شهدت أسواق بيع الزنجبيل في ادلب انتعاشاً حيث يصفها البعض "بالجذور الشيطانية" ظناً منهم بأن الزنجبيل يعوض لهم ما فقدوه من الطاقة ويوفر لهم حسب اعتقادهم القدرة الجنسية من جديد.
ويتصدر الزنجبيل اليوم أحاديث الرجال والنساء وغالباً ما يبدأ الرجال مجالسهم وهم يغوصون بالواقع الاجتماعي المعايش بالحديث عن الزنجبيل وفوائده بأسلوب كوميدي وقد أضحى من أكثر المواضيع حضوراً في المجالس إذ نادراً ما تجد مجلساً لا يتناول الرجال فيه الزنجبيل شراباً مغلياً وهي الطريقة التي يعتقد الكثير من باعة الأعشاب الطبية أنها أكثر الطرق فائدة.
وفي الغالب تكون أسعار الزنجبيل مرتفعة فهو نبات استوائي مستورد وتموين الرجال بالزنجبيل غالباً ما يتم من قبل النساء فهن أكثر من الرجال دقة في تحديد مواعيد هذا الوافد الغريب.
والملاحظ من حركة الأسواق الدور الكبير الذي يلعبه الباعة في الترويج لبيع الزنجبيل ذاكرين له فوائد تجعله الترياق الشافي لكثير من الأمراض، لكن هل حقاَ للزنجبيل هذه القدرات السحرية؟
تقول المؤلفة ليندا روث في كتابها "المواد النباتية والطبيعية" عام (2006) بأنه من الثابت علمياً أن الزنجبيل من المواد ذات التأثيرات الواضحة على الجهاز الهضمي, وبآليات مختلفة وهو يعتمد ضمن دساتير الأدوية النباتية المعتمدة في بعض بلدان العالم، ولا سيما أميركا وشرق آسيا ومن أهم تأثيراته على الجهاز الهضمي هو تسريع مرور الأطعمة والمواد ضمنه ما يجعله مفيداً كعلاج نباتي في حالات تشنج الكولون وبشكل خاص لمحاربة الإمساك المرافق للتشنج، كما أنه يفيد في علاج القلس المريئي والقلس هو عودة عصارة المعدة والمواد الطعامية إلى المري, وهذه الظاهرة مرضية تسبب الشعور بالحرقة خلف القص والتهاب المري, وهنا تتلخص فائدة الزنجبيل بتفريغ المعدة بسرعة من عصارتها ومن المواد الطعامية ما يقلل من حدوث القلس المريئي, ويساعد في شفاء التهاب المري الهضمي, وله دور كمضاد التهاب غير سيتروئيدي ذي تأثير مسكن, ويساعد في حالات ارتفاع الحرارة وعلاج أمراض المفاصل موضعياً أو عن الطريق العام.
وهنا لا بد أن ننوه أن الزنجبيل يحتوي (4- 8)% مادة زيتية, والكميات المنصوح بها من الزنجبيل الجاف 500 ملغ من (2-3) مرات في اليوم, ولا يجوز استخدامه في أثناء الحمل والإرضاع أو عند و جود حساسية له, وقد يسبب لدى بعض الأشخاص الإقياء والغثيان, ويمكن أن يتداخل مع الأدوية الأخرى التي يتناولها الانسان.. فاحذروا