ضمن أحد شوارع حي "جورة الشياح" العريق تنتصب مكتبة "دار الثقافة" كعلم من أعلام الثقافة الأدبية، حيث خصصت جل اهتمامها لاحتضان أمهات الكتب، وكافة دواوين الشعر من "امرئ القيس" إلى "نزار قباني"، لتشكل مرجعاً ثقافياً لكل مهتم من طالب الجامعة إلى الباحث الأدبي.

للتعرف أكثر على هذه المكتبة تحدث صاحبها السيد "عبد اللطيف طليمات" لموقع eHoms: «بدأت بتأسيس هذه المكتبة في عام /1971/ وكانت وقتها تتفرد بالاهتمام بمجلات وكتب الأطفال، فكنا نعيرها للأطفال بأسعار رمزية، وساعدنا في ذلك وجود عدد من المدارس حولنا، ثم طوّرنا المكتبة وكان ذلك في العام /1975/ حيث تحولت إلى مكتبة أدبية بحتة، وكان الهدف منها تأمين كافة ما يحتاجه الطلاب من كتب ومراجع أدبية، فاستقدمنا جميع دواوين الشعر للعصر الجاهلي، والعباسي، والأموي والأدب الأندلسي، إضافةً إلى كل ما يتعلق بالشؤون الأدبية من مراجع وقواميس».

كنت آخذ هذه المصادر من أساتذة الجامعة، أذهب إلى الجامعة، وألتقي عميد كلية الآداب ليزودني بأسماء الكتب، حتى غدت مكتبتي مرجعاً يزوّد مكتبة كلية الآداب، ومكتبة المركز الثقافي بمجموعة من الكتب الأدبية والقصصية

وعن مصادر هذه الكتب يقول السيد "طليمات": «كنت آخذ هذه المصادر من أساتذة الجامعة، أذهب إلى الجامعة، وألتقي عميد كلية الآداب ليزودني بأسماء الكتب، حتى غدت مكتبتي مرجعاً يزوّد مكتبة كلية الآداب، ومكتبة المركز الثقافي بمجموعة من الكتب الأدبية والقصصية».

جانب من المكتبة

أما عن الكتب التي تحويها المكتبة فيضيف "طليمات": «معظم الكتب التي توجد في المكتبة هي متخصصة في الأدب والشعر مثل: "خزانة الأدب" للبغدادي، و"لسان العرب"، و"مجمع البيان للطبرسي"، و"الكامل في التاريخ"، و"تاريخ الطبري"، و"شرح نهج البلاغة"، و"كتاب سيبويه"، و"المخصص لابن سيده"، و"العقد الفريد"، و"قصة الحضارة"، والكثير من الكتب التي لا يسعنا ذكرها، إضافة إلى معاجم لدراسة الأدب الإنكليزي والأدب الفرنسي».

وعن تأمين هذه الكتب، ومصادر طباعتها يقول "طليمات": «إذا طُلب منّي كتاب- مهما ندر وجوده- أسعى لتأمينه من خلال المصادر التي أتعامل معها، ومعظم الكتب الأدبية هي من إنتاج "دار المعارف" في "القاهرة" و"دار العلم للملايين" و"دار مكتبة لبنان" و"دار صادر"، والمركز الثقافي العربي في "الدار البيضاء" حيث إن أمهات الكتب تأتي من دور النشر التي ذكرتها».

"عبد اللطيف طليمات" صاحب المكتبة

وحول الحركة الثقافية الحالية التي يراها من خلال زوار مكتبته ومتابعاته في هذا المجال يبين "طليمات" بأن: «هناك تراجع كبير في نسبة القرّاء، ولعل من أبرز الأسباب ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بنسبة دخل القارئ، أضف إلى ذلك غلاء المعيشة التي أسهمت بتراجع عدد المهتمين بقراءة الكتب، وهناك جانب آخر لا يقل أهمية وهو اتجاه الشباب إلى مغريات العصر والتطور التكنولوجي الرقمي الذي أسهم بشكل واضح في انخفاض مستوى الاهتمام بالكتب إلى الحد الأدنى».

الجدير ذكره أن صاحب مكتبة "دار الثقافة" السيد "عبد اللطيف طليمات" من مواليد /1928/ عمل سابقاً كخياط للسيدات، ثم أنشأ مكتبته وتفرغ لها على الرغم من عدم حصوله على شهادة دراسية، إلا أن اهتمامه الكبير بالقراءة والتنقيب بين طيات الكتب جعله يملك مخزوناً فكرياً كبيراً يتجلى أمامك بمجرد الحديث معه.

كتب أدبية متنوعة