كيف كان يعيش الإنسان الساحلي قديماً سكنه، غذاءه، أفراحه، وما تركه من موروث رائع يستحق أن نطلع عليه، ونتعلم من أصحابه حبهم للحياة وقهرهم للظروف القاسية التي عاشوها فنحتوا من الصخر حجارة لبيوتهم ومن الأراضي الجرداء حقولاً خضراء يانعة بالحياة، للتعرف على طريق حياة من ملك الإرادة وعامل الطبيعة والحياة بصدق

تابع موقع elatakia محاضرة الأستاذ الباحث نبيل سعيد التي قدمها في المركز الثقافي في بلدة الحفة تحت عنوان (التراث الشعبي في الساحل السوري) فتحدث الأستاذ سعيد عن السكن الواسع للإنسان الريفي الذي كان يبنى من الخشب والشوك والطين ونوع آخر من البيوت كانت تبنى جدرانها من طبقات متعددة لعزل البرد والحرارة وارتفاع هذه الجدران يكون قليل كي لا تتهدم بسهولة، وبدل النوافذ يتم إنشاء طاقات صغيرة فوق الباب لتغدوا فيما بعد أعشاشاً للحمام. أما الأبواب فكانت جهتها للغرب لدخول الشمس، ثم تطرق الأستاذ سعيد إلى العرس الساحلي حيث يذهب أهل العريس لطلب يد الفتاة ليس من أهلها بل من وجهاء القرية (الأغا أو المختار) ليكونا محضر خير فيما بعد وكان المهر أرض أو بقرة أو مال ويسمى بنزلة العروس حيث كانت تخرج من بيت أهلها على ظهر حصان ولا تدخل بيت العريس إلا بعد الإتفاق على النزلة أي المهر والعرس يقام غالباً على البيدر فتعقد حلقات الدبكة في مكان العرس (المرسح) وكانت تحنى العروس خاصة يداها وقدماها ويحنى أصبع العريس في يده اليمنى، ثم يجول أحدهم بطبق من القش تفوح منه رائحة البخور على الحاضرين لوضع الفرنكات لمساعدة المتزوجين في حياتهم الجديدة، وقبل دخول العروس إلى بيتها كانت تعطى قرص عجين لتلصقه على الباب أملة بحياة سعيدة وهانئة مع زوجها.

الأستاذ سعيد أكد في نهاية محاضرته على أهمية توثيق مراحل الحياة التي عاشها الإنسان الريفي بظروفها المختلفة آملاً تنشيط جهة أو لجنة ما هدفها حماية الموروث الريفي لتتعرف عليه الأجيال القادمة.

منزل قديم

من الحضور التقينا الدكتور حبيب منصورة الذي قال: استمتعت بالمحاضرة كثيراً وتعرفت على أشياء جديدة لعصر بتنا نفتقد للكثير من عناصره وبرأيي ليس الهدف حماية الموروث الشعبي فقط بل الإهتمام بإعادة الكثير من مفرداته الجميلة التي تنطبق لما تملكه من دفئ على كل مجتمع وبأي زمن والدليل على ما أقوله هو محبة أي شخص منا الجلوس مع المسنين وسماع قصصهم وحكايتهم عن الرجولة والإخلاص والمحبة.

أما السيد غازي ديب فقال: في كثير من مراحل المحاضرة كانت ذاكرتي تعود إلى أيام طفولتي فأنا عاصرت تماماً تلك المرحلة ولعشقي لها أحتفظ بالكثير من الأدوات القديمة كمكواة الفحم–المنجل-جاروشة قمح وأتمنى كما أشار الأستاذ نبيل إلى الإهتمام بالتراث كإقامة متاحف صغيرة في البلدات أو حتى القرى الكبيرة تضم بداخلها أدوات قديمة لتبقى شاهداً على تلك الأيام الجميلة وبنفس الوقت فسح المجال أمام الجيل الجديد للتعرف عليها وبما كانت تستخدم وهذا سيدفعهم أكثر إلى التعرف على التراث الذي ما زال بعضه موجود في منطقتنا حتى الآن .

حنة العروس