ارقص ودع جسدك يتحدث، .فقد تغيّر مجرى حياتك حين تفجر طاقات الروح وينابيعها... تمايل وانحنِ.. وارتفع بخطوات رشيقة إلى الأعلى، أنصت إلى إيقاع الموسيقى...وتقدم بهدوء نغمة نغمة، إخلع نعليك وقرب قدمك إلى الأمام، والمس الأرض بخفة، فأنت مدهش في رقصة "الفالس".. تصبح فيها سيد الصالونات الملكية، وحين ترقص " التانغو".. نغمة الحب الأرجنتينية، تحلق عالياً في فضاءات الخلق والإبداع، وتعبر أحاسيس جامحة لا تنتهي معها مساحات الحلم، وفي " الفلامينيكو" تدخل إغراء الإيقاعات الغجرية، وتعيش عبثية الحياة وجنونها، وتختلط الخطى مع بعضها، وتحت قدميك تهتز الأرض بمرح وسرور.
إن كل ذلك يمكن أن يحدث معك، إذا قررت أن ترقص في مدرسة " دانس وذ مي"... المدرسة النموذجية الأولى المتخصصة بالرقص في اللاذقية، وبأساتذة مختصين يعلمون فيها فنون الرقص الغربية والعربية والشعبية المعروفة عالمياً، لمؤسستها نورا الشريف مع مجموعتها المتميزة.
ونورا من أسرة فنية امتلكت موهبة عالية في الرقص، دفعتها للاحتراف والبدء بالتخطيط ليصبح الحلم حقيقة، فكانت البداية مع مجموعة تتألف من (20) راقصاً واليوم ازداد العدد ليصبح (60) راقصاً، وهذا تقدم ونجاح، على حد قول نورا التي تضيف: " أول عرض كان لنا في (13/5/2006) وكنا مجموعة صغيرة مؤلفة من الأطفال والشباب، والعرض كان محصوراً أيضاً ضمن إطار الرقص الكلاسيكي (الباليه، الفالس، التانغو) وغيرها من رقصات دول أمريكا اللاتينية الشعبية، ومع ذلك لاقت النجاح والاهتمام، فأعدنا العرض نفسه مرة ثانية في (26/11/2006) وكان النجاح أقوى وأكثرصدى من السابق، ثم دعينا من مديرية المسارح لإحياء عرض في مسرح الحمراء في دمشق، وكان العرض الأول لنا خارج اللاذقية، فنجح نجاحاً كبيراً ونال التقدير، وهنا بدأنا بعرض جديد في (1/4/2007) بدار الأسد في اللاذقية، حيث اشترك معنا الثنائي الأرجنتيني ( لوس أوكامبو) كضيوف شرف في لوحتين من رقصة " التانغو" وكان الحضور كبيراً ومتفاعلاً جداً، فقررا أن يكونا معنا في كل عرض، برقصات ثنائية أو بلوحات مع المجموعة، ونحن نرى إقبال الناس على المدرسة لتعلم الرقص في مدينة صغيرة كاللاذقية، وهذا يعتبر جيداً في مدرسة غير معروفة كمدرستنا، فعندنا من أعمار (5) سنوات وأعمار الخمسين الذين يأتون وأزواجهم، ونأمل أن نحرز تقدماً أكبر.
وعن الصعوبات التي تواجهها والمضايقات التي تتعرض لها قالت نورا: "هنالك أشخاص تملؤهم الغيرة أو تتملكهم الأنانية وحب الظهور، ولا يتمنون لغيرهم الوصول والتميز، ولا حتى أن يشاركهم أحد في نجاحاتهم وإنجازاتهم، وكأنها حكر عليهم!!... إلا أنني لا أعير اهتماماً لهؤلاء الأشخاص، إنما أتابع عملي وأركز عليه جيداً، وهو الأهم عندي، وفي النهاية كل إنسان يقدم عمله، والجمهور والمهتمين يقررون ويحكمون، ونحن لا نعمل على قضية شخصية أبداً، بل قضية فكر لمجتمع كامل، حيث نولي اهتمامنا للأطفال لننمي ثقافتهم ونحضر فكرهم من خلال مادة الرقص كلغة فكر وجسد، وكجانب هام وأساسي جداً من الفن بشكل عام، ولكن الصعوبات يمكن أن تأتي أيضاً من داخل المدرسة، ممن ينتسب إليها لفترة من الزمن لغاية التعلم ويغادرها في الذهن أفكار خاطئة عن الرقص، تظهر عدم تفهمه له، وأمثال هؤلاء يسيئون لنا بطريقة أو بأخرى، وهذه الأمور مضنية وتستهلك جهداً، ولكن دعيني أقول: إن الذي يحبنا ولا يحبنا يحترمنا، لأن العمل الذي نقوم به يفرض احترمنا، والذي يقوي عزيمتنا ويدفعنا لمزيد من العمل، هو ثقة الناس وأهالي الأطفال الذين يرسلون أولادهم إلينا لتعلم الرقص بكل أنواعه.
وحول دعم المؤسسات الثقافية والفنية والرياضية تحدثت نورا قائلةً:
هناك نوع من الاهتمام بعملنا من قبل مديرية المسارح في سورية، وكذلك الاتحاد الرياضي يدعمنا، والأستاذ فائق شعبان رئيس لجنة الرقص الرياضي يتابعنا ويشجعنا كثيراً، وهو لا يوفر جهداً في هذا الموضوع، ولكننا نتمنى أن نحصل على دعم أكبر من قبل وزارة الثقافة أو الاتحاد الرياضي، وأن تنظم لنا مشاركات في المهرجانات التي تقام داخل المحافظة وخارجها.
وعن مشاركاتها الأخيرة أخبرتنا نورا فقالت:
" شاركت بتصميم رقصات لبعض الأعمال المسرحية، مثل مسرحية "صدى" من إخراج الفنان نضال سيجري، ونلت شهادة تقدير، وكذلك شاركت بدورة إعداد الممثل في المسرح الجامعي، في تعليم مادة الرقص (رقص الصالونات) ونلت شهادة تقدير أيضاً، وقدمت تطوعاً في مؤسسة قوس قزح (من أجل طفولة أفضل) لتعليم الأطفال الرقص بأنواعه.