ليست كل المهن تتم في النهار، جميعنا يعلم بأن هناك معامل ومصانع تعمل على مدار الساعة وهناك أناس أصبح الليل بالنسبة لهم هو وقت النشاط والعمل والنهار للنوم، لكن قلما لاحظنا هذه الأعمال أو دخلنا إلى أسرارها.

موقع eHoms تعرف على بعض المهن التي يشتغلها أصحابها ليلاً والبداية كانت من محل "الجلبجي" الشهير بأكلة "المغطوطة" والتي لا تنجح إلا ليلا حسب تعبير السيد "غازي الجلبجي" الذي يعمل فيه مع إخوانه وأولاده وأضاف السيد "غازي" قائلاً: «محلي الجلجبي الذي افتتح عام /1890/ عمله الأساسي ليلاً لإنجاح أكلة المغطوطة، حيث لا يمكن أن تصنع هذه الأكلة إلا قبل النوم لأنها لا تصلح إلا أن تكون عند الفطور وهي المأخوذة من أول طبقة للحليب قبل غليه وهي أكلة موسمية، يكثر بيعها في فصل الشتاء حيث يتم تحضيرها بصب الحليب البارد غير المغلي في صوان كبيرة الحجم، ويترك بحدود ثماني ساعات حتى تظهر طبقة تسمى "الأيما" أي وجه الحليب، ثم يوضع خبز التنور على وجه الصواني حتى يتشرب الأيما ويقطع ويضاف إليه السكر أو القطر، علماً أن الأيما ليست قشطة، وهي دسمة أكثر من القشطة. مع العلم أن ساعات الذروة بالنسبة للعمل في مطعمنا هي من الخامسة فجراً حتى العاشرة صباحاً».

كما أصبح للمحل زبائن يوميا خاصة الذين يعملون ليلا حتى المسافرون العابرون

وأشار السيد "غازي" إلى أن أجواء الليل تعد هادئة «كما أصبح للمحل زبائن يوميا خاصة الذين يعملون ليلا حتى المسافرون العابرون».

من محل "الجلبجي"

ومن المواقف الطريفة التي حصلت مثلاً يذكر صاحب محل الجلبجي أنه عند قدوم الفنان "جورج وسوف" مع مرافقته للمحل همّ أحد الزبائن بضيافة الفنان السوري لكن "الوسوف" وقتها طلب من المرافقة وضع /100/ دولار ثمن الأكلة.

وأوضح الحاج "الجلبجي" بأن العمل ليلاً له سلبيات أهمها أننا نعمل ونعيش ببرنامج مختلف عن بقية الناس كالحارس الليلي «فلا مناسبة نقضيها مع العائلة».

السيد "جمال خليل"

أما السيد "جمال خليل" سائق تاكسي يعمل في الليل فقال: «اخترت العمل ليلا لأن والدي يعمل عليها خلال النهار والسيارة يجب ألا تتوقف».

وأضاف بأنه يوجد العديد من ايجابيات العمل بالليل على التاكسي منها «عدم وجود ازدحام فالطرقات تكاد تكون خالية كما أن زبائن الليل من النوع "الرايق" غالب الأمر، لكن هذا لا يخفي وجود بعض السلبيات فيما يتعلق بنوعية الزبائن».

شارع الملعب البلدي "بحمص" ليلا

ومن الطريف بمهنة التاكسي ليلاً نظرا لوجود عدد قليل من السيارات تعمل في القسم الثاني من اليوم يقول السيد "جمال": «غالبا ما تبقى مع الزبون منذ بداية خروجه من بيته إلى نهاية قصته إن كان خروجه لقصة ما كخلاف عائلي مثلا أو مشكلة طبية أو أية حالة طارئة قد تحدث معه فتجد نفسك لا شعوريا وكأنك في قلب الحدث تشارك به وتتفاعل معه، ووتعاطف لقصته».

وختم "خليل" قائلا: «إن حياتي بعد هذه السنوات السبع الأخيرة بالطبع تختلف عن باقي الأسرة فلا أستطيع القيام بالواجبات الاجتماعية بشكل جيد فمعظم النهار أقضيه نائماً وأنا لو خيّرت بين العمل نهارا أو ليلا اختار النهار بكل تأكيد رغم الصعوبات التي سأواجهها للتأقلم من جديد مع العمل نهارا».

الشاب "صلاح الحمدني" يعمل في مقهى انترنت وسط شارع "الدبلان" في الوردية الليلة من الساعة /12/ ليلا وحتى /9/ صباحا وأشار بداية إلى أن الجو العام لمواقع الدردشة يكون ليلا، وقال: «بعد انتهاء الناس من أعمالهم يلجؤون إلى مواقع الدردشة وإيجابياته كثيرة عدم وجود ضغط على الشبكة حيت يصبح بإمكان مستخدمي الشبكة التصفح بشكل أفضل أما السلبيات فهي نوعية الزبائن وأهدافهم من استخدام الانترنت، ومن المواقف الطريفة أن جاء شخص وسألني أين حرف الميم ثم حرف الراء وكان لا يعرف القراءة والكتابة وجاء ليلا لكي لا ينظر إليه المجتمع نظرة سلبية وهناك نسبة جيدة من العائلات التي تأتي ليلا لتتحدث مع أبنائها المغتربين خارج البلاد لفرق التوقيت».