عندما كان يقول أنه سيصبح فنانا ويهوى التمثيل كان رفاقه يقولون له: (شيل هالأفكار من راسك نحنا وين والشام وين) ولكنه كان يرد عليهم وبثقة" سترون أنني سأصبح نجم من نجوم سورية في المستقبل" .

هكذا وبإصراره المعهود درس الفنان نزيه الفن أكاديميا وتقدم خطوات كبيرة في أعمال تلفزيونية تخلد عمله، ولكن يد الموت دائما تمد لتخرب كل شيء جميل وهاهي تخطف حياة هذا الفنان الحمصي نزيه الشيخ وفي ريعان شبابه ليترجل عن صهوة جوداه ويترك إرثا فنيا كان في أول ألقه.

(نزيه الشيخ) مواليد (1965)م الحسكة من أبوين حمصيين ومن قرية صدد تحديدا لكن والده أقام في الحسكة لأنه كان مديرا ماليا في مجلس المدينة هناك. درس نزيه الثانوية بها وتم قبوله في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق ودرس بالمعهد سنتين متتاليتين ثم تابع دراسته في بيروت حيث تعرف على السيدة (زهيدة دالي) السورية المولودة في لبنان لتصبح زوجته عام ( 1990)م. تخرج المرحوم نزيه من بيروت وشارك بأول بطولة له في مسلسل (عائلة أبو الخير عام (1991) مع المخرج (جميل ولاية).

لقطة من مسلسل رقص الحبارى

لسيدة زهيدة تقول لموقع eHoms:"إن أول عمل قام به نزيه كان نعمة ونقمة عليه بذات الوقت نعمة لأنه الأيام لم يكن هناك غزارة في الإنتاج كما هو حاصل الآن فالذي كان يحصل على دور كومبارس كان محظوظا فما بالك ببطولة ونزيه لا يزال وجه جديد وغير معروف ونقمة لأن ذلك أثار غيرة بعض الحسودين فحاربوه".

بعد هذا العمل بقي نزيه سنتين بدون عمل وكان كلما طلبه أحد المخرجين للعمل عاد واعتذر منه وذلك لاعتبارات تتعلق بالوسط الفني أما زوجته زهيدة فقد كانت إلى جانبه دائما و كان المرحوم نزيه صاحب إرادة وتصميم ولديه أمل كبير فقد كان يقول لزوجته دائما :"سأصل إلى هدفي مهما حاربوني لأن الله معي". وفعلا تحمل الفنان نزيه كثيرا وسافر فترة من الزمن إلى الخليج وعمل هناك في التجارة وعاد إلى سورية وتابع طريقه الفني وشارك بعدد من الأعمال منها :"البديل" لفردوس اتاسي، "المستجير" لطلحت حمدي، "البارعون" لزهير ديوب، "أيام أبي المنقذ" لمحمد عزيزية،"لحظة مصير" لعلاء الدين الشعار، "سيرة آل الجلالي" لهيثم حقي،"رقصة الحبارى" ليوسف رزق، "بهلول" الجزء الثاني لمحمد الشيخ نجيب، "وردة لخريف العمر" ليوسف رزق، "رجال تحت الطربوش" لهشام شربتجي، و"بقعة ضوء (2005) لهشام شربتجي، أيضا لكنه لم يشتغل سوى بضع حلقات منه لأن الموت لم يمهله وتوفي في حادث سيارة في( 9\10\2005 ) على طريق دمشق وقريته صدد وعند هذا الحد توقفت مسيرة هذا الفنان وللأسف يتحدث الكثير من زملائه أن نزيه الشيخ لم يأخذ حقه بشكل كاف ولم يعط كل ما كان عنده وما كان يحلم بعمله ولم يستطع إبراز كل إمكاناته وطاقاته.

مع الفنانة ثناء الدبس

السيدة (زهيدة دالي9 تقول عن حياتهما الزوجية وعن نزيه الزوج:"في الحياة كان نزيه زوج رائع ومحب، شخصيته كانت صاخبة مرح محب للحياة بكل ما للكلمة من معنى ولا يضيع لحظة فرح أو سعادة كما لو أنه كان يعلم أن عمره قصير فحاول أن يعيش ويستمتع بكل لحظة في حياته.ىطغى حبه لفن والتمثيل على أي شيء في حياته وقد كان يستفيد من أي شيء يراه أو أي شخصية يقابلها ويخزنه في ذاكرته. كان يهوى التصوير والسفر كثيرا وقد سافرنا إلى معظم دول أوروبا وقد كان يصور كل صغيرة وكبيرة".

أما عن علاقته بزملائه من الوسط الفني فتقول السيدة دالي:"كانت علاقتنا جيدة مع معظم الوسط الفني ولكن كانت تربطنا علاقة عائلية بالبعض منهم الفنان رامز عطالله وعلاقات صداقة قوية مع عائلة الأستاذ علي شاهين وهشام شربتجي وكان نزيه صديقا لعبد الحكيم قطيفان ونضال نجم ووائل رمضان وهؤلاء من الأشخاص القلائل الذين لا زلت على تواصل معهم ويطمئنون علي."

مع زوجته