ينتشر "طائر الكناري" في الساحل السوري وتكثر تربيته بسبب صوته ولونه الجميلين، ولا تخلو مدينة أو بلدة في الساحل من سوق يضم دكاكين متخصصة ببيعه وتسويقه.
وللاطلاع على تربية هذا الطائر وأنواعه كان لمدونة وطن eSyria جولة على بعض الأسواق التي يتواجد بها طلب عليه في كل من مدينتي جبلة والقرداحة.
هناك أقفاص مفردة وثنائية ورباعية وسداسية وكلها ما يحدد حجمها عدد العصافير التي سوف تضم وعدد المآكل التي ستوضع فيها فمنها ثنائية المأكل ومنها رباعية ومنها سداسية وهكذا
السيد "علي عيسى" من مدينة جبلة المهتم بتربية طيور الزينة والتجارة بها منذ أكثر من خمسة عشر عاماً يشرح أهم الأمور التي دعته إلى امتهان تربية هذا الطائر حيث قال: «يتم تفريخ طائر الكنار في البيوت أو المداجن المخصصة لذلك على مدار العام كله فهو من الطيور التي تفرخ كثيراً عدا فترة شهر يستبدل فيها ريشه.
أما بالحديث عن آلية التفريخ فنضع طيرين ذكراً وأنثى كل واحد منهما في قفص مقابل بعضهما لفترة أسبوع قبل فترة التفريخ (نسميها فترة تعارف)، ثم نجمعهما في قفص واحد بعد أن يكون قد تم تجهيز قفص خاص لوضع الأنثى يسمى قفص الإنتاج ويجهز بمواد لصناعة العش الأولية وهي عادة من خيوط القنب المصنعة، حيث تقوم الأنثى ببناء عش ومن ثم تبيض فيه ما بين ثلاث إلى خمس بيضات، وتحتاج إلى أسبوعين حتى تفقس، وتفقس بالتتالي بمعنى أن كل بيضة تأخذ 14 يوماً حتى تفقس، ومن ثم تترك الصغار مع أبويها ليطعماها ويعتنيا بها، وبعد حوالي نصف الشهر يكون قد اكتمل ظهور ريشها، وتكون قادرة على الأكل وحدها بعد شهر من تفريخها فتنقل من ثم الى أقفاص جديدة».
ولطائر الكنار ألوان كثيرة جميلة جعلت هذا الطائر محط أنظار دائماً إضافة طبعاً لصوته والجميل وتغريده المستمر، ويختلف لون هذه الطيور تبعاً لتهجينها، فيتم تزاوج ألوان مختلفة لتعطي ألواناً جديدة فمثلاً ـ والكلام للسيد "علي": «حين نزاوج بين كنار أبيض وكنار أحمر يكون الناتج طائر كنار لونه حبشي (قريب من ألوان عصفور الدوري)، ومن ألوانه الشهيرة والمتداولة حب الرمان والبناني والمارودي والمخملي والكوبرا والأحمر والأتالوكس.... والبلدي هو الأكثر انتشاراً وهو ذو لون أصفر وأبيض مختلط ( بلدي ) وأقلها سعراً، أعلاها سعراً هو المخملي يليه الماوردي والأحمر.
وعن السبب في ارتفاع سعر هذه الألوان تحديداً قال "عيسى": «إن المخملي اللون ذو ألوان جذابة ومميزة وهي السبب الرئيس في ارتفاع سعره، تفريخه قليل، عدا أن هذا اللون نادر في الطيور هنا على الأقل، ويتراوح السعر حالياً مع ضعف حركة السوق بين الخمسة آلاف ليرة إلى الأربعين ألف ليرة حسب اللون وصحة الطائر المبيع والأهم قدرته على التغريد».
وهناك طيور أخرى تربى محلياً أيضاً مثل الحسون وهو طائر محلي يعيش في الساحل السوري وفي إدلب والجولان، وطيور الحب والعاشق والمعشوق وهذه لا يتم اصطيادها فهي ليست من البيئة السورية ولا الساحلية ولكن يتم تربيتها وتفقيسها داخل البيوت أو المداجن المخصصة لهذا الغرض أيضاً وهي تحتاج إلى تدفئة وحضانة متكاملة حتى تفقس مثل الكنار، وسألنا السيد عيسى لماذا تسمى الطيور بهذه الأسماء فأجاب: «إن طائر العاشق والمعشوق وهما ذكر وأنثى لا يعيشان إلا معاً وإذا حدث وفصلنا بينهما فكلاهما يموت بعد عدة أيام على الأكثر، أما طيور الحب فتسمى هكذا لأنها تعيش أزواجاً ويتبادل كل زوج منها القبل بكثرة».
توضع هذه الطيور في أقفاص خاصة مصنوعة من الخشب وأسلاك الحديد أو الألمنيوم المبروم الناعم ذي السماكة القليلة بما يسمح للطائر بالتعرض للضوء وللهواء النقي، وعن أهم أنواع هذه الأقفاص يقول السيد علي: «هناك أقفاص مفردة وثنائية ورباعية وسداسية وكلها ما يحدد حجمها عدد العصافير التي سوف تضم وعدد المآكل التي ستوضع فيها فمنها ثنائية المأكل ومنها رباعية ومنها سداسية وهكذا».
من المعروف أن الطيور كائنات تأكل نوعين رئيسين من الطعام وهما الحبوب وبعض الحشرات والديدان تحديداً، ولكن لطيور الزينة أغذية مخصصة يشرحها السيد "محمد ابراهيم" من موزعي مواد تجارة طيور الزينة في مدينة القرداحة فيقول: «تأكل هذه الطيور الحبوب عادة، حيث نطعم القنبز للحساسين (جمع حسون) والبريقة للكناري والدخن للعواشق وطيور الجنة، وهذه المواد هي حبوب طبيعية بعضها منتج محلياً والبعض الآخر مستورد، وخلال فترة التفريخ نطعمها الجزر والبيض والتفاح فقط إضافة إلى الماء طبعاً وسبب ذلك أن المواد الأخرى تؤثر على لون ريشها إذا كانت تحتوي على أصباغ صناعية».
ويضيف السيد محمد ابراهيم: «كما أنه ينصح بتقديم وجبة من الدود الحي الى الكنار كل أسبوعين، ويجب أن تكون الحبوب المقدمة لها خالية من الأمراض وخاصة السوس والعفن، حيث تتسبب هذه الآفات بمرض هذه الطيور وأحياناً موتها لذلك ننتقي لها المواد الطبيعية ذات الجودة العالية عادة مع العلم أن أسعار مواد الإطعام هذه غالية الثمن، وهذا عامل آخر يضاف إلى ارتفاع سعر هذه الطيور أحياناً».
وعن أهم أمراض هذه الطيور تحدث لنا المهندس الزراعي "ماهر الكردي" من مديرية زراعة اللاذقية فقال: «طيور الكناري هي طيور وصلت إلى سورية خلال القرن الثامن عشر من أميركا اللاتينية بفضل التجارة والهجرة، وهي منتشرة ومرغوب بها في كثير من دول العالم اليوم، ولهذا السبب ورغم مرور عدة أجيال على تكاثرها في سورية إلا أنها تعاني من مشكلة الجفاف لدينا، إضافة إلى ضعف جهازها المناعي تجاه متغيرات الطقس، والأفضل دائماً تربية هذه الطيور في مداجن خاصة تحقق لها شروطاً صحية سليمة مثل الحرارة والرطوبة وما شابه».