حقيقة لن تظهر نتائج تأثير فن المونودراما بين متابعي المسرح لأن أغلبهم يعودون إلى الحضور بعد انقطاع النشاط المسرحي لفترة طويلة ولأن هذا الفن بحد ذاته له ظروف خاصة بقيادة خشبة المسرح من قبل ممثل واحد لكن اعتبرها شجاعة كبيرة من قبل البيت العربي للموسيقا بإدارة الأستاذ ياسر دريباتي
مدير المهرجان للقيام بهذا النشاط الذي أعده مغامرة ممتعة وأنا أشكرهم على ذلك، بهذه الكلمات عبر نقيب فناني اللاذقية الفنان حسين عباس عن خصوصية فن المونودراما حيث يحتاج كل من يود العمل فيه إلى وعي ونضج كبيرين لهذه التجربة خاصة بالإعتماد الكلي على حرفية أداء ممثل واحد والنجاح يبدأ من لحظة اختيار النص المناسب، كذلك الإنسجام بين المخرج والممثل لانتقاء كامل مفردات العمل المسرحي بدقة، وبرأيي الأهم هو النص الذي ستدور حوله قضية معينة بمحاولة جذب الجمهور لمدة ثلاثة أرباع الساعة أو أكثر بحيث يتمتع بالعرض وهذا أمر غير سهل على الأطلاق، وعن الجمهور الذي بدأ يعود للمسرح في المحافظة قال عباس: "من الضروري جداً متابعة إقامة المهرجانات بالشكل الذي نراه في هذه الفترة، فحين يطلع الجمهور على برنامج مهرجان يستمر لعدة أيام ومن ثم عروض متفرقة أو مهرجانات أخرى سيخلق نوع من التواصل الدائم مع عشاق المسرح، لكن أنا مع فكرة توزيع المهرجانات التي أقيمت وتقام في المحافظة على مدار العام وليس بشكل متتالي، وذلك لخلق جو مسرحي دائم ومتواصل وحين يوضع الجمهور في هذا الجو لن يغادر المسرح، وبالنهاية هو صاحب القرار بنجاح أوفشل أي عرض وسنعمل على التنسيق في الفترات القادمة، وبالمناسبة فكل محافظة نزورها أو أثناء لقائنا مع الفنانين الجميع يشيد بجمهور اللاذقية الذي يمتلك وعي ونضج في الحضور، وأي فنان يتوق لتقديم أعمال لهذا الجمهور الذواق.
وفي أروقة المهرجان التقينا بالممثل المسرحي سليمان شريبا الذي أكد بأن اختلال أي جزء بتركيبة معادلة النص الممتاز والمخرج والممثل الجيدين ستؤدي إلى فشل أي عرض للمونودراما، لأن جمهورنا لم يتعود بشكل كبير على هذا النوع من الفن الذي يتطلب ممثل حقيقي بكل معنى الكلمة وممثلينا حقيقة مميزين جداً، وأنا متفائل بدورة هذا العام خاصة بوجود عروض من بلدان عربية مما يطلعنا على تجربة الغير، وهذا مؤشر لتطور المهرجان في دورته الرابعة وكل الشكر لبيت الموسيقا العربي لاستمراريته بتقديم هذا النشاط الذي بتنا كممثلين ننتظره كل عام بشوق.
