يعدّ الحجل من الطيور المرغوبة كثيراً في منطقة الجزيرة عموماً ومحافظة "الحسكة" خصوصاً، حيث يقضي عدد من الصيادين أوقاتاً طويلة تصل إلى عدة أشهر في الموسم الواحد بغية اصطياده والاستمتاع بهذه الهواية.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس "زبير العبدو" الباحث في مجال الطيور في محمية "جبل عبد العزيز" بتاريخ 15 أيار 2014، ليتحدث عن أهمية هذا النوع، فقال: «"الحجل" اسمه العلمي "Alectoris chukar"، وهو من الطيور المقيمة في "محمية جبل عبد العزيز" جنوب غرب مدينة "الحسكة"، تناقصت أعداده بشكلٍ كبيرٍ جداً بسبب الصيد المكثف والجائر من قبل الصيادين وملاحقته من قبلهم بشكلٍ مريب، يعيش هذا الطائر في المنحدرات الصخرية التي تتواجد فيها بعض الأعشاب والحشائش، وفي المناطق شبه الصحراوية والأراضي الزراعية غير المحروثة، ويبني الحجل أعشاشه على الأرض بين الصخور أو بين النباتات».

"الحجل" اسمه العلمي "Alectoris chukar"، وهو من الطيور المقيمة في "محمية جبل عبد العزيز" جنوب غرب مدينة "الحسكة"، تناقصت أعداده بشكلٍ كبيرٍ جداً بسبب الصيد المكثف والجائر من قبل الصيادين وملاحقته من قبلهم بشكلٍ مريب، يعيش هذا الطائر في المنحدرات الصخرية التي تتواجد فيها بعض الأعشاب والحشائش، وفي المناطق شبه الصحراوية والأراضي الزراعية غير المحروثة، ويبني الحجل أعشاشه على الأرض بين الصخور أو بين النباتات

ويضيف: «يبلغ طول طائر الحجل 33 سنتيمتراً، ويعدّ من طيور الصيد متوسطة الحجم، ويعيش على الأرض وهو يشبه كثيراً "الحجل العربي" لكنه لا يتداخل معه في المألف، له لونٌ رماديٌ وأسود واضحٌ من الأعلى، وتكون جوانبه بيضاء وكستنائية مخططة، أما وجهه فهو أبيض محاطٌ بقلادةٍ سوداء، ويختلف هذا النوع عن "الحجل العربي" في القنة التي تكون رماديةً عنده وسوداء عند العربي، كما يكون حاجبه أبيض رفيعاً يقابله عند الحجل العربي حاجب أبيضٌ عريض، وتكون سلالة الحجل الموجودة في جنوب غرب "إيران" مائلة إلى الأصفر وأقل رمادية، مشيراً إلى أن الحجل الموجود في منطقتنا من الأنواع الحذرة جداً حيث يجري الطائر بخفة كبيرة حال استشعاره بالخطر، وغالباً ما يأخذ وضعاً منتصباً لمواجه الخطر المحدق به، ويطلق الطائر الذكر صوتاً متصاعداً ومتسلسلاً بسرعة وهو "كا – كا – كاكا - كاكا – كاكا"، تتبعه قوقأة خشنة "جاكار – جاكار – جاكار"».

طائر الحجل

من جهته قال صياد الحجل "خضر غازي": «يعدّ طائر الحجل من الطيور قليلة الحظ بسبب صيده من أجل المزاج، هذا كل ما في الأمر بمعنى أن هذا الطائر لا يمتلك أي مقومات وليس فيه أي شيء من المغريات التي تجعله على قائمة الصيد بهذا النهم، وقد ساهم الصيد الجائر في تناقص أعداده بشكلٍ كبير حتى بات مهدداً بالانقراض، فنحن كصيادين كنا نخرج في السابق لصيده بهدف التسلية، حيث كنا نقيم مخيمات ومعسكرات تستمر حتى عشرة أيام أو تزيد، وأكثر المناطق التي كنا نخيّم فيها "جبل عبد العزيز والسخنة"، وفي بعض الأحيان كنا ننام في المغارات والكهوف الموجودة في الجبل وهذا كله تبعاً للمزاج، ومن شدة تعلقنا بصيد الحجل كنا نعرف طريقة حياته بالتفصيل، حيث ينام هذا الطائر في أعلى القمم في أيام الطقس المعتدل، أما في وقت البرد الشديد فينزوي في أماكن تكسر عنه الرياح وتحميه منها، وعند بزوغ خيوط الفجر الأولى ينزل طائر الحجل من أعلى القمة إلى مناطق منخفضة، نكون قد نصبنا في الشباك ونشرناها في أماكن واسعة تضمن عدم إفلاته في حال وقع في المصيدة».

يتابع "غازي": «بعد أن نمسك بالطائر نقوم بتربيته وإطعامه داخل القفص، ويسمى هذا الطائر "حبيس"، وبعد أن يبلغ مرحلة الصيد نخرجه لنصطاد به، لكن قد يكون الطائر غير قادر على القتال المر الذي يجعله غير صالح للعمل، ولأن طائر الحجل الذكر لا يحب أن يكون له شريك خصوصاً في موسم التزاوج، تأتي أسراب الحجل لتتعارك معه بعد أن يقوم بإصدار أصوات معينة، وعندما ينقض عليه أحد الذكور يقع في الشبك الذي يكون منصوباً لهذا الغرض، أما في حال كان الطائر "الحبيس" غير قادر على القتال فإنه ينكفئ على ذاته ولا يصدر أي صوت، في هذه الحالة يكون هذا الطائر غير صالح للصيد ويقوم "الحجال"* بذبحه وتناول لحمه، ويعدّ لحم الحجل من ألذ أنواع اللحوم، كما يقوم بعض الصيادين بطحن لحمه مع عظمه، وصناعة أقراص من هذا الطحين وشيها على النار، ويستمر موسم الصيد من شهر كانون الثاني حتى 20 آذار، وقد يعود الصياد ومعه أكثر من 20 طائراً أو يعود خالي الوفاض، وذلك تبعاً للطائر "الحبيس" الذي يكون قد رباه لمدة سنتين كاملتين».

سرب من الحجل

يذكر أن الحجل المستوطن في منطقة "جبل عبد العزيز" يعدّ من أفضل الأنواع وأكثرها طلباً عالمياً، حيث يصل سعر الطائر الواحد إلى 100 ألف ليرة سورية.

* الحجّال: هو صياد الحجل.