تعتبر العرائس أحب أنواع الدمى إلى قلوب الأطفال، فلطالما اعتادوا عليها كأصدقاء مقربين في خيالهم وأثناء لعبهم بها، لذلك فإن وجودها داخل مسرح ملون ترقص وتغني وتحكي لهم الحكايا ليس بالغريب عليهم أبدا، لذلك صفقوا معها وغنوا وشاركوها العرض الذي أقيم في صالة "النهر الخالد" في "حمص" مساء 11/5/2010 وحمل عنوان "الراعي الكذاب" وقدم من قبل ممثلين اثنين فقط.
"الراعي الكذّاب" شخصية مفضلة لدى الأطفال بكل ما تمتلكه من صفات سيئة وجيدة، فهي تُضحك كثيراً كما تقول الطفلة "رهام" من الصف الرابع التي أصرت على حضور المسرحية لأنها ممثلة بالعرائس وتروي قصة "الراعي الكذاب" الذي يتعلم درساً قاسياً عن الكذب ومضاره والذي قرأته عنه كثيراً في كتب المدرسة وفي قصص عديدة، وأحبت أن تراه يرقص ويمثل ويغني كشخصية حقيقية.
على الرغم من أن مسرح "العرائس" هو مسرح مشهور في كل أصقاع العالم وله رواده ومحبيه، سواء أكان مختصاً بالأطفال أو بالكبار وله تاريخ عريق، أما في مجال الأطفال فهو محبوب ومفروض في كل مدرسة أو روضة كوسيلة تعليمية وترفيهية، ومع ذلك كله فإنه من أصعب الفنون المسرحية فهو يتطلب التركيز على صنع الحركة والصوت لإعطاء المشاعر الحقيقية، ولكن الكثيرين وللأسف يستخفون به وبفكرته وبمسرح الطفل حتى، ويفضلون أن يشتروا لأطفالهم أفلاماً كرتونية وغيرها
تلك الشخصية الحقيقية التي يجتهد الممثلان لإيصالها للمشاهد والطفل على الأخص، فهو لا يجامل أبدا وله رأيه الصريح بحسب رأي "وعد الجردي" التي قامت بتحريك العرائس الخاصة بالمسرحية وتقول:
«أعمل في المسرح ككل منذ حوالي ثماني سنوات ضمن مسرح الشبيبة، أما مسرح الطفل فهذه تجربتي الأولى وبالأخص في مجال "العرائس" وهو شيء مختلف تماماً عن مسرح الدمى الذي يرتدي فيه الممثلون ألبسة تشبه الدمى، ويختلف أيضاً عن مسرحيات الأطفال التي يقدمها الممثلون كشخصيات لإحدى القصص، ومشاركتي في المسرحية كانت من خلال تحريك العرائس فقط ولم أستخدم صوتي، فالحركة شيء مهم جدا في هذا النوع من الفن، لكونه يعتمد على حركة الدمية لتؤثر في الطفل وتستطيع إيصال الفكرة المطلوبة، إضافة لوجود الصوت وتناغمه مع الحركة، لتكون اللعبة كما الإنسان الحقيقي».
مع "الراعي الكذّاب" وأهل القرية والخراف لعبت دميتا "بدر" و"أنيس" المشهورتان دور المقدم أو الراوي وهو إضافة مقترحة كما تابعت "وعد" لإضافة مزيد من الاهتمام لدى الطفل، وتلك الدميتان ستكونان بطلتين أساسيتين في سلسلة من المسرحيات المستقبلية التي تتحدث عن مواضيع وعبر مهمة في حياة الإنسان مثل "الطمع، الصداقة، التعاون، النظافة...."، أمّا موضوع "الكذب" و"الراعي الكذاب" وكيفية اختياره مع السلسة السابقة الذكر، فقد تحدثّ عنه "طارق الحسين" صاحب أصوات العرائس في المسرحية والذي مكنته خبرته السابقة في مجال مسرح الأطفال إلى معرفة النقاط الجوهرية لأنماط متنوعة من ذلك المسرح، ويقول:
«مسرح الطفل هو مجال عملي الذي أحبه وأعمل به منذ حوالي ثماني سنوات سواء كمخرج، أو فني مسؤول عن تجهيز المسرح وديكوراته أو حتى الممثل البديل في حال تغيب أحد الممثلين الذكور، وفي بعض الأحيان كنت أقوم بتدريب الممثلين على الرقصات وتسويق المسرحيات، ومن خلال العمل في تلك المسرحيات في مدن عدة والتعرف على فرق من محافظات أخرى وعلى أعمالها استطعت أن أكتسب نوعاً من الخبرة في معرفة الأحب إلى قلوب الأطفال، وما يشدهم إلى المسرح ويجعلهم يتفاعلون معه، والابتعاد عما يكرهونه وينفرهم، إضافة إلى أن مسرح الطفل يجب أن يكون هادفاً يعلم الطفل ويمتعه في آن واحد، وعلى أساس منه نمزج المسرحيات بقليل من الرقصات والأغاني التي تقوم بها الدمية أو الممثل ونطلب من الأطفال مشاركتنا فيها، وهذا يضمن تفاعل أكبر وترسيخ أفضل للفكرة التي نطرحها في المسرحية في أذهان الأطفال».
أما عن فن "مسرح العرائس" وتراجعه مع الوقت فيضيف:
«على الرغم من أن مسرح "العرائس" هو مسرح مشهور في كل أصقاع العالم وله رواده ومحبيه، سواء أكان مختصاً بالأطفال أو بالكبار وله تاريخ عريق، أما في مجال الأطفال فهو محبوب ومفروض في كل مدرسة أو روضة كوسيلة تعليمية وترفيهية، ومع ذلك كله فإنه من أصعب الفنون المسرحية فهو يتطلب التركيز على صنع الحركة والصوت لإعطاء المشاعر الحقيقية، ولكن الكثيرين وللأسف يستخفون به وبفكرته وبمسرح الطفل حتى، ويفضلون أن يشتروا لأطفالهم أفلاماً كرتونية وغيرها».
الجدير ذكره أن عرض مسرح العرائس "الراعي الكذاب" كان قد عرض من قبل الفرقة ذاتها في مختلف المحافظات السورية، والآن تحضر الفرقة ذاتها عملاً للأطفال نال النص الخاص به جائزة الإبداع في "دبي".