تنتمي للأشجار المثمرة الموسمية الإنتاج والتي تنتشر في البيئة المعتدلة كما هي معظم الأشجار، وعرفت في منطقة "وادي النضارة" منذ القديم كوسيلة أساسية لتربية دودة "القز" إلى أن اصبحت تستخدم كأحد أدوات الزينة في حدائق المنازل، فأضفت عليها طابعاً فنياً فخماً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12/5/2013 السيد "الياس غزالة" أحد مزارعي "شجر التوت" فقال: «امتلك مجموعة متنوعة من أشجار التوت ذات الأصول المختلفة كالشامي، البلدي، الباكستاني وهي بمجملها للحصول على ثمارها في صنع المربيات والعصير، والأهم هو جمالية الشجرة واختلاف أشكال أوراقها التي تضفي على فناء المنزل طابعاً تزينياً، في حين كانت بالنسبة للأهل سبيلاً لتغذية دودة القز التي كنا نربيها عندما كنا صغاراً، حيث أذكر أن جدي وأبي كانا يقصدان القرى المجاورة "كالحواش" وعين "الباردة" وغيرها لكي يحصلوا على مجموعة جيدة من أوراق التوت وأشجاره لتربية محصول "القز" وما ينتج من حرير محلي الصنع، أو يقومون باستثمار أحد بساتين التوت مقابل مبلغ مادي معين».

نجمع ثمار التوت الناضجة بحسب نوعها أي الأبيض بمفرده والشامي بمفرده والأفضل هو توت العصير الذي يشبه بثماره التوت الشامي إلا أنه أكبر حجماً وغني بالعصير وذو لون أحمر مميز، وبالمجمل فإن ذلك يتم في أول الصيف عند نضج الثمار ووقوعها على الأرض ويتم بعدها غلي العصير وتصفيته عن طريق قطعة قماشية قبل أن يصب في زجاجات خاصة منها ما هو للاستعمال المنزلي وآخر للبيع

اختلفت شجرة التوت القديمة عن تلك الموجودة حالياً سواء بشكلها أو بطرق العناية بها وعن ذلك يضيف: «كان لشجرة التوت قديماً شكلاً مختلفاً حيث كانت قصيرة مقارنة بالأنواع الموجودة حالياً إضافة لجذعها العريض والسميك وكثافة أوراقها العريضة التي كانت تجمع وتوضع في زاوية من زوايا المنزل والأغلب التي يجلس فيها أصحاب البيت دائماً لتوفير تدفئة مناسبة، حيث كانت تحاط بمواقد للنار لإنتاج جيد من الحرير، وأما الآن فقد انقرضت هذه الأعمال حالياً لأنها ذات تكلفة وجهد عاليين لا يقارنان بالحرير الصناعي إضافة إلى أن أهل المنطقة لم يعودوا يهتمون بهذه الحرفة على الرغم من اعتمادهم عليها في ما مضى كنوع من الدخل الأساسي للفرد».

السيد الياس غزالة

يحتفظ البعض من أهالي المنطقة بأشجار التوت القديمة التي تعتبر محدودة العدد واستبدلوا بها أخرى ذات أنواع مطورة وذات ثمار وشكل جمالي، وعن ذلك يتحدث المهندس الزراعي "الياس خوري" بالقول: «تعتبر شجرة التوت البلدي هي الأنسب لتربية دودة "القز" إلا أنها شجرة شبه منقرضة في المنطقة، وحاول بعض المزارعين منذ حوالي السنتين إعادة إنعاش تربية "القز" عن طريق زراعة شجرة التوت الياباني الهجين الذي يشبه نوعاً ما التوت البلدي من حيث قصره الذي لا يتعدى المترين وكثافة أوراقه التي تغلب على الثمار، وتم زراعته بشكل خطوط على طراز المشاتل ولكن نتيجة لصعوبة تربية "دودة القز" والعناية بشجر التوت ومن ثم صعوبة نقل الحرير إلى المعامل وانخفاض أسعاره أصبحت تجارة خاسرة بالنسبة للفلاحين ولم يكتب لهذه التجربة النجاح».

دخلت أنواع جديدة من التوت إلى المنطقة لحزمة أهداف أخرى بعيدة عن "القز" والحرير يتابع: «استبدل بالتوت القديم أنواع أخرى دخيلة كالتوت الأبيض والشامي وتوت العصير والتوت المستحي ويتاجر أهل المنطقة بشراب التوت دون ثماره لأنه يزرع في البيوت فقط وليس بمزارع مختصة لكونها تحتاج لمساحة واسعة لزراعتها على الرغم من انها سهلة الزراعة وسريعة النمو وتطعّم بكافة الطرق المعروفة، إضافة لانتشار التوت المستحي كنوع من أشجار الزينة والتي أصبحت تستخدم في الحدائق الخاصة وحتى على الطرقات في بعض المناطق لكونها تعطي كثافة ورقية واضحة تستخدم كمظلة طبيعية إضافة إلى تميز أشكال الثمار فيها».

المهندس الياس خوري

يتصف شراب التوت الذي تتميز به المنطقة بكونه بيتي الصنع ويصدر إلى باقي المناطق ويتم صنعه في مواسم معينة حيث تقول السيدة " فاتن إبراهيم": «نجمع ثمار التوت الناضجة بحسب نوعها أي الأبيض بمفرده والشامي بمفرده والأفضل هو توت العصير الذي يشبه بثماره التوت الشامي إلا أنه أكبر حجماً وغني بالعصير وذو لون أحمر مميز، وبالمجمل فإن ذلك يتم في أول الصيف عند نضج الثمار ووقوعها على الأرض ويتم بعدها غلي العصير وتصفيته عن طريق قطعة قماشية قبل أن يصب في زجاجات خاصة منها ما هو للاستعمال المنزلي وآخر للبيع».

استخدام التوت لتزيين الحدائق