تتسابق الوحدات الطليعية في محافظة "الحسكة" على نيل شرف حب الوطن، ففي كل المدارس رسم الأطفال شعورهم على ورقٍ مقوى، حتى أصبحت الورقة صفائح من حديد مدرّع، حيث راحت المعارض الطفولية تجسد خيالاً خصباً للذود عن الوطن بما ملكت أيمانهم، فرسائلهم مفادها "لا يغرنَّكم نحول أجسادنا فنحن رجال الوطن".

بتاريخ 18/5/2011 أقامت مدرسة "بشار بن برد" معرضاً فنياً اشترك به كل التلاميذ، فان نتاجه ملحمة غنية للدفاع عن الوطن، موقع eHasakeh زار المعرض والتقى بداية التلميذ "أحمد فاضل" فقال: «شاركت في المعرض لأقول للعالم أنني أحب السيد الرئيس، وأحيي "سورية"، ولا أقبل أن يمسها أي سوء من المخربين، الذين يريدون أن يقتلوا الأطفال الأبرياء، وأقول لأطفال العالم هل تقبلوا أن يخرب هؤلاء بلدنا الجميل؟ أتمنى أن يعود السلام لنرجع ونلعب كما كنا في السابق».

رسمت لوحة تبين كيف تقصف إسرائيل العرب والأطفال وتقتلهم، ولكي أقول لكل الناس نحن لا نقبل ما يقوم به هذا الكيان القاتل، نحن الأطفال نحب أن نعيش بسلام، ونحن أطفال "سورية" نحب السيد الرئيس ولا نرضى أن يؤذي المخربون البلد، ونقول للقائد "الله سورية بشار وبس"

التلميذة "نور محمد صباح" قالت: «رسمت لوحة تبين كيف تقصف إسرائيل العرب والأطفال وتقتلهم، ولكي أقول لكل الناس نحن لا نقبل ما يقوم به هذا الكيان القاتل، نحن الأطفال نحب أن نعيش بسلام، ونحن أطفال "سورية" نحب السيد الرئيس ولا نرضى أن يؤذي المخربون البلد، ونقول للقائد "الله سورية بشار وبس"».

ابداع طفل أحب الوطن والقائد

التلميذ "مالك علي العمر" قال: «أنا رسمت طفلا من المقاومة "الفلسطينية" يضع على وجهه الشماغ، وحمامات السلام تقف إلى جانبه، وعلى أطراف اللوحة رسمت العلم السوري وعلم البعث، لقد شاركت بهذا المعرض لأقول للناس إنني أحب بلدي وأحب القائد، وأكره الذين يريدون أن يحرقوا البلد، وأقول لهم إنني عندما أكبر سأصبح طبيباً لأعالج الذين يقتلهم المخربون».

معلمة الرسم "رنا هيثم العلي" قالت: «بدأنا بالتحضير للمعرض منذ أسبوع واحد فقط، حيث تم استغلال حصص الرسم الاعتيادية للتحضير للمعرض، لم يؤثر أحد على التلاميذ مطلقاً، بل قلنا لهم أرسموا ما تعرفون عن "سورية"، وعبروا كيفما تشاؤون، لكن لمحنا لهم أن يستوحوا المواضيع مما يشاهدون على شاشات التلفاز، فعلاً تم العمل وكل تلميذ ينتهي من لوحته ينزل إلى قاعة المعرض ويعلّقها بنفسه، لم نكن نتوقع هذا الكم من اللوحات، لقد وصلنا إلى مرحلة لم نعد نجد مكاناً للتعليق، شارك في الرسم التلاميذ من الصف الثاني وحتى السادس، طبعاً كانت المشاركة وجدانية من قبل التلاميذ، فكل المشاركين أحضروا ما استطاعوا من اللوازم، باستثناء صف واحد قامت المدرسة بتأمين لوازم المعرض لهم، وكما ترى فالمعرض منوع وجميل ومعبر حتى، فأصدق المعاني والعبارات تؤخذ من أفواه الأطفال، لقد كانت الوطنية هي الصفة الأبرز للمعرض، وأنا أضم صوتي لصوت طلابي وأقول نحن لا نرضى لهذا البلد الأبي بدلاً، ولو تطلب الأمر أرواحنا فلن نبخل بها ونقدمها رخيصة للوطن وللقائد».

الوجه التربوي وأمين فرع الطلائع ومعلمة الرسم

مدير المدرسة "حسن أحمد الهوير" قال: «أردنا من خلال هذا المعرض أن نقيس توجهات الطلاب حول هذه الأوضاع، وقد حظي المعرض باهتمام مديرية التربية ومنظمة طلائع البعث، وأيضاً من باب الرد على الأحداث التي جرت مؤخراً والتهويل الذي قامت به وسائل الإعلام المغرضة، فجعلنا الأطفال يردون بمشاعرهم البريئة وسجيتهم الطبيعية على المغرضين، وقد لقي المعرض استحسان الحضور من كافة الأعمار، كما استطاع التلاميذ أن ينقلوا صورة صادقة نابعة من حبهم للوطن، كل هذا المعرض الذي تفوق لوحاته 150 لوحة، عدا اللوحات التي لم يتسع المكان لعرضها، عبرت عن الحب الصادق للوطن وقائده، وهؤلاء الأطفال لا يمكن لأحد أن يملي رغبته عليهم، فهم رسموا ما أحسوا به، وهذا الوطن يستحق منا الكثير، نتمنى أن نتخطى المحنة كما تخطينا محناً أكبر منها، وسيرجع وطننا عزيزاً قوياً وأقوى مما كان».

أمينة فرع الطلائع في "الحسكة" الرفيقة "تيودورا مراد" قالت: «في الحقيقة أنا أعجز عن وصف ما أشاهد، أطفال يتحدثون بلغة تفوق أعمارهم بأجيال، نحن على اطلاع أنهم تُركوا على راحتهم وهم الذين عبروا بكل صدق عن حبهم للوطن، من الملاحظ أن المشاركات كانت بأوراق عادية وورق مقوى وأوراق ملونة، كل قطعة تمكن الطفل من جلبها ومن أي مصدر كان تم الأخذ بها، وتم عرضها بكل أمانة، بصراحة أنا أعجر عن وصف هذه التظاهرة التي عمت كل المدارس تقريباً، فلا أحد يرضى أن يحب أحد الوطن أكثر منه، وهذه حالة سوية لكن إنسان سوي، أنا أشكر الأهالي الذين جاؤوا اليوم والذين ساندوا أبناءهم، فهذه هي "سورية" التي نعرف».

في قلب كل طفل في سورية

في الختام التقى الموقع بصديقته الطفلة الكبيرة الفنانة "عنود الأحمد" التي جاءت لتشارك أحفادها بلوحاتها التي لم تبتعد في الشكل والمضمون عن رسم الأطفال وقالت: «أنا أحب الأطفال، احب أن يتعلموا مني الرسم، شاركت اليوم بلوحتين، رسمت في الأولى كيف أننا نموت وتسيل دماؤنا لنحمي هذا الوطن ونحمي قائده البطل، وفي اللوحة الثانية رسمت العلم السوري على شكل عين تبكي، وكل قطرة تسقط على الأرض تخرج في محلها زهرة، ليتحول الوطن إلى ربيعٍ دائم وبستان من الورود، وأقول كما يقول الأطفال ويقول كل الناس "الله سورية بشار وبس».