يتبادر للذهن أن الرسوم قد خرجت من قلب رجلٍ واحد، إلا أن الحقيقة أن فكرة المعرض كانت على عجل، وأن الرسوم كانت لحظية، أن الأفكار لم تختمر في رأس الفنانين، وعلى الرغم من المعرض كان ينقسم بين الكبار والصغار، إلا أن الرؤية هي واحدة، والكلمة الفصل كانت نحن نعي حجم المؤامرة فلا تتعبوا أنفسكم.

بتاريخ 15/5/2011 أقيم المعرض الفني الذي ضم أكثر من أربعين لوحة في ثقافي "الحسكة"، تضمنت الرسومات رسائل للفضائيات العربية الغربية مفادها أن الأمور باتت مكشوفة، موقع eHasakeh زار المعرض والتقى الفنان الصغير "أويس محمد الحايك" فقال: «شاركت في هذا المعرض لأنني أحي بلدي "سورية" ولا أرضى أن يؤذيها أحد، رسمت لوحة تتضمن طفل سوري يرتدي قميصاً من على شكل العلم، ويقوم بضرب كرة القدم التي أخذت شكل الإرهاب وقام بتحطيمها».

شاركت في هذا المعرض لأنني أحي بلدي "سورية" ولا أرضى أن يؤذيها أحد، رسمت لوحة تتضمن طفل سوري يرتدي قميصاً من على شكل العلم، ويقوم بضرب كرة القدم التي أخذت شكل الإرهاب وقام بتحطيمها

الشابة "آية العبد الله" قالت: «شاركت اليوم بلوحات تعبيراً عما يجري في "سورية" من فتنة وتخريب، وحاولت أن أبين كيف يحاول المخربين إلحاق الأذى والدمار بهذا البلد، رسمت الأبناء الصغار وكيف تجري دموع الأمهات من الخوف والرعب الذي أصابهم، وكيف أن هذه النسوة تخشى أن يتحول الوطن إلى مكان أشبه بالخراب، وفي لوحاتٍ أخرى عبرت عن ثقتي ببلدي القوي والصامد والذي سيتجاوز المحن والدسائس، شاركت اليوم بإحدى عشر لوحة حاولت أن أعبر عن رفضي لما يجري في "سورية"، أتمنى أن تبقى بلدي شامخة كما عهدناها وأن تتجاوز هذه الأحداث ليعود الأمن والاستقرار لها ليعيش كل المواطنين تحت سقف البلد الآمن».

اطفال يبهرون الناظرين بوعيهم

الفنان الضوئي "شعلان الشيخ علي" قال: «برأيي أن أي عمل في هذه الفترة يعتبر في غاية الروعة، الأمر الذي لفت انتباهي هو وعي الأطفال في هذا السن وتفهمهم المؤامرة التي تحاك للبلد، فنحن نعمل من خلال كل الوسائل الإعلامية أن نوصل بعض الأفكار للأطفال وحتى الشباب، أن هناك مؤامرة واضحة على "سورية"، الجميل في هذا المعرض هو التشبع الذي يتمتع به الأطفال من معلومات تضعه على يقين أن كل ما يحصل يتبع مصالح وأجندات تتأتى من الخارج، هذا المعرض يعتبر احد بوادر فشل ما يُحاك للبلد، فمجرد أن ترى هذه اللوحات تعي أن العابثين بأمن وسلامة الوطن ينفخون بطبلٍ مثقوب، في الحقيقة وعلى الرغم من تشارك الكبار والصغار بهذا المعرض، إلا أن الأطفال هم أكثر من لفت انتباهي، فالطفل لا يُعبر عن ذاته فكرياً بل هو ينقل باللاشعور توجه صفه ومدرسته وعائلته وحتى الحي الذي يقطنه، وكل هذه الأمور تدل على أن الوطن وأمنه بخير».

