من على جرف صخري ضخم، وبين غابات الصنوبر والغار، وعلى امتداد البصر تتربع قلعة "صلاح الدين الأيوبي" "قلعة صهيون"، كنسر يتطلع نحو الامتداد البعيد، والقلعة التي تعود لأحقاب قديمة مرَّ عليها الرومان والبيزنطيون والمسلمون، ولا تزال شاهدة على عظمة تاريخ كبير وأمجاد وبطولات كبيرة. وفي العام العاشر على بدء مشروع ترميم القلعة وتنظيفها من مخلفات العصور توجه "eLatakia" بتاريخ "8/1/2009" إلى مكان ورشات العمل والتقى السيد "عبد الله زكريا" مدير موقع القلعة ومشرف على مشروع الترميم والذي تحدث عن مشروع الترميم والخدمات التي تقدم للسياح فقال: «إن أعمال الترميم لا تزال مستمرة منذ فترة طويلة وبشكل جدي تقريبا عشر سنوات وأعمل هنا من خلال التخطيط ودراسة المشاريع ثم المشاركة على الإشراف ويتم التعاقد مع المتعهدين لإنجاز الأعمال ونهتم بالسياح ونفرد بنوداً خاصة للاهتمام بزوار القلعة من فتح طرقات أساسية وفرعية وتخطيط للرحلات ضمن القلعة بسبب امتدادها الكبير بالإضافة إلى تعاون السياح أنفسهم بسبب الإعجاب الكبير بالقلعة».

بينما الآنسة "رحاب حسن" رئيسة قسم الترميم بدائرة الآثار في "اللاذقية" تحدثت حول مشروع الترميم بالقلعة والتقنيات المستخدمة فيه فقالت: «إن الترميم يهدف للحفاظ على القلعة من الانهيارات التي تصيبها نتيجة عوامل الطبيعة ونتيجة أذى الإنسان ومعظم الأعمال هي إعادة الكحلة القديمة لوضعها الطبيعي ومن نفس النوعية من نحاتة وتراب وكلس بنسب معينة من خلال التجارب على الكحلة القديمة، والمحافظة على الشكل واللون دون المساس بأي شكل يسيء للقلعة وأحيانا للحفاظ على الشكل الموجود نقوم بالبناء بنفس نوعية الأحجار القديمة وبنفس الأبعاد».

لقد زرت مواقع كثيرة وقلاعاً كبيرة في أماكن عديدة من العالم، لكن لهذه القلعة إطلالة خلابة وبرأيي هي من أكثر القلاع إتقاناً لإشرافها على كل الهضاب والأودية مما يفتح آفاقاً للخيال

وفي سؤالنا حول ما يتم إظهاره في الموقع من مبانٍ جديدة أضافت الآنسة "حسن" قائلة: «بترحيل الردميات يتم اكتشاف آثار جديدة تعود لحقبات مختلفة في القلعة ونحافظ على هذه المباني والأسوار الخارجية التي تظهر في كل موسم وذلك ببناء الأسوار بشكلها الحقيقي وبإضافة قباب قليلة الارتفاع في أعلى السور، منعاً من تسرب المياه إلى داخل الجدار وتفتيته مع الزمن باستثناء بعض الأماكن التي يتم ترميمها سريعاً خشية انهيارها».

الانسة رحاب حسن

أما السائحة "سوزانا كيكلوف" والتي تحدثت عن القلعة وإطلالتها الفريدة فقالت: «لقد زرت مواقع كثيرة وقلاعاً كبيرة في أماكن عديدة من العالم، لكن لهذه القلعة إطلالة خلابة وبرأيي هي من أكثر القلاع إتقاناً لإشرافها على كل الهضاب والأودية مما يفتح آفاقاً للخيال».

بدوره الأستاذ "أيمن سعد" والذي يقطن في القرية المتاخمة للقلعة قال: «للقلعة عمود حجري من الجهة الشرقية وهذا العمود يوضع فوقه جسر ليصل من في القلعة إلى المدينة التي كانت تعج حركة في تلك الحقبة المزدهرة وإن الترميم الذي يحدث يعيد الأمجاد لهذه القلعة وأحس بالغبطة كلما نظرت من نافذة غرفتي وأرى مبانٍ جديدة تظهر كل عام وتعود للحياة رغم طول الوقت».

السيد عبدالله زكريا
جزء من القلعة