احتفالاً بتخريج الدفعة الثانية من طلاب ثانوية الشهيد "سمير حمود" للتلمذة الصناعية في "حمص"، كرّم رئيس غرفة صناعة "حمص" مساء الاثنين (17/8/2009) في مبنى الثانوية الطلاب الأوائل في هذه الثانوية، ووزع عليهم الهدايا التشجيعية، كما تم تكريم أساتذة الثانوية المتميزين بشهادات تقديرية ومكافئات تشجيعية، إضافة إلى تكريم الصناعيين المتعاونين والداعمين لأعمال االثانوية ومنهاجها التدريسي.
حول هذه المناسبة وفي لقاءنا معه ذكر مدير ثانوية التلمذة الصناعية المهندس "عامر شما" أن: «ثانوية التلمذة الصناعية هي إحدى الثانويات المهنية الأربع الموجودة في سورية، تأسست عام /2005/، وتتميز بأنها تدار من قبل مجلس إدارة يتألف من ثلاثة صناعيين في المحافظة، وثلاثة تربويين من مديرية التربية، إضافة إلى مدير الثانوية، ونحن اليوم وبرعاية من غرفة صناعة "حمص" والسيد مدير التربية آثرنا تكريم الطلاب الأوائل والأساتذة المتميزين وجميع من يتعاون معنا لإنجاح رسالة المدرسة التي تضم اختصاصين اثنين (صناعة الملابس، والتصنيع الميكانيكي)».
ثانوية التلمذة الصناعية خطوة متقدمة لبناء تربوي في الاتجاه الصحيح، وعندما يتكامل القطاعين العام والخاص في صناعة وطنية تتضافر فيها كل الجهود لتقديم منتج بشري مؤهل ومدرب، نستطيع أن نقول أننا في الاتجاه الصحيح أيضاً
وأضاف: «ثانويتنا ترتقي عاماً بعد عام وتتطور نحو الأفضل بفضل تضافر كافة الجهود، كما لاحظنا التفاعل الكبير من قبل أهالي الطلاب مع منهاج المدرسة المتبع والذي يعوّد الطالب على الاعتماد على نفسه، حيث يداوم الطالب في الأسبوع ثلاث أيام في المدرسة ويكتسب العلوم النظرية والعملية، ويداوم يومين في أحد المصانع ليكتسب الخبرة العملية وينتج ما هو مكلف به، ويحصل من خلاله على العلامات، وهناك الكثير من الطلاب والطالبات نظراً لتميزهم تعاقدوا مع عدد من المصانع وبأجر شهري جيد، بالإضافة إلى الأجر الشهري الذي تقدمه الثانوية لكل طالب منتم إليها».
من جهة ثانية التقينا مع السيد "محمد غازي أبو الخير" رئيس غرفة صناعة "حمص"، فعبر لنا عن رأيه في رسالة وأهداف هذه الثانوية قائلاً: «تماشياً مع انتقال الدولة على نظام السوق الاجتماعي، برزت وبشكل كبير أهمية التعليم المهني، والتفاعل بين قطاع الأعمال وقطاع التعليم، لتلبية حاجات السوق من اليد العاملة المدربة، وبكل تأكيد فالمتخرجين من ثانوية التلمذة الصناعية يمتلكون مهارات ممتازة وفهم أوسع يؤهلهم للعمل في المعامل والمنشآت الصناعية وبالتالي الحصول على دخل أفضل».
وأضاف "أبو الخير": «ونحن بدورنا في غرفة الصناعة وبالتعاون مع مديرية التربية، نرعى هذه العملية التعليمية من بدايتها حتى نهايتها، ونسعى حالياً إلى إدخال مهن جديدة في ثانوية التلمذة الصناعية، وزيادة عدد الطلاب، وذلك لتلبية حاجات سوق العمل، وزيادة الربط بين مزودي التعليم والتدريب المهني في محافظة "حمص" وقطاع الأعمال، كما تهدف الغرفة أيضا إلى التوسع في نظام التلمذة الصناعية، وتحويله إلى تلمذة مهنية لتشمل كافة المستويات التعليمية وأنواع التعليم التجاري، والنسوي والفندقي، وصولاً إلى الجامعات وكافة المهن، وإضافة مناهج جديدة للمشروع لتواكب التطور».
أما السيد "سهيل المحمود" مدير التربية قال: «ثانوية التلمذة الصناعية خطوة متقدمة لبناء تربوي في الاتجاه الصحيح، وعندما يتكامل القطاعين العام والخاص في صناعة وطنية تتضافر فيها كل الجهود لتقديم منتج بشري مؤهل ومدرب، نستطيع أن نقول أننا في الاتجاه الصحيح أيضاً».
أما الصناعي "ابراهيم المهدي" صاحب شركة لصناعة الألبسة، ساهمت في تدريب طلاب وطالبات ثانوية التلمذة الصناعية فقال: «نقدم للطلاب جميع الخبرات والمهارات التي يحتاجونها لمستقبلهم العملي، بما يعود بالنهاية بالفائدة عليهم وعلينا كأصحاب معامل ومنشآت صناعية بأمس الحاجة إلى الكوادر البشرية المؤهلة، وما زال المشروع في بداياته، نأمل أن يتسم أكثر بالجدية من قبل جميع الأطراف المساهمة، وان يتم تعميمه على أكثر من مدرسة مهنية في "حمص"».
وعن تجربة الطلاب في هذه الثانوية التقينا إحدى خريجات هذا العام الطالبة "لبنى الرجو" فقالت: «أنهيت المرحلة الثانوية باستفادة كبرى لانني تعلمت حرفة رائعة يمكن الاستفادة منها في المستقبل، ولقد فتحت لي ثانوية التلمذة الثناعية ذراعيها بكل محبة لتقدم مالديها من معلومات وخبرات مفيدة، حيث تعلمت مهنة صناعة الألبسة التي أعتبرها سنداً وأماناً لي فيما بعد، ومن هنا أتوجه بالشكر لكل من ساهم بتدريبنا وتعليمنا من مدرسين وإداريين، ومن صناعيين احتضنونا في معاملهم وعرفونا على سوق العمل».
من جهته قال الطالب الأول على الثانوية هذا العام "ميلاد منصور": «أشكر كل من ساهم في إيصالنا إلى هذا التفوق، وقد استفدت كثيراً من تجربتي خلال الثلاث سنوات التي قضيتها في الثانوية، وخاصة في تعلمي لحرفة التصنيع الميكانيكي، التي شجعتني لاحقق طموحي في المتابعة بهذا المجال في كلية الهندسة الميكانيكية».