من الصناعات القديمة في قرى "جسر الشغور" نظراً لانتشار الغطاء النباتي الكثيف في الجبل الغربي للمدينة، وتتنوع مصادر الأخشاب التي تستخدم في صناعة الفحم من أشجار الليمون والسنديان والجوز والزيتون، وقد أصبحت هذه الصناعة ذات أهمية سياحية بالغة لتزايد الطلب على الفحم الخشبي في المطاعم واستخدامه في الرحلات.

موقع eIdleb التقى السيد "عبد الرزاق ديكو" أحد العاملين بصناعة الفحم الخشبي ليتحدث عن هذه الصناعة قائلاً: «عُرف الفحم الخشبي منذ القديم، نتيجة احتراق الغابات، ولا يمكن تحديد الفترة الزمنية التي بدأت بها الصناعة في "جسر الشغور"، لكنها الصناعة الأولى من حيث أعداد العاملين، وتتعدد مراحل الصناعة فتكون المرحلة الأولى هي إنشاء "المشحرة" وبنائها بشكل قبة وذلك بوضع الأغصان الكبيرة في الداخل ووضع الأغصان الصغيرة على محيطها، بعد ذلك تثبّت حوافها بالحجارة وتردم بطبقة ترابية ثم يتم إدخال الشعلة من الأعلى وتترك حتى نهاية عملية التفحيم».

يتم وضع الفحم بعد إخراجه بأكياس نايلون ويختلف تصنيفه باختلاف حجم الخشب ويتم وضعه في أماكن خاصة ويأتي تجار الفحم من مختلف المناطق في سورية لشراء الفحم، ويختلف السعر تبعاً لنوع الأخشاب ففحم السنديان والليمون هما أجود أنواع الفحم وكثيرة الطلب لأصحاب المطاعم والأماكن السياحية

وعن دور الطبقة الترابية ونهاية عملية التفحيم أضاف قائلاً: «إن الطبقة الترابية تلعب دور العازل لإتمام عملية الاشتعال من أعلى إلى أسفل "المشحرة" ويعد التراب أهم العوامل في تحديد زمن خروج الفحم فالتراب الجاف يحتاج لمدة أطول من التراب الرطب ولذلك لا تأخذ العملية سوى أسبوع في الشتاء وتستمر ضعف المدة في الصيف، ونقوم بشكل مستمر بفحص الفحم لمعرفة الزمن المتبقي لإخراج الفحم».

المشحرة قبل عملية التفحيم

كما تحدث الشاب "محمد عبد الغفور" أحد العاملين عن صعوبات المهنة قائلاً: «يحتاج الخشب أثناء احتراقه إلى مراقبة دائمة كما أن العمل مضني خاصةً في فصل الصيف بسبب التعامل مع النار في الطقس الحار وقد يتعرض العامل لكثيرٍ من الحروق، كما أن تقطيع الأخشاب وبناء "المشحرة" من الأمور التي تحتاج إلى خبرة ولا يستطيع أي فردٍ أن يقوم بها، لكن المهنة هي مصدر القوت الوحيد لدينا وتحقق عائداً جيداً للعاملين».

وعن تصريف الإنتاج تحدّث السيد "فوزي عبد الجبار" مالك مفحمة الخشب قائلاً: «يتم وضع الفحم بعد إخراجه بأكياس نايلون ويختلف تصنيفه باختلاف حجم الخشب ويتم وضعه في أماكن خاصة ويأتي تجار الفحم من مختلف المناطق في سورية لشراء الفحم، ويختلف السعر تبعاً لنوع الأخشاب ففحم السنديان والليمون هما أجود أنواع الفحم وكثيرة الطلب لأصحاب المطاعم والأماكن السياحية».

الخشب يتحول إلى فحم

يشار أن عملية التفحيم هي طريقة تقليدية قديمة ولم تستطع الأبحاث معرفة درجة حرارة الخشب أثناء احتراقه وتحويله إلى الفحم بشكله النهائي.

مراحل صناعة الفحم