يعمد الريفيون في قرى "اللاذقية" إلى زراعة اليقطين بأنواعه واستثماره كمصدر رزق خاصة وأنه لا يتطلب من زارعه جهداً في العناية به وتقليمه والاهتمام بثماره وتصنيعها.

اليقطين هو نبات عشبي زاحف يمتد أفقيا على سطح التربة ومنه ما ينمو على شجيرات متسلقة وهو من النباتات التي تتكاثر بالبذور كما يتمتع اليقطين بدورة حياة نباتية قصيرة و لذلك فهو نبات سريع النمو والإزهار والإثمار إذ يمكن جنيه بعد أقل من ثلاثة أشهر بعد زراعته.

إن اليقطين يحتوي على نسب من البروتين والمواد الدهنية والنشوية والألياف والفيتامينات والأحماض الأمينية ومعادن الفوسفور والبوتاسيوم والحديد والزنك والكبريت والمغنيزيوم إلى جانب الماء، بالإضافة إلى أن بذور القرع تحتوي على عناصر الكربوهيدرات والبروتين وفيتامين (ب)، ويقوم اليقطين على علاج العديد من أمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم وذلك بسبب احتوائه على نسبة جيدة من الدهون غير المشبعة التي تساعد على طرح الكوليسترول الفائض من الدم وأخذ ما هو مترسب منه في جميع ألياف وأنسجة الجسم

وثمار اليقطين تأخذ أشكالاً وأحجاماً مختلفة كما تتعدد ألوانها و تتنوع بين الأبيض والأصفر المغبر والأخضر الفاتح والبرتقالي حسب كل نوع و جميعها تتصف بأوراق كبيرة مفصصة ومن اليقطين ما هو مخصص للأكل ومنه ما يزرع للزينة ويستفاد منه بأوجه عدة كما توجد أنواع صيفية منه وأخرى شتوية وجميعها يحتاج إلى كمية كبيرة من الماء لإروائه وهذا ما يوفره له المناخ الساحلي بأمطاره الوفيرة وتربته الخصبة.

القرع وفوائده

واليقطين المخصص للأكل نوعان الأول يسمى يقطين القرع أو القرع العسلي وهذا النوع يصل في نموه إلى أحجام كبيرة يتخذ كل منها شكلاً كروياً مضلعاً ويستفاد إلى جانب لبه من قشرته السميكة ومن مائه وبذوره في أغراض متعددة كما يمكن تخزين هذا النوع لمدة طويلة دون خشية من تعرضها للتلف نظراً لسماكة قشرتها التي تؤهلها لمقاومة العوامل والمؤثرات الجوية الخارجية لعدة أشهر.

والنوع الثاني من القرع هو قرع الكوسا أو القرع الطويل ويعتبر هذا النوع أحد الخضار المهمة في الفصيلة القرعية وفي النظام الغذائي العام للإنسان.

السيد محمد دروبي

ويقول الدكتور "علي شيخ يوسف" طبيب الأمراض الداخلية لموقع eLatakia متحدثاً عن فوائد نبات اليقطين: «إن اليقطين يحتوي على نسب من البروتين والمواد الدهنية والنشوية والألياف والفيتامينات والأحماض الأمينية ومعادن الفوسفور والبوتاسيوم والحديد والزنك والكبريت والمغنيزيوم إلى جانب الماء، بالإضافة إلى أن بذور القرع تحتوي على عناصر الكربوهيدرات والبروتين وفيتامين (ب)، ويقوم اليقطين على علاج العديد من أمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم وذلك بسبب احتوائه على نسبة جيدة من الدهون غير المشبعة التي تساعد على طرح الكوليسترول الفائض من الدم وأخذ ما هو مترسب منه في جميع ألياف وأنسجة الجسم».

وقد ورد ذكر اليقطين في القرآن الكريم بقوله تعالى (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين)، كما ورد في وصفات الطب النبوي وفي الحكمة الشعبية لمختلف الحضارات القديمة التي اعتمدته كغذاء ودواء في الوقت ذاته وأوصت به كأحد النباتات المباركة.

القرع

أما في مجال الطب النبوي فقد ذكر اليقطين في الأحاديث النبوية بحيث ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك (أن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرب إليه خبزاً من شعير ومرقا فيه دباء وقديد، قال أنس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفه، فلم أزل أحب الدباء من ذلك اليوم) والدباء هي اليقطين أو القرع فهو يساعد على طرد الدودة الشريطية ويهدأ من الصداع كما يعالج الحروق ويسكن جميع الالتهابات، كما أنه يعمل على إلانة المعدة وإزالة حالات الإمساك ويحسن عمل الكليتين والجهاز التناسلي.

أما المختص بالأعشاب الطبية وبالفاكهة والخضار ومنافعها السيد "محمد دروبي" يقول: «إن أصول اليقطين يعود إلى أكثر من 7000 عام بحيث يعتبر من أهم العناصر التي تدخل في العديد من وصفات الطب الشعبي التقليدي، وشرب ماء القرع يساعد على التخلص من البلغم ويخفف الحمى كما يسكن الصداع إذا غسل الرأس به إلى جانب فائدته في تسكين آلام الحنجرة إذا خلط مع العسل وفي حال إضافة بعض دهن الورد إلى ماء القرع فإنه ينفع في معالجة التهابات الأذن وأيضاً التقرحات الجلدية والحروق بسبب وجود الزنك فيه، كما يساعد على طرد السوائل الفائضة من الجسم، كما يفيد مرضى السكري ويعالج ترقق العظام وضمورها ونقص الأوكسجين في الدماغ والعمود الفقري والكولون والكوليسترول وضغط الدم الشرياني والصداع الحاد والشقيقة واليرقان والإنتانات السرطانية والسعال الحاد والجاف، وهو مُقشع للبلغم، وماؤه يقطع العطش لمرضى الجفاف ويسقط الحصيات والرمل وبذوره طاردة للديدان، يستعمل كمرهم لجمال الوجه ونقاوته وتخليصه من النمش والكلف وحب الشباب ويساعد الجسم على التخلص من الفضلات والدهون والرواسب وملين للمعدة يوصف طعاماً بعد العمل الجراحي،

وكلنا يذكر قصة نبي الله "يونس" (عليه السلام) الذي ابتلعه الحوت ثم أوحى الله له فلفظه على شاطئ البحر وخرج من بطن الحوت سقيماً(مريضاً) فأنبت الله عز وجل لسيدنا "يونس" (عليه السلام) شجرة من "يقطين" حيث أكل منها وشفي من مرضه، واليقطين لونان أبيض ويستخدم حصراً للطبخ وصنع مربى القرع، والأصفر لصنع الجزرية والكنافة والعوامات؛ وهي أنواع من الحلويات التي كانت معروفة كثيراً في "اللاذقية"».

بالاستناد إلى الدراسات الطبية فإن حساء اليقطين بأنواعه مفيد جداً في تأخير مظاهر شيخوخة البشرة بسبب غناه بمضادات الأكسدة كما يستعمل زيته في تدليك الجسم لقدرته الفائقة على اختراق المسامات الجلدية ولما يمتلكه من خواص مرطبة و ملطفة للجلد.

كما أن اليقطين بأنواعه هو المصدر النباتي الأغنى بمعدن الزنك ولذلك فهو فعال في معالجة الالتهابات ويساعد على تضميد الجروح كما أن احتواءه على هذا المعدن يخفف من أعراض العديد من الأمراض النفسية ويحسن من القدرة العقلية لكبار السن وينشط ذاكرتهم ويحارب اليقطين أيضاً الأرق ويهدئ التوتر العصبي ويحسن المزاج.