موقع eLatakia زار القوس يوم الأربعاء 8/4/2009، والتقط في حضرته بعض الصور لبعض زواياه الخلابة والجميلة، والتقى الموقع على أرض المقام مجموعة من الناس القاطنين والعاملين بالقرب من القوس.
الحاج "محمود قلاب" وهو معمر سبعيني التقاه موقعنا ليروي لنا مدى العلاقة التي تربط القوس بحارتهم القديمة حيث قال: «أنت تعرف أن "اللاذقية" مدينة عريقة وقديمة، ومنطقتنا التي أنت فيها الآن هي منطقة أثرية أيضاً ومعروفة بقديمها وتاريخها أي منطقة (الصليبة) ومشروعها، هنا كل شيء مختلف، اللهجة لها طريقتها والمكان له تقليده، والحكايات تقول بأن هذا القوس هو عبارة عن مرتع ومكان لكنيسة قديمة، وهناك إشاعات كثيرة حول سر المكان».
الكل يقدر قيمة ومكانة هذا القوس القديم والأثري، ولكن الحكايا كثيرة تدور حوله، وما نراه نحن كسكان للمنطقة التي هو فيها بأنه قوس مقدس ويوجد مثيله في "باريس"، ونجلس في ليالي الصيف بالقرب منه وعلى إنارته الخلابة التي تظهره صرحاً أثرياً رائعا
السيد "أحمد الشيخ" يقول: «الكل يقدر قيمة ومكانة هذا القوس القديم والأثري، ولكن الحكايا كثيرة تدور حوله، وما نراه نحن كسكان للمنطقة التي هو فيها بأنه قوس مقدس ويوجد مثيله في "باريس"، ونجلس في ليالي الصيف بالقرب منه وعلى إنارته الخلابة التي تظهره صرحاً أثرياً رائعا».
تاريخ البناء ووصف القوس المعماري والتاريخي كان صلب حوارنا مع الأستاذ الباحث"جمال حيدر" مدير دائرة آثار "اللاذقية" حيث قال:
«يعود تاريخ بناء القوس إلى أواخر القرن الثاني الميلادي، بناه الإمبراطور الروماني "سبتيموس سفيروس"، وذلك إكراماً لمدينة "اللاذقية" التي وقفت إلى جانبه في صراعه مع الأباطرة الرومان، والبناء مربع الشكل مشيد بالحجارة الرملية القطع، أقيم البناء على أربع دعائم حجرية، وهذه الدعائم تحمل سطحاً على شكل قبة نصف كروية وتحمل الوجوه الداخلية والخارجية من الأعلى منحوتات نافرة لشارات النصر (سيوف، تروس، خوذ، رماح، دروع)، وهذه المنحوتات تشير إلى عتاد المحاربين خلال الفترة الرومانية، وتتراوح أبعاده بين (12*12) م2، وارتفاعه /16/م».
ويتابع الأستاذ "حيدر": «بهدف إعادة الحياة لهذا المعلم الأثري كي يبقى شاهداً على أصالة العمارة السورية، قامت مديرية الآثار خلال الأعوام الأخيرة بأعمال ترميم وإظهار نفذتها الدائرة حيث تناولت تنظيف سطح الحجر وعزل الأسطح وتخليص الجدران من الأحراش والنباتات وتكحيل فواصل الحجر».
يضاف إلى ما قاله شهود العيان عن الصرح الأثري مع حديث الباحث "حيدر"، يتبدى لكل منا ضرورة الاهتمام بالصرح أكثر، وجعله ليس فقط مجرد شعار يلصق ويميز المحافظة عن غيرها، بل يجب أن يشغل هذا الصرح محافلنا ومهرجاناتنا، كأن يحاط بحديقة واسعة ومساحة تسمح بإقامة عروض مسرحية وأمسيات شعرية وغيرها من طقوس الثقافة المعتاد عليها.