«أصيلة في صنعتها، عريقة في حرفتها، قديمة قدم الآباء والأجداد، إنها صناعة الآلات الموسيقية العربية الأصيلة»، بهذه الكلمات وصف السيد "عبد المعين سجان" حرفته في صناعة الآلات الموسيقية التي يشتهر بها، والسيد "عبد المعين" الملقب بـ "أبي معروف" هو أحد صناع الآلات الموسيقية الشرقية المتبقين في احترافها بشكل تقليدي، معتمداً في صناعتها على الجهد اليدوي وبعض الأدوات البسيطة.

وتعتبر ورشته الوحيدة في "معرة النعمان" حيث وصلت البضاعة التي ينتجها إلى أسواق "دمشق" و"حلب"، وعن صناعة الآلات الموسيقية بشكل عام تحدث "أبو معروف" قائلاً: «يوجد في بلدنا عدد لا بأس به من المُصنعين للآلات الموسيقية، لكنهم يُصنفون ضمن درجات ومراتب، ومنهم الضعيف ومنهم الجيد أو الممتاز، ولكل صانع شكل وقالب يتبعه في الصناعة ويتميز به عن صانع ٍ آخر، فيُعرف صانع آلة "العود" مثلاً من خلال مظهر "العود" الخارجي ويُقال هذا "العود" صنع فلان أو فلان دون النظر إلى ماركة الإسم المسجل في الآلة، ويظهر الإختلاف في حجم "العود" وشكل أجزاءه مع القالب الذي يتميز به».

يوجد في بلدنا عدد لا بأس به من المُصنعين للآلات الموسيقية، لكنهم يُصنفون ضمن درجات ومراتب، ومنهم الضعيف ومنهم الجيد أو الممتاز، ولكل صانع شكل وقالب يتبعه في الصناعة ويتميز به عن صانع ٍ آخر، فيُعرف صانع آلة "العود" مثلاً من خلال مظهر "العود" الخارجي ويُقال هذا "العود" صنع فلان أو فلان دون النظر إلى ماركة الإسم المسجل في الآلة، ويظهر الإختلاف في حجم "العود" وشكل أجزاءه مع القالب الذي يتميز به

كيف بدأ "أبو معروف" مهنته، وما هي القواعد التي اتبعها لإنجاح صناعة الآلات الموسيقية، عن ذلك كله أضاف: «يجب إحضار الجودة والتقنية الحرفية في الصناعة لدى ممتهن هذه الصنعة أي الاحتراف، وعليه تذوق الفن ثم العمل على أوتاره، ويجب انتقاء مواد الصناعة الجيدة، ويختلف ذلك حسب نوعية وجودة الأخشاب المستخدمة في الصناعة، كما أن شكل الآلة ومظهرها يحكم على دقة الصناعة واحترافها إضافة ً إلى نوعية الصوت الذي تمتاز به الآلة، ويعود سبب تعلقي بالمهنة واحترافي لها إلى حبي لآلة "العود" والعزف عليه منذ الصغر، حيث برع والدي في العزف عليه وقبله جدي في العزف على آلة "الناي"، وزاولت هذه المهنة من سن الطفولة، وتمكنت ببراعتي من الحصول على شهادة ريادة على مستوى القطر في مجال صناعة الآلات الموسيقية، وعدة أوسمة وشهادات خبرة في هذه الصناعة، واستطعت خلال سنوات أن أصل إلى مرتبة ومكانة عالية وشهرة كبيرة، لأن الإرادة وحب الهدف هما اللذان دفعاني إلى تحقيق مبتغاي».

ورشة العمل

يركز "أبو معروف" في صناعته بشكل أساسي على آلة "العود" الموسيقية الشرقية إلى جانب عدد من الآلات وهي "القانون" و "الناي" و "الكمان"، وعن "العود" وصناعته تحدث قائلاً: «للعود أجزاء مختلفة منها "القصعة" وهي جسم "العود" وتحوي بداخلها الصوت، و"صدر العود" الذي يخرج الصوت من خلاله، و"الزند" وهي الذراع الطويلة التي تُحدد عليها العلامات الموسيقية بالأصابع، وهناك "البنجق" الذي تٌلف عليه مفاتيح "العود" ويتم دوزان "العود" بإدارة هذه المفاتيح، وأخيراً "الفرس" ويقع على صدر "العود" حيث تربط الأوتار به إلى "الزند"، ونستخدم في هذه الصناعة أخشاب من النوع المرن ومنها ما هو ثمين مثل "الأبنوس"، وخشب "السيسم" البني الغامق، وخشب "الورد" الأحمر الأرجواني المُطعم بالصدف البحري، ونستعمل أيضاً خشب "الجوز" وأخشاب "الزعرور" و"الأرز"، كما أننا نصنع الأوتار ونسوقها وتتألف من خيوط الحرير والنحاس، وفي عصرنا هذا دخلت الآلات الموسيقية الكهربائية عالم الغناء وأقصت العود التقليدي نوعاً ما، لكننا استطعنا تحدي هذه الآلات و صناعة "عود" كهربائي بدل "العود" الكلاسيكي القديم، وتم تصميم "فرس" كهربائي له بدل "الفرس" العادي، وثُبت عليه مضخم مع دارة "إلكوليزر" للتحكم بنوعية الصوت وقوته حتى يتناسب صوت "العود" مع أصوات الآلات الأخرى المرتفعة».

يعمل السيد "عبد المعين سجان" في بيت صناعة الموسيقى الخاص به إلى جانب أحد أقربائه وهو الشاب "عبد الرحمن غفرجي" الذي يعزف منذ زمن طويل على آلة "الكمان" التي تضاف إلى مجموع الآلات المُصنعة لديهم، ويُعتبر عازف العود العراقي الشهير "منير البشير" أحد أهم الشخصيات التي شرف بيت الموسيقى بحضوره واقتناءه عود موسيقى من أعواده.

السيد عبد المعين يعزف في منزله
عازف الكمان عبد الرحمن غفرجي