طبيعة عمله ساعدته في التعرف على نخبة من نوابغ الخط في الوطن العربي، بدأ هوايته بتقليد كرّاسات كبار الخطاطين، فقضى العديد من السنوات في تعلم مبادئ كتابة الخط العربي وفن احترافه. موقع eLatakia التقى الشاب "وسيم ابراهيم" للتعرف منه على أهم الخطوات التي تدرج فيها ليمتهن فن رسم "الخط العربي" كمهنة، وماهي الصعوبات التي تواجه دارس الخط فقال لنا:

«كتابة الخط العربي من فنون العرب المتميزة وقد ترك الخطاطون العرب عبر العصور تراثاً ضخماً، يشكل في الواقع لوحات فنية رائعة، وللخط العربي أنواع متعددة، ولكل نوع منه قواعده وأشكاله ورسومه وصوره التي يحتاج إتقانها إلى تدريب مديد ومستمر، وتكمن موهبة الخطاط في تفنّنه وإبداعه في كتابة الخط العربي ولكن هذه الموهبة تحتاج إلى أستاذ يرشده ويوجهه أثناء تمرينه ودراسته للحرف، فالخط عبارة عن موازين هندسية بأبعاد مضبوطة وميزان الخط العربي هو (النقطة) وفي موازين الخطوط يحسب بعد الحرف عن الآخر بأبعاد النقطة ».

يؤسفني أن أرى أحداً يضع إعلاناً لتعليم الخط العربي وطريقة كتابة الإعلان سيئة الخط، قد أحتاج ربما لسنة أخرى حتى أصل للمرحلة التي أتمناها، ومن بعدها سأعمل على إنشاء معهد خاص في الخط العربي

أما عن أنواع الخطوط العربية قال "وسيم": «هناك أربعة عشر خطا عربيا، سبعة خطوط منها شائعة الاستخدام (خط الثلث، خط النسخ، الخط الفارسي، الخط الديواني، خط الرقعة، الخط الإجازة والخط الديواني) وأصعب الخطوط تعقيداً هو خط الثلث وأتدرب على هذا الخط منذ سنتين».

وسيم يخطط لنا مدونة وطن

وعن بدايته في تعلم الخط العربي والصعوبات التي واجهها يضيف "وسيم": «عندما كنت أعمل في مجال الدعاية والإعلان اكتشفت أن الخطاط في هذا المجال هو خطاط إعلاني وليس خطاط محترف، وأثناء فترة عملي تعرفت على خطاط كبير كان يحدثني كثيراً عن مبادئ الخط العربي وكيفية كتابته، أحببت هذه المهنة وتتلمذت على يد أستاذ ضليع وتابعنا في التدريب لفترة طويلة، كان يرشدني دوماً إلى النواحي الجمالية عند كل خطاط عظيم من الذين تركوا لنا هذا التراث، تعلمت منه كتابة الخط العربي بالقصبة (وهي عبارة عن قطعة من القصب العادي ذات رأس محدد بقياسات مناسبة للخط العربي) وتوجهت إلى احتراف الخط العربي، فألفت أساليب الخطوط العربية وتدربت عليها حتى أصبحت جزءاً من كياني ووجداني، ونلت حظاً وافراً من إضافات جديدة وخاصة بعد زيارتي لمدارس تحسين الخطوط في "مصر" بحكم سفري على متن إحدى البواخر التي كنت أعمل عليها كفنّي بحري.

سفري المتواصل في البحر أتاح لي فرصة اللقاء بعدد من الخطاطين البارزين كالخطاط "خُضير بور سعيد" من مصر الذي كان عضواً في لجنة التحكيم الدولية للخط العربي والخطاط الليبي "عبد المجيد الشفح" الذي أهداني القصبة التركية التي مازلت أكتب بها حتى اليوم، وتعرفت على "جمعة حماحر" الذي نال الجائزة الأولى بخط النسخ في "تركيا" وعدت بعدها إلى وطني أحمل طموحات عديدة، ثم واصلت المران بلا توقف والأمل يكبر ويكبر».

أما فيما يتعلق بالصعوبات فهي تكمن عند طالب الخط الذي يفتقر إلى انتماء منهجي يسير عليه، ويفتقر أكثر إلى الأستاذ الذي يرشده إلى خطئه فجودة الخط وحسن الأداء متوقفة على تعليم الأستاذ».

أخبرنا "وسيم" عن بعض الخطاطين السوريين المحترفين المعجب بهم كالخطاط "محمد فاروق حداد" و"عدنان الشيخ عثمان" و"جمعة حماحر" و"علي عيسى".

وبخصوص ذكرياته مع تعلم الخط يقول: «أصعب كتابات الخط العربي التي واجهتني هو لفظ الجلالة والحاء الملفوفة والعين، حيث بقيت أربع سنوات أتدرب على كتابة رأس الواو، أما حرف الحاء يحتاج لسنوات تدريب عديدة، والقوة في كتابة الخط العربي عندما يُكتَب حرف عشرة مرات بحيث إذا وضعناه فوق بعضه البعض تنطبق كتابات الحرف من دون زيادة أو نقصان».

وختم "وسيم ابراهيم" حديثه قائلاً: «يؤسفني أن أرى أحداً يضع إعلاناً لتعليم الخط العربي وطريقة كتابة الإعلان سيئة الخط، قد أحتاج ربما لسنة أخرى حتى أصل للمرحلة التي أتمناها، ومن بعدها سأعمل على إنشاء معهد خاص في الخط العربي».