انتعشت محافظة "إدلب" في الفترة الماضية بهطولات مطرية متفاوتة الغزارة، أفرحت المزارعين الذين كانوا يأملون بهطول المطر في شهر "نيسان"، لما له من أهمية كبيرة على المزروعات، وقد سجلت في محافظة "إدلب" بحسب نشرة مشروع الاستمطار الصادرة عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي نسب الهطول كما يلي: "أرمناز" 29 ملم و"كفر تخاريم" 22 ملم و"الدانا" 18 ملم و"حارم" 16,5 ملم و"سلقين" 16 ملم و"معرتمصرين" 6 ملم، و"دركوش" 4,5 ملم، وفي "ابداما واحسم" 4 ملم، و"محمبل" 3,5 ملم، وفي كل من "أريحا- كفر نبل- المعرة- وسرمين" 2 ملم وفي "إيبلا وخان شيخون وسراقب" 1,5 ملم.
المزارع "عبد الله الحسين" من منطقة "معرة النعمان" عبر عن فرحه بهذه الأمطار الخيرة بقوله لموقع eSyria:
لديّ حقل مزروع بالعدس مساحته عشرة دونمات، والعدس كما نعرف هو الآن في طور الإزهار، وتعلمنا مما مر علينا بأن هطول المطر في شهر نيسان يزيد من جودة المحصول وكميته، لذلك نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أكرمنا بهذه الأمطار
«لديّ حقل مزروع بالعدس مساحته عشرة دونمات، والعدس كما نعرف هو الآن في طور الإزهار، وتعلمنا مما مر علينا بأن هطول المطر في شهر نيسان يزيد من جودة المحصول وكميته، لذلك نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أكرمنا بهذه الأمطار».
إن هطول المطر في هذا الشهر ليس غريباً، فقد اعتاد عليه الناس حتى دخلت أمطاره في المثل الشعبي، الحاج "خالد الزهران" من قرية "بابيلا" قرب مدينة "معرة النعمان"، حدّثنا عن الأمثال الشعبية التي تناولت أمطار "نيسان" حيث يقول: «هناك أمثال شعبية كثيرة تحدّثت عن أهمية مطر "نيسان" للزراعة ومنها قولهم: "نيسان بلا شتي متل العروس بلا حلي"، و"مطر نيسان خير وصحة للإنسان"، و"مطرة نيسان بتحيي السكة والفدان"، و"مطرة نيسان بتحيي كل إنسان"، و"بنيسان بتشتي عشية بتمشي الصبح محفية"، دليل على أن الأرض تستقبل المطر برغبة كبيرة، بحيث لا يبقى على سطح التربة ولا قطرة ماء تسبب الوحل».
ويضيف الحاج "خالد" في حديثه لموقع eSyria: «ومن الأمثال التي تحدّثت عن مطر "نيسان" قولهم: "شتوة الخميس بتخلي الخير دويس"، والمقصود بالخميس شهر "نيسان"، وكلمة "دويس" محلية شائعة تعني الكثير، وقيل عن أهمية المطر: "النقطة بنيسان بتساوي كل سيل سال"، و"المطر في نيسان ذهب في الكيزان"، و"كيزان" جمع "كوز" وهي كلمة محلية قديمة تعني الجرة، وقيل "شتوة نيسان بتساوي السكة والفدان وبتساوي قصر السلطان والقرقة والصيصان"، أي أنّ قيمتها كبيرة جداً، والمقصود بـ"القرقة" هنا أي الدجاجة التي يتبعها صيصانها، ومن الأمثال أيضاً قولهم "كانون فحلها ونيسان محلها"، أي إذا لم تمطر في شهر "نيسان" فإن السنة ستكون مَحلاً حتى لو كان مطر شهر كانون غزيراً، وليس فقط هطول المطر محتمل في شهر "نيسان" بل أيضاً الثلج حيث قيل "لا تتعجبوا التلج بنيسان ياما جرفناه عن الكدسان" والمقصود بـ"الكدسان" أي أكوام المحاصيل بعد حصادها».
وعن الأهمية الكبيرة لأمطار هذا الشهر على المحاصيل الزراعية، يحدّثنا المهندس الزراعي "جمعة المصطفى" رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة "إدلب" حيث يقول: «تعتبر المزروعات بشكل عام سواء الحقلية أو الأشجار المثمرة في شهر نيسان بحاجة ماسة للمطر، وخاصة عندما يكون هناك انقطاع للمطر في أواخر شهر "آذار"، وذلك لتأمين السقاية اللازمة والضرورية لهذه المزروعات في هذه الفترة المهمة من حياة النبات، فبالنسبة لمحاصيل القمح والشعير والتي تكون في طور الإثمار، فإن المطر في هذا الشهر يعمل على زيادة امتلاء الحبة واكتمال عملية النضج والنمو، وبالنسبة للمحاصيل الأخرى والتي تكون في طور الإزهار كالعدس فإن هذه الأمطار تساعد على اكتمال عملية الإزهار بشكل صحيح وصحي، وحتى ولو هطل مطر غزير في آذار فإن المطر في نيسان يبقى مهماً وضرورياً، والسنوات التي ينحبس فيها مطر نيسان حتى ولو كان مطر آذارها غزيراً، يكون موسمها أقل من السنوات التي تشهد هطولات مطرية في نيسان، فهذا الشهر هو وقت حساس جداً للمزورعات لكونه وقت الإزهار وامتلاء الحبة، كما أنه وقت إزهار أشجار الزيتون التي تحتاج عند إزهارها للرطوبة وهذا ما تؤمنه أمطار نيسان ما يؤدي إلى إتمام وإنجاح إزهار الزيتون، كذلك نذكر بأن الأمطار التي تهطل في شهر نيسان تخفض من درجات الحرارة وهو جو مثالي جداً لإخصاب وإزهار شجر الزيتون».