بنيت كنيسة "مريم المجدلية" التابعة لطائفة "السريان الكاثوليك" عام 1933 في مدينة "رأس العين" التي تبعد عن "الحسكة" (85) كيلومتراً، اتسمت منذ بنائها بعمل الخير ورفعت شعار التسامح مع الجميع، ولم تأب إلا أن توصل رسالتها الإنسانية لكل الطوائف الموجودة في مدينة "رأس العين"، لتكون نبراساً للتواصل مع كل مكوناتها.
موقع ehasakeh التقى بتاريخ 11/5/2011 الشاب "مايكل غبرو" أحد الذين يعملون في خدمة الكنيسة قائلاً: «أعمل في خدمة الكنيسة كأحد أبناء الطائفة وأرى لزاماً وواجبأ عليّ أن أقوم بواجبي الإنساني اتجاه كل الناس، فقد علمتنا الكنيسة أن ننشر المحبة والاخوة والتسامح بين كافة الناس، لذا لا أتقاعس في أي عمل مطلوب مني».
أعمل في خدمة الكنيسة كأحد أبناء الطائفة وأرى لزاماً وواجبأ عليّ أن أقوم بواجبي الإنساني اتجاه كل الناس، فقد علمتنا الكنيسة أن ننشر المحبة والاخوة والتسامح بين كافة الناس، لذا لا أتقاعس في أي عمل مطلوب مني
السيد "بيير شيخو" عضو في مجلس الكنيسة حدثنا قائلاً: «نحن مهمتنا تسيير الأمور الإدارية في الكنيسة، حيث نجتمع من فترة لأخرى، نهتم بخدمة الكنيسة والرعايا، لدينا الآن طموح كبير بفتح مدرسة إعدادية تابعة للكنيسة خاصة بوجود مدرسة ابتدائية وننتظر موافقة المطرانية للبدء، وفي كل اجتماع نحاول اقتراح آلية عمل جديدة تفيد الطائفة والمنطقة بشكل عام وخاصةً أنه لدينا جمعية "مارمنصور" الخيرية التي تعمل على خدمة الفقراء والمحتاجين، ونحن نقوم برفع كل مطالبنا للأبرشية خاصةً بعد أن قام بزيارتنا السنة الماضية عندما زار الكنيسة البطريرك "يوسف الثالث يونان" بطريرك كنيسة "السريان الكاثوليك الأنطاكية" حيث قابل الرعايا وحث على عمل الكنيسة بنشر المحبة والتسامح».
السيد "سعود سعردي" أحد أعضاء مجلس الكنيسة القدماء حدثنا قائلاً: «لقد بلغت العقد السابع من عمري، وتابعت أمور الكنيسة ورسالتها الإنسانية الصرفة، ولقد تعلمنا منها كل ما ورد في "الإنجيل" ونأخذ مثلنا من عبرة كانت تتداول حتى الآن في الكنيسة وهي، أن رجلاً خرج ليزرع بذاره فوقعت إحدى الحبيبات في الأرض الجافة وماتت، وأخرى وقعت في الأشواك واختنقت، أما التي وقعت في أرض خصبة طيبة فأثمرت، ونحن وقعنا في أرض طيبة وحافظنا على نقائها وأتممنا رسالة الخير فيها، بغض النظر عن التعامل المقابل، فواجبنا ككنيسة أن نعمل بأمانة وصدق».
الأب والقس "حنا ججّي" المسؤول عن كنيسة "مريم المجدلية" تحدث قائلاً: «كنيسة "مريم المجدلية" تابعة لطائفة "السريان الكاثوليك"، شيدت عام 1933 على يد أبناء الطائفة في مدينة "رأس العين"، حيث قاموا آنذاك بالتبرع ببعض المال وبمساعدة أبرشية "الحسكة" ببنائها، تبلغ مساحتها (5) دونمات مقسمة لأربعة أقسام تتضمن كنيسة ومدرسة وملعبا وقسما سكنيا، ونقوم بإدخال تعديلات بين الفينة والأخرى وكثفناها منذ عشر سنوات من الداخل والخارج، شملت الكنيسة من الداخل كالمذبح والسقف، كما جلبنا هيكل كنيسة "الدرباسية" للسريان الكاثوليك بعد إغلاقها».
يتابع "ججي": «للكنيسة ميزة أخرى حيث تقوم على خدمة كافة طوائف "الكاثوليك" الموجودة في مدينة "رأس العين" لعدم وجود كنائس خاصة بهم مثل "الكلدان الكاثوليك" و"الأرمن الكاثوليك" وقسم صغير من العوائل "الآشورية"، ويبلغ عدد العائلات التابعة للطائفة (46) عائلة في مدينة "رأس العين" كلها تتعاون في خدمة الكنيسة بعد أن كان العدد في السبعينيات يتجاوز الـ (75) عائلة».
وعن سبب تسميتها والآباء الذين تواصلوا في خدمتها أضاف "ججي" قائلاً: «تسمية الكنيسة تعود نسبةً لـ"مريم المجدلية" التي ذكرها "الإنجيل" وهي الخاطئة التي غفر لها السيد "المسيح"، أما الآباء الذين تواصلوا على خدمة الكنيسة رغم قلة عددهم إلا أنهم خدموها بكل محبة وتسامح، ابتداءً من الأب "ميشيل هندو" في الثلاثينيات وتلاه الأب "أفرام عبد الأحد" في فترة الأربعينيات والخمسينيات ثم الأب "حنا قواق" الذي رعى الكنيسة ربع قرن من العام (1962) حتى عام (1986) وهو متفرغ الآن لخدمة الأبرشية في "الحسكة" كنائب للمطران يبلغ من العمر (82) سنة، بعدها استلمت أنا مسؤولية الكنيسة منذ العام (1990) وحتى الآن، راجياً أن يطيل الله بعمري لخدمة الكنيسة أو أي كنيسة أخرى، وأنا هنا ممثل المطرانية بتسيير أمور الرعية في كافة المناسبات».
وعن الاستفسار بوجود ميزة وجود مدرسة تابعة لكل طائفة لها كنيسة في المنطقة قال "ججّي": «أتوقع أن وجود مدرسة تعليمية لجانب الكنيسة كان موجود عند كل الأديان، فالإسلام أيضاً كانوا يدرسون في "الجوامع" ودور الكتاب، لذا السبب يعود لأن الكنيسة ودور العبادة بشكل عام في مفهومنا رسائل تبشيرية للخير والسلام والمنفعة والعلم الذي بارك فيه الله وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على قدسية التعليم ورسالة لعامة الناس، وبالنسبة لنا الكنيسة تفيد وتستفيد من أبنائها في خدمة الكنيسة بحكم قربهم منها، وهذه تعاليم ديننا وإنجيلنا ويسوعنا، وهذه خدمة نقوم بها للمجتمع والمفروضة علينا في الكنيسة، لذا دائماً أقول إن أكبر معجزات الكنيسة هي إيصال رسالة الحب والخير للناس».