ببراءة الأطفال تحمل ريشتها التي تعبر بها عن معاني الحب والتسامح، وبأقلامها الخشبية تلون جدران طفولتها بلحنٍ يسر ناظر كل إنسان، "بشرى" ذات الاثني عشر ربيعاً، تحمل في مخيلتها حب الوطن ومعانيه لتعبر به على بياض لوحاتها.

موقع eHasakeh بتاريخ 10/12/2011 التقى الرسامة "بشرى محمود الصالح" لتتحدث عن تجربتها الطفولية في الرسم قائلة: «أرسم وأجمع لوحاتي منذ الصغر والتي بلغت مئة لوحة حتى الآن، شاركت بتاريخ 1/12/2011 بالمعرض الأول لي في المركز الثقافي برأس العين بـ 34 لوحة، اعتمدت فيها على رسومات الأطفال والحب والتسامح بين كافة أطياف ومكونات المجتمع السوري، كما لي هواية في رسم الكاريكاتير داخل لوحاتي لما تحمله من واقعية وغرابة، كما أرسم بعض اللوحات عن الحروب والواقع الذي نعيش فيه وتأثيره على الأطفال، حلمي أن أصبح رسامة في المستقبل وأستطيع أن أمثل مدينتي وبلدي في المحافل، كما أني أقوم بالموازنة بين الرسم والدراسة في المنزل، فأرسم كهاوية، والدراسة مستقبلي الذي أبحث عنه، لربما في يوم ما أمزج بينهما في كلية الفنون الجميلة».

شاركت "بشرى" في معرضها الأول وهو إنجاز لتعرض موهبتها، في السابق شاركت عن طريق المدرسة في أولمبياد الرواد ولكنها لم تصل للمرحلة النهائية، إن هذا المعرض ربما يكون بادرة خير لإكمال مشروع كامل لموهبتها، فأنا أتابعها حيث لديها ملكة جيدة، وأحاول أن أقدم كل ما بوسعي كي تكون ناجحة في موهبتها ودراستها

الشاعرة "مريم الرمو" التي كان لها دور كبير في مساعدة وتشجيع "بشرى" حدثتنا قائلة: «لي صلة قوية مع والدة "بشرى"، منذ مدة ذهبت في زيارة لمنزل "بشرى" ورأيت دفاترها ولوحاتها ورسوماتها، ولاحظت أنها تملك ملكة الرسم؛ وأن لها مستقبلاً مزهراً في عالم الفن، ما شجعني على أن أقوم بإعداد معرض خاص للوحاتها، وبالفعل اتصلت بالأستاذ "خلف الساير" المدير السابق للمركز والمدير الحالي الأستاذ "أحمد الجمعة" وتقبلا الفكرة مشكورين بكل رحابة صدر، وربما فكرة "بشرى" ستكون بداية خطوة تشجيعية لاكتشاف مواهب مدينة "رأس العين" وصقلها عبر التشجيع الدائم لهم، أتمنى لها التوفيق فهي بالفعل تملك ملكة قوية وكبيرة في مجال الرسم في المستقبل، كما أتمنى على المعنيين أخذ مواهب الأطفال بكل جدية لأنهم أطفال المستقبل القادم لهذا البلد».

لوحة لبشرى معبرة عن معاني السلام

الأستاذ "خلف الساير" مدير المركز الثقافي والمطلع على المعرض حدثنا قائلاً: «الطفولة عالم كبير ورائع ومبتهج، وكم هو جميل أن يكتشف المرء موهبة طفولية، فينميها بداخله حتى لو بكلمة، أرى في "بشرى" مشروعاً فنياً في الرسم إذا صقلت وأخذ بيدها، وتمت مساعدتها وتوجيهها الوجهة الصحيحة، وكل ما يلزمها الإبداع وليس التقليد، وتجاوز التلوين بالأقلام الخشبية، وتستخدم أنواعاً أخرى من الألوان، لقد عرضت عليّ لوحاتها قبل الموافقة على المعرض؛ ومن خلال رؤيتي للوحاتها لمست فيها روح المحبة وبراءة الطفولة.

أتمنى لها التوفيق والنجاح في مجال رسمها الذي أدهشني، وربما يكون معرضها خطوة لتشجيع باقي المواهب وإنشاء معارض لهم، حيث إن مثل هذه المعارض يساعد في تنمية الأطفال ذهنياً وعقلياً وتشجعهم على المثابرة الدائمة ، خاصةً أن الفن عند الأطفال يعبر عن براءة حقيقية».

الشاعرة مريم الرمو

والدة "بشرى" الآنسة "هند الشيخ عطية" حدثتنا قائلة: «اكتشفت موهبتها منذ الصغر حيث كانت تتميز عن إخوانها في نظرتها الثاقبة للوحات الرسم، ومنذ وقتها حاولت أن أقف لجانبها وأساعدها كي تنمي موهبتها، حاولت كثيراً في إنجاز معرض لها ولكن لم ألق التشجيع الكافي فيما سبق، لذا يعود الفضل في معرضها الأول للشاعرة "مريم الرمو" والاستاذ "خلف الساير" فهما من ساعدا في تشجيعنا وزادا من إصرارنا، وكل ما أتمناه هو تشجيع مواهب أطفالنا في المدينة فهناك العديد من المواهب التي لا نكتشفها فتذهب سدى».

والد "بشرى" الأستاذ "محمود الصالح" قال: «شاركت "بشرى" في معرضها الأول وهو إنجاز لتعرض موهبتها، في السابق شاركت عن طريق المدرسة في أولمبياد الرواد ولكنها لم تصل للمرحلة النهائية، إن هذا المعرض ربما يكون بادرة خير لإكمال مشروع كامل لموهبتها، فأنا أتابعها حيث لديها ملكة جيدة، وأحاول أن أقدم كل ما بوسعي كي تكون ناجحة في موهبتها ودراستها».

لوحة المحبة والتسامح

الأستاذ "عبد العيسى" مسؤول الأنشطة المدرسية في شعبة حزب "رأس العين" حدثنا عن "بشرى" قائلاً: «اعتدنا في مدينة "رأس العين" اكتشاف المواهب الفنية والعلمية الكثيرة، كان هناك بعض التقصير فيما مضى ولكن الآن نستطيع تشجيع كافة المواهب في المدينة، و"بشرى" إحدى تلك المواهب التي ترسخ داخلنا الحنين للطفولة من خلال لوحاتها البريئة التي تعبر عن أسمى معاني الطفولة، إنها ترسم عن معاني الطفولة والبراءة كما ترسم عن التسامح المجتمعي تحت سقف الوطن، أتمنى لها مستقبلاً مبهجاً مملوءاً بالطموح والنجاح».