«أجمعت كثير من الدراسات التربوية التي أجريت في العديد من مراكز الأبحاث العالمية بأن دور المعلم في مرحلة الطفولة المبكرة هو في غاية الأهمية من ناحية اكتشاف مواهب الأطفال وإبداعاتهم، وأكدت بعض هذه الدراسات بأنه معظم إبداعات الأطفال يتم دفنها عندما يبلغ الطفل عمر السادسة، والسبب عدم وجود كوادر مؤهلة للتعامل مع هذه المرحلة». هذا ما قاله لنا الدكتور "محمد إسماعيل" عميد كلية التربية في جامعة البعث خلال لقائنا معه والذي أكد لنا أن:

«اهتمام الحكومة بموضوع تأهيل كوادر مدربة للعمل في مجال رياض الأطفال التي تعتبر حجر الأساس في حياة الإنسان، أفضى إلى افتتاح قسمين خاصين في هذا المجال في جامعة "دمشق" وفي "جامعة البعث" بـ"حمص"».

تم ويتم تعديل لائحة مناهج رياض الأطفال بالتعليم النظامي بما يتوافق مع المستجدات العالمية في أساليب التربية، وتم البدء مؤخراً بتأليف كتب اختصاصية جديدة للقسم

eHoms ولتسليط المزيد من الضوء على قسم رياض الأطفال بـ"حمص" التقى السيد عميد كلية التربية ورئيسة قسم رياض الأطفال بالجامعة ومجموعة من طلاب القسم.

الدكتور "محمد علي اسماعيل" عميد كلية التربية

بداية أشار الدكتور "محمد اسماعيل" عميد كلية التربية التي يتبع لها اختصاص رياض الأطفال إلى أن هذا الاختصاص: «يعتبر شعبة من قسم تربية الطفل الذي يضم شعبتي معلم صف ورياض الأطفال، وهذا الأخير تم افتتاحه في العام الدراسي /2005/-/2006/ حيث تم قبول (100) طالبة بالدفعة الأولى من التعليم النظامي، ومدة الدراسة أربع سنوات وهو مقتصر على الإناث فقط».

وأضاف الدكتور "اسماعيل": «ونتيجة إلحاح الطلاب وخاصة طلاب المحافظات القريبة من "حمص" باعتبارها المنطقة الوسطى تم في العام الدراسي الحالي /2008/- /2009/ افتتاح قسم رياض الأطفال بنظام التعليم المفتوح، حيث تم قبول (800) طالب فيه من أصل (3000) طالب تقدموا للمفاضلة، والمميز بهذا القسم عن قسم التعليم المفتوح لرياض الأطفال بـ"دمشق" قبول الذكور فيه وهو أمر ضروري، فقد لا يقتصر دور الخريج على عملية التعليم في الروضة بل يمكنه القيام بالعديد من الأعمال الإدارية ضمن الروضة، وللتخفيف على الطلاب من ضغط المواد تم توزيع المواد على يومين وجعل الدوام بالتعليم المفتوح يومي الجمعة والسبت على عكس باقي الجامعات، كما تم تأمين قاعات مناسبة للطلاب في الكلية وبتعاون من إدارة "جامعة البعث" التي توفر كل مستلزمات نجاح العملية التعليمية».

وعن مستقبل الخريجين الغير واضح أشار بالقول: «السياسة التربوية بالقطر تدرس حالياً إمكانية إدخال رياض الأطفال بالسلم التعليمي، وسيتم دمجه بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي، ولابد لنا من الإشارة إلى أنه يوجد اندفاع كبير من الطلاب نحو هذا الاختصاص بالرغم من نظرة أغلب أفراد المجتمع المتأخرة تجاهه».

