صباحاً أما سابقاً فكان ينتظر العريس في بيته وصول قافلة عروسه، ثم يختفي ثلاثة أيام في قرية مجاورة، أو في منزل أحد أصدقائه، وتدخل العروس بيته ويحتفل الأهل بها ثم يدخل بها زوجها بعد مرور الأيام الثلاثة، ويتجنب رؤية والديه وأقاربه خجلاً منهم، ويظل كذلك لعدة أيام».
الأستاذ "أيمن تمرخان" أضاف عن هذه العادات قائلاً: «قديماً كانت هناك عادة أخرى تسمى "فك اللسان" وهو تقليد متبع سابقاً في الأفراح "الشيشانية"، فبعد إتمام الزواج لا تتحدث العروس أمام أقارب الزوج ما لم يقدموا لها هدية، كما كان على الأب أن يقدم شيئاً كبيراً كشاة مثلاً أو هدية قيمة حتى تتحدث معه وهو ما يسمى "فك اللسان" وهو غير مطبق بين النساء، أما المرأة "الشيشانية" فكانت تراعي عند اختيار زوجها أن يكون ذا خلق ودين، وكذلك يفعل الرجل عند اختيار عروسه.
وفي مجتمعنا "الشيشاني" برأس العين لا تبالغ الفتاة في مظاهر الزفاف وتكاليفه بشراء شقة أو شبكة، فهذه التقاليد كانت تعتبر من التقاليد "الروسية" ولا تتبع الآن، وبالتالي لم يكن عندنا أية تعقيدات في الزواج والرجل "الشيشانى" يحترم عروسه ويخاف عليها، وهي تطيعه وتعمل جيداً بتدبير أمورها المنزلية، وتربية الأبناء وتلقينهم اللغة العربية بجانب "الشيشانية" كما تعلمهم الصلاة وقراءة القرآن الكريم».