الكاتبة "انتصار كجو" قالت: «بما أن الصبغة الطاغية على المعرض هي للطفولة، فنحن نود أن نعبر للعالم أن حب "سورية" مزروع في قلب الطفل منذ ولادته، وأي طفل تسأله عن الواقع الذي نعيشه اليوم يستطيع أن يتحدث بسياسة وعقلانية، يشارك في المعرض أصغر أولادي ورأيته وهو يشرح للحضور كيف يؤثر المخربين الذين يسرقون الخبز على الاقتصاد القومي والوطني، والطفل بطبعه بريء ولا يمكن لأحد أن يعلمه هذه الأمور، لذلك فأنا أؤكد أن الأطفال يرضعون مع الحليب حبهم للوطن، بخصوص المعرض كان يحمل شقين الأول للكبار والذي مال إلى التصوير الكاريكاتوري أو الرمزي، أما قسم الأطفال فهو يحمل الوصف المباشر، وكلاهما أرسل رسائل مفادها أن هذا البلد عصيٌ على المؤامرات».

العلم السوري هو نجاة البلد

مدير الثقافة الدكتور "أحمد الدريس" قال: «كانت مديرية الثقافة وبالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة وراء هذا المعرض، أردنا أن نُشرك ثلاثة أجيال في المعرض، جيل شبه محترف وجيل من الشباب وجيل من الأطفال، هذه التظاهرة أُريد من خلالها أن نعبر من خلالها بلغة واحدة وبلسان مختلف الأجيال، أننا نرفض هذا الضخ الإعلامي التحريضي الذي يستهدف "سورية"، ومن خلال مشاهدتي للوحات تبين أن عين الفنانين التقطت أبرز وأهم المشاهد الإعلامية المزيفة، والعمل على فضحها بل تمكن المعرض من تسجيل ما هو مسكوت عنه في وسائل الإعلام، ونحن حينما نشرك الأطفال نعمل على صقل ذهنية الطفل، وقد شكل الأطفال عنصر ممانعة حقيقي، والأولى بالكبار أن تكون المناعة لديهم أكبر مما هو لدى الأطفال، في المحصلة تبين أن أطفالنا محصنون جداً تجاه ما يُبث من سموم تجاه هذا البلد، وهكذا نحن على يقين أن "سورية" صامدة وممانعة وعصية على المفسدين».

الفنان التشكيلي "عيسى النهار" قال: «بنيت فكرة المعرض على تصوير الأحداث التي تمر بها البلد، وقد نفذ الأعمال مجموعة من الأطفال عبر كل واحد منهم عما يجيش في صدره، والحقيقة أننا تفاجئنا بقدرتهم على التصوير بهذه الدقة تجاه ما يجري، من خلال الرفض لحالات القتل والتخريب الذي يحصل في الوطن، كما تمكنوا من التمييز بين الفضائيات التي تنقل الخبر الكاذب من نقيضتها التي تتحرى الدقة والموضوعية، والتي تعمل بمهنية عالية واقفةً على الحياد دون تحيز، طبعاً تم اختيار هذه اللوحات بشكل عشوائي ومن أحياء متباعدة، لكن الذي يرى وحدة الفكر في المعرض ككل، والتي تعتمد على رفض المساس بسلامة الوطن وأمنه، قد لا يصدق أن اللوحات لم يجري العمل عليها في أماكن مختلفة، وهذا الأمر حقيقة يبعث الفرح في النفس لأن المراقب يعي أن الشعب متنبهٌ لكل الأمور حتى الدقيق منها، بشكل عام يعتبر المعرض من الناحية الفنية جميلاً للغاية، وقد كانت الرسومات جميلة ومعبرة، أشكر كل من ساهم في هذا المعرض، ولو أنه واجب كل مواطن، لكن المبادرة عندما تكون عفوية ترتقي بقيمتها».

جانب من الحضور

افتتح المعرض "ناصر عبد العزيز" أمين فرع الحزب وعدد من السادة أعضاء الفرع.