وللتعرف أكثر على مناهج القسم والجانب العملي فيه التقينا الدكتورة "منال مرسي" رئيسة قسم رياض الأطفال في كلية التربية بـ"جامعة البعث" والتي قالت: «يفترض أنه كلما كان الطفل في مرحلة عمرية أصغر، زادت أهمية المعلم المؤهل أكثر، بحيث يرتقي بمستوى وعي الطفل واكتشاف مواهبه وذكاءاته المتعدده وهو أمر لا يحصل غالباً في أنظمتنا التعليمية، وبالتالي فإن من أهم أولوياتنا في قسم رياض الأطفال إعداد معلم يستطيع التعامل مع الطفولة المبكرة بشكل جيد يضمن للمستقبل جيلاً جيداً وعلى مختلف الأصعدة».

وأضافت الدكتورة "مرسي" بأنه: «تم ويتم تعديل لائحة مناهج رياض الأطفال بالتعليم النظامي بما يتوافق مع المستجدات العالمية في أساليب التربية، وتم البدء مؤخراً بتأليف كتب اختصاصية جديدة للقسم». وأوضحت الدكتورة "منال" أن: «الجانب العمليفي المناهج يأخذ حيزا كبيرا في تعليم الطلاب، ويوجد مادة تسمى التدريب الميداني يتم من خلالها إقامة زيارات ميدانية إلى روضات الأطفال، والتعرف بشكل مباشر على العملية التربوية في هذه الروضات».

وختمت الدكتورة رئيسة القسم قائلة: «هناك الكثير من المناقشات لتطوير قسم رياض الأطفال وإدخال اختصاصات جديدة في السنوات الأخيرة من الدراسة، كاختصاص رياض الأطفال المتفوقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة».

وفي استطلاعنا لآراء طلاب وطالبات قسم رياض الأطفال حول واقع القسم وأسباب دراستهم لهذا الاختصاص قالت الطالبة "حلا سلوم" من السنة الأولى (تعليم نظامي): «رغبت بالدراسة في هذا القسم لأني أرى فيه مستقبلاً جيداً بعد التخرج وأتمنى توسيع القاعات المخصصة للقسم، والعمل على تطوير منهاج السنة الأولى وإدخال المواد الاختصاصية وبطرق عملية متنوعة، وألا تعتمد المناهج على المعلومات النظرية فقط، وآمل صدور قرار حكومي يقضي بتوظيف خريجي قسم رياض الأطفال، أسوة بزملائهم خريجي قسم معلم الصف».

الطالبة "نوار" من السنة الأولى قالت: «دخولي للقسم كان عن رغبة، فالتعامل مع الأطفال أمر ممتع بالنسبة لي، كما أرى أن لخريجي القسم مستقبل واعد في الحياة العملية، والدراسة فيه تساعد على الإبداع أكثر من الأقسام الأخرى لأن الطلاب يتعاملون مع مرحلة هامة هي سن الطفولة المبكرة التي تحتاج لمعاملة خاصة جدا».

وعن نظرة المجتمع للذكر الذي يدرس قسم رياض الأطفال قال الطالب "محمد المغربل" من السنة أولى في قسم رياض الأطفال (تعليم مفتوح): «لا أرى شيئاً معيباً في أن يدرس الطلاب الذكور في هذا القسم لأن العلم لا يميز بين ذكر وأنثى والسماح للطلاب الذكور بالدراسة في قسم رياض الأطفال يعتبر خطوة إيجابية بدأتها كلية التربية في "حمص" ولابد من تعزيزها وتطويرها نحو الأفضل».

وفي كلمة أخيرة نقول إن صدور قرارات افتتاح أقسام خاصة بتأهيل مدرسين ومدرسات لرياض الأطفال في جامعاتنا هو أمر بنّاء وحضاري يهدف إلى إعداد جيل أكثر وعياً وأكثر إبداعاً من خلال الاعتماد على الكوادر المؤهلة والمختصة، ولكن الأهم من هذا صدور قرارات تؤمن فرص عمل لهؤلاء الخريجين وتعطيهم الأفضلية في التعليم في كافة الجهات المعنية حتى لا يعيش الطالب سنوات دراسته حالة من القلق إزاء المستقبل الغير واضح المعالم إلى حد ما.