بعد بداية تقليدية ومشوار مع الرسم الكلاسيكي دام نحو ربع قرن كانت نقطة التحول في مسيرة الفنان التشكيلي "رائف راغب" ابن مدينة "أرمناز" الواقعة إلى شمال غرب مدينة "إدلب" بنحو 30 كيلومتراً والمولود فيها عام 1967 من خلال التحول إلى نوع جديد هو الرسم على "الفخار" و"الزجاج"، ومع هذه التجربة المختلفة والتي لها ما يميزها من غيرها كانت الانطلاقة الواثقة لهذا الفنان التشكيلي المغمور والتي يرى فيها تجربة تفتح له أفقاً جديدة للإبداع والتميز والعطاء وابتكار ما هو جديد.

وعن البدايات الفنية والخطوات الأولى له على هذا الطريق تحدث الفنان "راغب" لموقع eidleb بالقول: «منذ سنوات الدراسة أحببت الرسم وكان من هواياتي المفضلة وبعد إنهاء دراستي في المعهد المتوسط للكهرباء كان لا بد من التوجه نحو صقل موهبتي الفنية حيث قررت الانتساب إلى مركز الفنون التشكيلية في "إدلب" ودرست فيه لمدة ستة أشهر على مدى سنتين تلقيت خلالها مبادئ أساسية في الرسم وكيفية التعامل مع الألوان وإخراج اللوحة الفنية بالشكل الفني المطلوب ومن ثم كانت انطلاقتي العملية برسم لوحات فنية اعتمدت فيها على الأسلوب الكلاسيكي في الرسم من خلال التركيز على مواضيع الطبيعة ومكامن الجمال فيها حيث كانت معظم أعمالي تدور حول الطبيعة وما تزخر به من مشاهد ساحرة إضافة إلى رسم لوحات بالخط العربي».

تجربة الفنان "رائف" تجربة تستحق الاهتمام لما فيها من إبداع ولمسات فنية وهي تجربة قابلة للاغناء إذا ما استطاع توظيف كل ما لديه في هذا النوع من الفن

أما بالنسبة إلى أولى مشاركاته ومعارضه الفنية فيقول: «مشاركتي في المعارض كانت بسيطة ومتواضعة وبلوحات معدودة وعلى مستوى ضيق ومحدود بسبب عدم تفرغي لذلك حتى جاءت الفرصة لذلك وكان أول معرض لي في المركز الثقافي في "أرمناز" في العام 2010 والذي شكل انطلاقة هامة بالنسبة لي وشاركت فيه مع مجموعة من الفنانين من محافظة "إدلب" من خريجي مركز الفنون التشكيلية وقدمت خلاله مجموعة من أعمالي تضمنت لوحات لمناظر طبيعية ولوحات خط وبعض النماذج للرسم على الفخار والزجاج وهو النوع الذي فضلت التركيز عليه في السنوات الأخيرة».

الرسم على الفخار

وعن هذه التجربة وسبب اختياره لهذا النوع من الرسم قال "راغب": «السبب الرئيس لاختياري لهذا الأسلوب كان شهرة "أرمناز" التاريخية بصناعة الفخار والزجاج ولكونها مهد هذه الصناعة التي بدأت تتطور بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بفضل اهتمام العاملين فيها وابتكارهم لنماذج وأنواع جديدة تناسب تطور العصر ومتطلباته وتلبي أذواق الناس حيث لجأت إلى احتراف هذا النوع مع إدخال بعض الخطوط والكتابات ليصبح معها فناً يمزج بين الزخرفة والخط العربي وخاصة خط "الديواني" وخط "الثلث" اللذين يساعدان في صنع لوحة فنية وأحيانا أخرى كنت أقوم بتنفيذ رسومات فقط دون كتابات».

وحول كيفية التعامل مع الفخار وطريقة الرسم عليه قال: «في البداية نأتي بآنية الفخار المطلوبة وحسب الشكل المرغوب به ثم نقوم بتنعيم سطحها لكونه خشناً ويتم ذلك من خلال القيام بعملية "المعجنة" ومن ثم حفها يدوياً ليصبح سطحها ناعماً يسهل التعامل معه ويكون مظهره أفضل ومن ثم تأتي المرحلة اللاحقة وهي عملية "البخ" وهي بخ الآنية بنوع من الدهان وغالباً ما يتم اختيار اللون الأسود أو الأخضر لذلك وهي الأرضية التي سيتم الرسم عليها لاحقاً، وبعد ذلك تأتي مرحلة التأسيس وتتضمن رسم الأشكال المطلوبة بالقلم الرصاص ومن ثم بالريشة والألوان المحددة ومن ثم يتم طلاء الآنية بالكامل بطبقة من "اللكر" وهي طبقة تحفظ الألوان من تأثير العوامل الجوية وتجعلها أكثر مقاومة لها وتعطي الآنية الفخارية الملونة منظراً أفضل».

من أعماله ولوحاته الفنية

وعن رأيها بتجربة الفنان "رائف راغب" قالت "أماني شقيفي": «تجربة الفنان "رائف" تجربة تستحق الاهتمام لما فيها من إبداع ولمسات فنية وهي تجربة قابلة للاغناء إذا ما استطاع توظيف كل ما لديه في هذا النوع من الفن».

كما عبرت "عفراء كيالي" عن رأيها بهذه التجربة بالقول: «بالتأكيد هي تجربة جديدة ومختلفة وأن ما يميز هذه التجربة هي عملية المزج بين الأشكال والخطوط لإخراج لوحة فنية تحول سطح الفخار القاتم إلى لوحة بمنظر جمالي».

لوحات خط