في حي "العوينة" وعند مدخل شارع "الصحون اللاقطة" ومقابل "القنطرة" ترى محلاً قديماً لتصليح الدراجات الهوائية يجلس فيه الحاج "يحيى حسن صهيوني" منذ عشرات السنين قام خلالها بصيانة وتصليح الآلاف من الدراجات الهوائية بمختلف أنواعها صغيرة وكبيرة.

الحاج "أحمد حميدي"- من أبناء العوينة- وأحد الزبائن الدائمين للورشة، تحدث عن الورشة بقوله: «منذ عشرات السنين وأنا أقوم بإصلاح دراجتي عند "أبو حسن"- لقب الحاج "يحيى"، لأنه يعمل بصدق وأمانة وهو يتقن ويخلص لمهنته».

منذ عشرات السنين وأنا أقوم بإصلاح دراجتي عند "أبو حسن"- لقب الحاج "يحيى"، لأنه يعمل بصدق وأمانة وهو يتقن ويخلص لمهنته

أما السيد "محمد العبدو" فقال: «كنت فيما مضى استخدم الدراجة لنقل مواد غذائية من سكاكر وبسكويت وما شابه وأتنقل بين الأحياء وعند تعطل الدراجة أسعى لأقرب محل وإن كان هناك محل أقرب من "ورشة الصهيوني" بخمس دقائق سير؛ كنت أفضل أن أسير رغم تعطل دراجتي إليه لكون عمل الحاج "يحيى" متقنا بشكل كبير كما أن الأجرة لديه تناسب الجميع».

موقع eLtakia التقى الحاج "يحيى حسن الصهيوني" الذي مايزال يعمل في ورشته منذ عام /1966/؛ رغم أنه يعانى ومنذ سنوات من مشاكل في البصر أثرت على رؤيته.

الحاج "أبو حسن" تحدث عن الورشة بالقول: «قررت في عام /1966/ فتح محل لتصليح وتأجير الدراجات الهوائية وكان المحل في شارع "ميسلون" بالقرب من مقر جمعية "دفن الموتى" في حي "القلعة"».

وعن كيفية اكتسابه مهارة التصليح تحدث الحاج "أبو حسن": «في الحقيقة؛ تعلمت "فن التصليح" من خلال عملي بالميكانيك لمدة ستة أشهر في طفولتي، وبدأت العمل بشراء خمس دراجات لتأجيرها مقابل /5/ فرنكات للساعة الواحدة ومن يرغب استئجار الدراجة ليوم كامل نقدم له عرضا خاصا، وبعد فترة تطور العمل وزاد الطلب على الدراجات وقمت بشراء /10/ دراجات إضافية ليرتفع العدد إلى /15/ دراجة، وإلى جانب الدراجات كنا نقوم بتأجير دراجات نارية وأجرة الساعة الواحدة /10/ ليرات و/100/ ليرة لمن يرغب استئجار الدراجة ليوم كامل وكان ثمن الدراجة النارية في تلك الأيام حوالي /2500/ ليرة بينما سعر الدراجة الهوائية /100/ ليرة».

ويروي لنا "أبو حسن" إحدى النوادر التي حصلت معه قائلاً: «في احد الأيام أحضر لي شاب دراجة معطلة لإصلاحها وطلب مني دراجة بديلة ليستخدمها ريثما أنتهي من تصليح دراجته وغاب لأيام عدة ما دفعني للبحث عنه ومعرفة اسمه، فذهبت إلى البلدية وطلبت اسم صاحب الدراجة لكونها مسجلة برقم لوحة وأعطوني اسم شخص بحثت عنه وفوجئت بأن الدراجة تعود ملكيتها لمحل تأجير دراجات وكان الشاب قد أخذها ولم يعدها وقمت بإعادتها لصاحبها وبدأت رحلة البحث عن الشاب ودراجتي داخل المدينة وفي القرى المجاورة وبعد حوالي السنة قمت باسترجاعها بعد عناء وجهد».

وعن أنواع الدراجة وأكثر أعطالها قال: «كان هناك نوعان من الدراجات ذات المنشأ الصيني وهما "الكورس" وهي صغيرة الحجم مقارنة بالثانية الأكبر والتي كان البعض يطلق عليها تسمية "الطنبر" وكلاهما يختلف عن الدراجات التي تستخدم للسباقات الرياضية بتميز الأخيرة بوجود "غيارات "أو ما يشبه نظام لتغيير السرعات وهي مريحة أكثر، أما أكثر الأعطال فهو انقطاع شريط الفرامل أو ثقب دولاب الدراجة "الشمبرين" ونعالج الثقب أو كما يقال "الخفت" بتنظيف المنطقة الموجود فيها ونضع لاصقا خاصا ثم نضع "لزقة"رقعة" وتعود الدراجة كما كانت لكن فصل الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة قد يذيب اللزقة "الرقعة" فيتكرر العطل من جديد.

ومع قدوم الصيف يزداد عملنا حيث تردنا دراجات كثيرة توقف أصحابها عن استخدامها خلال فصل الشتاء بسبب الأمطار والبرد، وأقوم بإجراء صيانة كاملة لها "عمرة" لتعود جديدة كما كانت قبل توقفها».

أما الأدوات التي يستخدمها "أبو حسن" للتصليح أو الصيانة فهي عدد من "المفكات" وعنها يقول: «هناك عدد مقاسات للـ"مفكات" فالدولاب الأمامي نستخدم لفكه "مفك" قياس"12/13" وللخلفي"14/15" وهناك "مفكات" خاصة لفك "القلب" و"الأسياخ" كما كنا نستخدم "خرادق" نمرة /4/ لقب الدولاب الخلفي ونمرة/3/ للأمامي وكان سعر الرقعة /3/ و/5/ فرنكات وسعر "الشمبرين" الداخلي/1.5/ ليرة و"الكاوشوك" الخارجي/4/ ليرات».

وخلال سنوات عمله علّم "أبو حسن" المهنة لولديه "حسن" و"وليد" إضافة لعشرة شباب امتلكوا محلات لصيانة وتصليح الدراجات.

"حسن صهيوني" النجل الأكبر عمره /37/ سنة للسيد "يحيى" تحدث عن المهنة وهمومها بالقول: «تفرغت للعمل مع والدي وعمري /14/ سنة واكتسبت مهارتها لكنها تراجعت بنسبة /99/ في المئة خاصة مع ظهور الدراجات الكهربائية والتي نعمل بها كذلك وهي متوافرة لدينا منذ عام تقريباً ومع هذا ما زال لدينا زبائن يحرصون على صيانة دراجاتهم لدينا ومنهم على سبيل المثال المتسابقة "سهام جبارة" بطلة العرب للسيدات في رياضة الدراجات وهي تأتي إلينا لصيانة عدد من دراجات لاعباتها وبشكل مستمر».

الجدير ذكره أن "أبو حسن" من مواليد عام /1948/؛ يقوم بعمله منذ عام/ 1966/ رغم مشكلة البصر التي يعاني منها وهو يقوم بفك وتركيب جنزير الدراجة ويصلح كل أعطالها أما "الرقعة" فيصلحها بطريقة خاصة به حيث يتحسسها بطريقة اللمس.