تتمتع محافظة "الحسكة" بتنوع حيوي ونباتي كبير، فامتدادها الواسع جغرافياً يهيئ لها بيئة لتنبت ما لذ وطاب من النباتات، وتزدهر هذه الاراضي عادة في فصل الربيع.

موقع eHasakeh رصد النباتات التي تزخر بها أسواق المحافظة الشعبية والتقى بداية القروية "عليا الحسين" التي تضع أمامها أكياس نبات "الخبيز" فقالت: «يعتبر فصل الربيع موسماً للعمل فيه، وجني النباتات التي تخرجها الأرض تعتبر فرصة سريعة ومجانية للحصول على المال، حيث يتزايد الطلب في هذا الفصل على الأعشاب الربيعية والتي غالباً ما تكون غضة وطرية، لأنه ومع ارتفاع درجات الحرارة يجف الجو وبالتالي تتيبس النباتات وتصبح غير قابلة للأكل، لذا نحن نسعى أن نوفر هذه النباتات للراغبين في الاستفادة من مكوناتها في وقتها».

تحتوي الأعشاب البرية على فوائد جمة، إذ توفر نبتتا "الكمأ" و"الفطر" مادة البروتين بنسب عالية، إضافة لمادة "الكربوهيدرات" ونسبة من الزيوت، وتشبه كثيراً محتويات اللحوم إلا أنها خالية من الكولسترول ولا تسبب تصلب الشرايين أو ارتفاع ضغط الدم، كما تساعد على إدرار البول وتمنع تكوّن الأورام السرطانية في الجسم

تضيف "الحسين": «أنا أبيع اليوم نبات "الخبيز" وهو ذو قيمة غذائية كبيرة، علاوةً على أن طعمه مرغوب فيه ومستساغ على المائدة، لكني لا اتخصص في هذا النوع بل اقطف كل ما أجده أمامي، وهذه المرة كانت عشبة "الخبيز" الأكثر انتشاراً من غيرها، لذا أنهيت عملي في الصباح الباكر ونزلت إلى المدينة لبيعها، ففي السابق أي في "سنوات الخير" كما يرغب الكثيرون في هذه التسمية، كانت الأمطار غزيرة ومتوزعة على مدار فصلي الشتاء والربيع، الأمر الذي كان يسهم في ظهور النباتات حتى على أسطح المنازل الطينية، وكان أهل المدينة يجنون ما يريدون من أطراف أحيائهم، لذا لم يكن البيع مثل هذه الأيام».

الخبيز

بدورها قالت السيدة "زينة محمود العيسى": «أبيع ما اقوم بجنيه في كل يوم ومهما كانت الكمية، فهناك بعض النباتات التي تحتاج إلى الكثير من الجهد والعناء لجنيها، فمثلاً نباتات "الفطر" أو "الكمأ"، تنبت تحت الأرض ولا يوجد ما يدلل على وجودها، سوى أنك يجب أن تبحث في الأرض التي ترى فيها تفقعات /انتفاخات/، ولهذا يطلق على نباتات "الكمأ" اسم الفقع، لكن في المقابل توجد بعض النباتات الظاهرة على سطح الأرض والتي لا تحتاج إلى الكثير من العناء في حال توافرها، مثل نباتات "الكعوب" و"القنيبرة" التي تؤكل وحدها ولها زبائنها وفوائدها الصحية».

ويقول السيد "عبد الجليل البديري": «من جهتي أحب تناول الغذاء النباتي، فهي خفيفة على المعدة كما أنها لا تؤدي إلى السمنة أو التخمة، ناهيك عن الطعم اللذيذ الذي تتميز به نباتات الربيع، ولكونها نباتات فصلية تجد ان الناس يترقبونها بشكل موسمي أي إنهم لا يملونها لأنها غير متوافرة على مدار العام، كما أن الميزة الأهم التي تشد الناس، هو أن هذه النباتات تخلو من أي نوع من أنواع الأسمدة والمبيدات الكيميائية، وبالمطلق هذه النباتات لا تنمو في الأراضي التي يستخدمها الإنسان، بل تنمو وحدها وتتكاثر وتنمو دون أي عناية، هذا بالنسبة لما يؤكل، أما بالنسبة لحشائش العلاج فهي كثيرة ومنها "البابونج" الذي يكثر استخدامه لتخفيف نزلات الزكام، حيث يشتريه الأهالي طازجاً ومن ثم يجففونه، وكذلك حال "الزعتر البري" و"الختمية" والأنواع الأخرى من الزهور».

الفطر البلدي

أما خبير الأعشاب السيد "محمد محرم" فتحدث عن فائدة الأعشاب التي تنمو في منطقة الجزيرة قائلاً: «تحتوي الأعشاب البرية على فوائد جمة، إذ توفر نبتتا "الكمأ" و"الفطر" مادة البروتين بنسب عالية، إضافة لمادة "الكربوهيدرات" ونسبة من الزيوت، وتشبه كثيراً محتويات اللحوم إلا أنها خالية من الكولسترول ولا تسبب تصلب الشرايين أو ارتفاع ضغط الدم، كما تساعد على إدرار البول وتمنع تكوّن الأورام السرطانية في الجسم».

يتابع "محرم": «يعتبر زهر "البابونج" مضاداً ممتازاً للالتهابات التنفسية كما ينبه الشهية، فيعمل على تنشيط الهضم كما يساهم في إدرار البول ويقوي الأعصاب ويساعد في علاج القولون والصداع والتوتر، أما نبات "الزعتر البري" فهو يخلص الجسم من الغازات ويخفف الصداع والحمى، كما يعمل على تخفيف نسبة الكوليسترول في الدم، ويعالج مرض "الخنَّاق" والأمراض التنفسية، ويساعد في علاج الحمى والصداع وأمراض الكبد، أما نبات "الكعوب" و"الخبيز"، فتحتوي على زيوت طيارة هاضمة، ومنقية للأمعاء وغنية بالأملاح والمعادن والفيتامينات التي تفيد الجهاز الهضمي والكبد».

الكعوب