دخل أروقة كواليس المسرح يرحب ويشكر من رآه ومن دلل خطاه المسكينة التي تعثرت بأوراق متناثرة وطاولة مهجورة ومرايا ومرسم مكسور، هذا حال الممثل المسرحي "تمام العواني" الذي قاد عرض المهرجان المسرحي الأول من عمله المونودرامي "كواليس".
مشكلات المسرحي الرجل الذي يراها ويصارعها في كل يوم من أيام حياته الاعتيادية، من خلال ارتقاء وتقدم كل من حوله من صغار الصنعة وممثلي الظل السريع والانتقال إلى أضواء الكاميرات وشاشات التلفزة ومضامير التصوير، وبقاء المسرحي متشبث بخشبة قديمة يلاحقها حنينه العظيم كي لا تهرب من أنفه رائحة عفنها لما فيها من قداسة في خياله وجسده.
الشخصية تعاني وتمر بالكثير من المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على نفسيته وبالتالي تناوب وتكرار الشخصيات التي مرت على مخيلة بطلنا هي من مصلحة العمل حيث إنها جميعها تتقاطع مع صلب العمل وهو التكريم الذي قدم إليه بطل العمل وممثله
العمل المونودرامي "كواليس" التابع لنقابة فناني "حمص" والمشارك بالدورة الأولى للمهرجان المسرحي الذي تقيمه نقابة فناني
"اللاذقية"، يقول عنه ممثله وبطله الفنان "تمام العواني" خلال لقائه موقع elatakia يوم الجمعة الموافق لـ7/11/2008: «قدمت اليوم خلال عملي دعوة هامة وضرورية إلى الناس والفنانين للعودة إلى المسرح من أجل خلق حالة مسرحية متكاملة تكون بالمسرح كحالة ظاهرية إنسانية لأن المسرح هو أصل الحضارة والثقافة ويعطي أرضية اللقاء بين المتلقي كمشاهد مع الخشبة ومن عليها من تفاعلات نفسية متكاملة يمنحها الممثل لجمهوره الجالس والمرتبط داخلياً مع من يهديه من على الخشبة»، وحول الشخصيات وردت على لسانه حين العمل قال "العواني": «جميع الشخصيات كانت من استحضار ذاتي منبعه الخيال حيث إن العمل يدور حول ممثل مسرحي يعمل بالمسرح منذ 30 عاماً يدعى للتكريم ولكن يسبق التكريم دور معين سيقدمه فيأتي إلى غرفة الماكياج من أجل أن يحفظ دوره وهناك يفاجأ بالأوراق المتناثرة والطاولة المهجورة والمرايا المتكسرة وغيرها، وحين ذلك يدعو كل من يعرفه إلى الحضور ولكن الكل يقابلوه بالاعتذار وحتى أقرب أصدقائه تأخر لظروف غير معروفة، ولكن ما يفاجئه أكثر هو أنه سيكرم مع شخص يعمل بالتلفزيون وأنه سيقارن به وهو اسم لم يصعد مرة على خشبة المسرح، وهنا نرى مدى عناية المنظمين بحضوره بينما يقف هو المسكين ينتظر قدوم أحد إليه من أجل أن يقاسمه فرح تكريمه، وفي نهاية العمل يرفض الممثل الصغير وجود بطلنا إلى جانبه بالتكريم وهو صاحب الثلاثين عاماً من العمل المسرحي الطويل والمتعب، وفي نهاية المطاف يلغى تكريم المسرحي الكبير ويستبدل بالرواد وصغار الصنعة اليافعين وبهذا تهدر الانجازات والأعمال والخشبة الفضية».
مخرج العمل الأستاذ "ضيف الله مراد" قال متحدثاً لموقعنا عن العمل وواقعيته: «الشخصية تعاني وتمر بالكثير من المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على نفسيته وبالتالي تناوب وتكرار الشخصيات التي مرت على مخيلة بطلنا هي من مصلحة العمل حيث إنها جميعها تتقاطع مع صلب العمل وهو التكريم الذي قدم إليه بطل العمل وممثله».