بمناسبة "يوم التراث العالمي" افتتح في مدينة "الحسكة" معرض فني ضم أعمالاً صورت التراث الجزري من مختلف الجوانب.

مدونة وطن "eSyria" تجولت بتاريخ 27 نيسان 2014 في صالة العرض بمعهد الفنان "صبري رفائيل" حيث أقيم المعرض؛ والتقت الفنان التشكيلي "محمد علي مامو" ليتحدث عن مشاركته: «جاءت مشاركتي متأخرة جداً في هذا المعرض لأنني لم أعلم بتوقيته مسبقاً، لذا لم أشارك سوى بثلاث لوحات فلكلورية، سعيت من خلالها إلى تصوير الحالة التراثية الشعبية الغنية للمنطقة، ولأن المعرض أقيم بمناسبة يوم التراث العالمي، حاولت رصد بعض الجوانب المجتمعية، فتحدثت لوحتي الأولى عن شيخ كبير عبرت من خلال وجهه عن الفترات الزمنية التي عاشها، أما اللوحة الثانية فصورت فيها الطريقة البدائية لصنع "الشعيرية"، وأخيراً رصدت اللوحة الثالثة الدبكات الشعبية التي تزخر بها المحافظة وتمارسها جميع المكونات».

جاءت مشاركتي بثماني لوحات، منها خمس لوحات غرافيك "لوحتان بطريقة التحبير وثلاث بقلم الرصاص"، وثلاث لوحات زيتية، وشملت الأعمال تجسيداً للطبيعة الصامتة، ووجوهاً مألوفة من المنطقة التي أعيش فيها، مشيراً إلى أنه وزملاءه ما زالوا في طور التدريب، لذا فهم يعالجون الأمور الأكاديمية من خلال العمل على ضبط الظل والنور، وصقل مهاراتهم بعد أن تخرجوا في الدورة التي خضعوا لها على مدار عامين كاملين

من جهتها بينت الفنانة التشكيلية "نغم مامو": «أن مشاركتها جاءت في لوحة واحدة حاولت من خلالها تحدي مقدرتها الفنية، فقد رسمت رجلاً طاعناً في السن بواسطة قلم الرصاص، وحاولت أن تظهر مقدرتها الفنية بطريقة اللعب بالظل والنور، مشيرةً إلى أنها راضية عن العمل الذي قدمته لما امتاز به من صعوبة كبيرة، من جهة دقة التفاصيل وضيق الوقت المتاح لها لممارسة هوايتها، فهي ترسم في أوقات الفراغ بعد أن تنتهي من عملها كمدرسة، وأنها بصدد التحضير لمجموعة من الأعمال الفنية قد تبصر النور قريباً».

التراث الجزري

أما الفنان "أكرم بكر" فكان له النصيب الأكبر من اللوحات، وعنها يقول: «جاءت مشاركتي بثماني لوحات، منها خمس لوحات غرافيك "لوحتان بطريقة التحبير وثلاث بقلم الرصاص"، وثلاث لوحات زيتية، وشملت الأعمال تجسيداً للطبيعة الصامتة، ووجوهاً مألوفة من المنطقة التي أعيش فيها، مشيراً إلى أنه وزملاءه ما زالوا في طور التدريب، لذا فهم يعالجون الأمور الأكاديمية من خلال العمل على ضبط الظل والنور، وصقل مهاراتهم بعد أن تخرجوا في الدورة التي خضعوا لها على مدار عامين كاملين».

بدوره قال الفنان "أحمد فرهاد" أحد زوار المعرض: «يمكن تقييم الأعمال المعروضة بالمتفاوتة بين الوسط والجيد، خصوصاً أنها تتناول الجانب التراثي للمنطقة، حيث حاول المشاركون رصد الطبيعة التي يعيشون فيها من خلال تصوير بعض الجوانب التراثية، وأستطيع القول: إنهم نجحوا في إيصال رسائلهم إلى المتلقي، لكن ما كنت أود أن أراه في هذا المعرض، هو العمل على إيجاد المناخ التراثي الحقيقي وعرض اللوحات داخله، بمعنى لو تم إقامة هذا المعرض في بيت مصنوعٍ من الشعر أو في صالة مبنية من الطين لكانت الفكرة أقرب إلى الواقعية».

لوحة فنية للفانوس

وأوضح الفنان التشكيلي "عيسى النهار" مدير معهد "صبري رفائيل": «أن المعرض رسالة سامية للحفاظ على الموروث الشعبي العريق، فقد تم جمع عدد من اللوحات التي أنتجها متدربو المعهد، خلال خضوعهم للدورة التدريبة التي استمرت لمدة عامين، وتتواجد بعض الأعمال التي أنجزت بعد هذه الفترة، مشيراً إلى أن مهمة الفنان الأساسية تكمن في تجسيد الأعمال الفنية، من خلال الاتكاء على التراث الشعبي للمنطقة التي ولد وعاش فيها، خصوصاً إذا كانت المنطقة مثل الجزيرة السورية التي تحفل بألوان متعددة من العادات والتقاليد الشعبية».

ولفت الفنان "النهار": «إلى أن عدداً من اللوحات التي تضمنها المعرض، اقتبست فكرتها من التراث اللا مادي، من خلال الاعتماد على الحالة اللونية والإيقاع الشعري، مبيناً أنه من الواجب على الفنان توثيق الحياة اليومية وتخليد اللحظة الريفية، وأن الفنان معني بالدرجة الأولى في نقل الصورة الجمالية للمنطقة التي يعيش فيها، كما يجب عليه أن ينطلق في كل مرة ينوي أن يبدع فيها عملاً ما، من البعد الثقافي والتاريخي لمحيطه الأمر الذي يعطي روحاً جميلة للوحات الفنية».

الدبكة في منطقة الجزيرة