قديما عرف الإنسان الموسيقا والرقص، وفي منطقتنا العربية كانت تسود عقائد وثنية متعددة في وادي النيل وبلاد الرافدين، ومن خلال نقوش قدماء المصريين والآشوريين والسومريين على جدران المعابد نرى أن نوعاً من الرقص كان يمارس ضمن الشعائر الدينية المعهودة التي تشبه إلى حد ما الرقص الشرقي في عصرنا الحالي.

اليوم لم يعد الرقص للهو أو التسلية بل أصبح أحد الوسائل التعبيرية المهمة فكثيراً ما نسمع عن افتتاح مراكز ومدارس لتعلم الرقص الشرقي في العديد من دول العالم، إلى أن وصل إلى حد إحداث أكاديميات للرقص كالنرويج وكذلك الولايات المتحدة التي تأسس فيها عدد من الجمعيات لتعليمه.

أتعلم الرقص بإتقان وأود احترافه، ولا مانع لي بأن اتخذه كمهنة، فأنا لا أقدم الرقص بأماكن دون المستوى وإنما على مسارح وأمام جمهور راقٍ يقدر ما أقدمه وينظر لي كفنانة

وفي مجتمعنا بدأت تعليم الرقص بشكل اكاديمي بالظهور منذ حوالي خمس سنوات بإشراف مدربين و مدربات لتلقين مبادئ الرقص باعتباره فن ونوع من أنواع الرياضة والليونة، فكان هناك إقبال كبير من قبل الفتيات والنساء للانتساب لهذه المراكز ولكن الكم الأكبر منهم حافظن على سرية انتسابهن خوفاً من نظرة المجتمع لهذا النوع من الرقص.

"لانا الصيداوي"

على ضوء ما ذكرناه موقع eHoms التقى إحدى مدربات الرقص الآنسة "لانا الصيداوي" فحدثتنا قائلة: «في البداية كانت فكرة تقبل الناس لتدريب مثل هذا النوع من الرقص غريبة نوعاً ما مما جعلهم يحافظن على سرية انتسابهم وتدريبهم في المركز، لكن بعد فترة وجيزة أقبلوا عليه ايقاناً منهم بأن الرقص الشرقي عبارة عن رياضة غير روتينية وتقليدية ولا تسبب الملل، بالإضافة لكونها تحرق في الساعة الواحدة حريرات مضاعفة عن أي نوع رياضة آخر».

القسم الأكبر اعتبر الرقص الشرقي نوع من أنواع التعبير عن الذات بوصفه "لغة الجسد" والبعض يمارسه عند الغضب مثلا، وقسم آخر اعتبره علاج للروح والنفس، ومبعض الزوجات تعاملن معه كغاية لإرضاء أزواجهن، وأخريات أقدمن على تعلمه لاتخاذه مهنة ومصدر للعيش.

الشباب يتعملون الرقص أيضا

هذا ما عبرت عنه إحدى المتدربات في المركز "رنا حكيم" قائلة: «أتعلم الرقص بإتقان وأود احترافه، ولا مانع لي بأن اتخذه كمهنة، فأنا لا أقدم الرقص بأماكن دون المستوى وإنما على مسارح وأمام جمهور راقٍ يقدر ما أقدمه وينظر لي كفنانة».

هذا ولم يعد الرقص مقتصراً على النساء والفتيات ولكن نرى الآن بعض الشباب والرجال يتعلمون ويمارسون هذا النوع من الرقص، وهذا ما شهدته وقدمته مؤخراً بعض الفضائيات.

مدرب الرقص "بلال عرفة"

وضمن أحد مراكز تعلم الرقص موقعehoms التقى "بلال عرفة" أحد مدربي الرقص حيث قال:« لم يتقبل المجتمع المحيط فكرة تعلم الذكور هذا النوع من الرقص، فتعرضنا لبعض المضايقات، علماً بأني أقوم بتدريب جميع أنواع الرقص الشرقي والغربي لفرقة مؤلفة من إناث وذكور».

بالرغم من اختلاف الدوافع والأهداف لإقبال الناس على الرقص ولكن تبقى الصورة غير واضحة للمجتمع الذي يُمارس فيه، فالكل أجمع على أن الرقص الشرقي فن رفيع، فتح أمام نسائنا معالم جمالية وتعبيرية لم يلحظنها في السابق، فهن يرون فيه وجها ثقافيا وجماليا بعيداً عن وجهه الابتذالي كالإثارة والإغراء.