يمثل موسم حصاد القمح في المناطق الجبلية من ريف "تلكلخ" موروثاً اجتماعياً وتراثياً عريقاً. ورغم صعوبة العمل يعبر سكان هذه المناطق بشكل أساسي عن مظاهر فرحتهم في موسم الحصاد، الذي يعني نجاحه استمرار دورة الحياة لموسم آخر، وأن الجهود التي استمرت قبل وأثناء وبعد موسم الأمطار لم تذهب سدىً.

وللوقوف على واقع موسم الحصاد في هذه المنطقة موقع eHoms زار قرية "جبق" إحدى القرى الجبلية في المنطقة والتقى المزارع "حسن العلي" الذي حدثنا عن الحصاد في هذه المنطقة وظروفه بالقول: «لقد فرضت طبيعة المنطقة الجبلية ووعورتها في بعض المناطق استمرار الفلاحين في استخدام الآلات اليدوية في عملية جني المحصول كالمنجل ونقله في بعض المناطق على الحيوانات».

لقد فرضت طبيعة المنطقة الجبلية ووعورتها في بعض المناطق استمرار الفلاحين في استخدام الآلات اليدوية في عملية جني المحصول كالمنجل ونقله في بعض المناطق على الحيوانات

وأضاف قائلاً: «ننطلق إلى الحصاد من القرية في الصباح الباكر بمجموعات عائلية يميزها التعاون والإصرار على إنجاز العمل وقد نستمر لعدة أيام بالحصاد وعند الانتهاء منه نقوم بجمع السنابل المحصودة بمكان واحد لننقلها إلى المكان الذي ستفصل به الحبوب عن القش».

المزارع حسن العلي

كما التقينا المزارع "حسين الطاهر" الذي حدثنا عن ظروف إدخال آلة الحصاد في هذه المنطقة بالقول: «على الرغم من القيام بعمليات استصلاح الأراضي لبعض المناطق الوعرة التي لا تسمح بوصول آلات الاستصلاح إليها فبقيت على حالها ضيقة وصعبة العمل حث يقوم المزارعين بالحصاد اليدوي ومن ثم جمع المحصول ونقله إلى أقرب منطقة تصل الجرارت إليها لنقلها إلى المكان الذي يتم فيه درس المحصول للحصول على الحبوب وهذا ما يزيد من عناء الفلاحين بينما في المناطق السهلية في المحافظة تعتبر عملية الحصاد سهلة مقارنة مع منطقتنا، فطبيعة أرضهم السهلية تسمح لهم استخدام الحصادات التي تقوم بالحصاد وبفرز الحبوب عن القش بنفس الوقت».

وتابع" الطاهر" بالقول: «بالنسبة لبعض الأراضي التي استصلحت في منطقتنا الجبلية فلا نستطيع استخدام الحصادات الكبيرة والتي توفر الكثير من الجهد والوقت فنلجئ لاستخدام الحصادات الصغيرة التي يمكن استخدامها في بعض المناطق والتي تساعدنا قليلا في حصاد الموسم، وفي الأراضي التي لا نستطيع استخدام الآلات فيها نقوم بالحصاد يدوياً حيث يلجئ صاحب الموسم إلى استخدام بعض العاملات بالأجر لتقوم بالحصاد وفي هذا الموسم وبسبب نجاحه الكبير زاد الطلب على العاملات».

المزارع حسين الطاهر