هل تعلم ماهو «النياندرتال»؟

إنه اسم الإنسان الذي تطور فيزولوجياً ليصبح فيما بعد الجد الأول للإنسان الحالي وامتدت مسيرته التاريخية من ألف إلى (35) ألف عام.

وقد بدأت رحلة البحث عن النياندرتال في سورية بنهاية السبعينيات من قبل عالم الآثار السوري الدكتور (سلطان محيسن)، فاستمر البحث لمدة خمسة سنوات متتالية بالاشتراك مع بعثة يابانية حتى تم العثور على هيكل عظمي لفتاة من هذا النوع قدر عمرها بخمس سنوات يعود تاريخها إلى ألف عام في مغارة الدريدية في (عفرين) شمال حلب، بعد أن كان قد عثر على العديد من أدوات «النيادرتال» بأماكن مختلفة في سورية، كما تم التأكد من استخدامه للنار حيث اكتشفت عدة مواقد تعود له، ويوضح الأستاذ «غسان القيم» مدير موقع أوغاريت لـeLatakia: أنه اكتشف أيضاً آثار لهذا الإنسان في الساحل السوري، ووضحت الدراسات بأنه الأقرب إلى الإنسان العاقل بطول قامته، والدماغ الكبير، والذقن البارزة، كما أعتمد في تأمين طعامه على الصيد والإلتقاط وكان متمسكاً بالأماكن التي يقطن بها حيث حولها إلى معسكرات وعمر فيها بيوتاً من الأحجار والعظام والجلود والمواقد التي أكدت بأنه استخدم النار في هذه المعسكرات، والواضح بأن هذا الإنسان هو أول من بدأ بأشكال الفنون البسيطة كالحزوز المنوعة على الأدوات العظمية، واقتنائه لبعض أنواع الصدف البحري والنهري التي استخدمها كحلق أو أطواق، كما وضحت الدراسات بأنه مارس شعائر دينية ومعتقدات روحية خاصة فيما يخص دفن موتاه فهو لم يتركها بالعراء بل دفنها بقبور فردية أو جماعية منتظمة ووضعت فيها الجثث مثنية أو جانبية أو مقلوبة، كما تم طليها بالألوان ووضع معها الأسلحة والأطعمة، ويدل هذا على أن إنسان «النياندرتال» كان عميق المشاعر، فتأثر بالموت واتخذ منه موقفاً محدداً، ويشير الأستاذ «القيم» بأن إكتشاف هذا الإنسان في سورية، وأيضاً في فلسطين يزيد من تأكيد النظرية القائلة بتطوره فيزيولوجياً وحضارياً نحو الإنسان العاقل، صانع الحضارة الإنسانية بمفهومها الشامل كما غير الكثير من النظريات الأوروبية حول تطور المسيرة البشرية.

أدوات إنسان النياندرتال