«خطوة في طريق النجاح، تلك هي البداية في تحقيق الذات، فليس عيباً أن تكون البداية صغيرة بحجمها، كبيرة بما تعنيه من قدرة على النجاح والعطاء، والتميز للشباب. وهم يرنون نحو مستقبل يرسمونه بأيديهم، ليكون نواة مشروع كبير، تتحقق من خلاله بعض من آمالهم المستقبلية، وهم مسلحون بدراسة وتأهيل، تمكنهم من خوض الكثير من التجارب في دروب العمل والإنتاج». بحسب كلام المهندس الزراعي "احمد يوسف" صاحب احد المشروعات الصغيرة لتربية الأسماك، في حديث لموقع eQunaytra (يوم الجمعة 3/4/2009).
واضاف: «لا بد رؤية مستقبلية واضحة المعالم، يرتكز عليها الشباب في اختبار المهن والمشروعات، تجاه المتوافر منها على ارض الواقع، او المشروع المراد تنفيذه، والذي يمكن أن يعود بالفائدة والربح على صاحبها. لا بد من استغلال الفرص المتاحة أمام كل واحد منا، سواء تلك المتعلقة بالدراسة، او بعض المشاريع الزراعية والصناعية التي لا تتطلب رأسمال كبيراً، مثل تربية الأسماك، او زراعة المعرشات، او تربية الحيوانات مثل الأغنام والأبقار الحلوب، التي تنتشر بكثرة في الريف. بالنسبة لي اخترت تربية الأسماك، لعدة أسباب لا بد من توافرها لمثل هذا المشروع، منها المياه والدائمة الجريان، والمكان المناسب، كل هذه الشروط وجدتها في الأرض المجاورة لنهر "الطماثية"، الأمر الذي شجعني الى الإقدام على مشروع تربية الأسماك. الذي يعد من المشروعات التجارية الصغيرة الرابحة، إذا ما عرفنا كيف نتعامل مع هذه المخلوقات الصغيرة».
يمتاز لحم السمك بأنه من أفضل اللحوم البيضاء، من حيث أنها تناسب الأفراد، الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل السكري والضغط، وتصلب الشرايين والسمنة، وارتفاع الدهون في الكلسترول. كما أن الأسماك تعد من أهم اللحوم المغذية للأطفال ونمو المخ، لاحتوائها على عنصر الفوسفور، المقوي والمنشط للذاكرة. لان لحوم الأسماك غنية في محتواها، من حيث البروتين والفيتامينات والأملاح
وعن طريقة تربية الأسماك والعناية بها يضيف السيد "احمد اليوسف" قائلاً: «مشروع تربية الأسماك من المشروعات المضمونة النجاح بنسبة عالية، وتعد اقل المشروعات تكلفة مادية، واحتياجا للتمويل، لميزة نسبة توالد الأسماك وغلاء أسعارها من عام لعام آخر، إذا ما توافر تصريف كافة الإنتاج السنوي. اضافة الى انه يمكن لأي شاب متعطل عن العمل، ويرغب في تحسين وضعه، وإذا ما امتلك بعض الخبرات، أن يبدأ بمشروع تربية الأسماك، برأسمال بسيط، لشراء بيوض السمك، وإقامة بعض المسطحات المائية، على جانب مجرى النهر. حيث بُدئ المشروع بزرع البيوض، وتقديم بعض العناية البسيطة، ومراقبة تفقيس البيوض، وحسن إدارة المشروع.
بعد الانتهاء من تفقيس بيوض السمك، يتم تعبئة المسطحات المائية، ووضع شبك معدني، ذو فتحات تختلف من مسطح مائي الى آخر. عند بدء موسم نمو السمك، تنتقل الأسماك من مسطح الى آخر، بحسب حجمها، وذلك يرتبط بقطر فتحة الشبك، هذا الإجراء يوفر علينا فرز الأسماك بحسب حجومها. يتطلب نمو مشروع تربية السمك، نحو العام، ومع حلول فصل الخريف، تكون معظم الأسماك قد بلغت مرحلة هامة من عمرها. عندها نقوم بفتح باب البيع للمواطنين، حيث يتم تسويق قسم كبير من الإنتاج في المسمكة، والقسم الآخر يباع في الأسواق المحلية. وفي كثير من الأحوال لا يتبقى أي شيء من الإنتاج، نظراً لطبيعة المنطقة السياحية التي قمت بإنشاء المشروع فيها. حيث تعرف قرية "المقروصة" بطبيعتها السياحية وكثرة الأماكن السياحية فيها، الأمر الذي جعلها منطقة جذب للسياح والزوار. وهذا الأمر من أهم الأسباب والعوامل التي شجعتني على إقامة مشروع تربية الأسماك».
من جهته أشار الدكتور البيطري "أمين القادري" الى أن مشروع تربية الأسماك، من المشروعات الاقتصادية الرابحة، لكونه لا يحتاج الى رعاية بيطرية، ناهيك عن المردود الاقتصادي الجيد، الذي يعود على أصحابها. وهنا لا بد من ترك الأسماك تنمو بشكل جيد، لان ذلك يزيد من وزنها وبالتالي يمكن أن يعطي مسطحاً مائياً مساحته لا تزيد على 20م ×20 م إنتاج يتراوح بين 5000 الى 7000 فرخ من السمك، وبحسبة بسيطة لوزن متوسط يزن نحو 500 غرام للفرخ، يكون إنتاج المسطح الواحد يعادل أربعة أطنان. وبفرض يباع الكيلو الواحد بسعر 300 ليرة سورية، وهذا رقم مربح تجارياً، بحيث يصل مردود المسطح المائي الواحد قرابة 120000 ليرة سورية.
الدكتور "امجد زريقة" أشار الى أن الأسماك تعد من أهم مصادر اللحم الابيض المغذي، وأضاف: «يمتاز لحم السمك بأنه من أفضل اللحوم البيضاء، من حيث أنها تناسب الأفراد، الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل السكري والضغط، وتصلب الشرايين والسمنة، وارتفاع الدهون في الكلسترول. كما أن الأسماك تعد من أهم اللحوم المغذية للأطفال ونمو المخ، لاحتوائها على عنصر الفوسفور، المقوي والمنشط للذاكرة. لان لحوم الأسماك غنية في محتواها، من حيث البروتين والفيتامينات والأملاح».
الدكتور "موسى الأحمد" مدير مدجنة "القنيطرة" لإنتاج بيض المائدة والفروج أشار الى أن مشروع تربية الأسماك، يسهم في رفد الأسواق المحلية بأنواع إضافية من اللحوم، تضاف الى الدجاج والأغنام والأبقار، وأضاف: «انصح الشباب بالتوجه للمشاريع الإنتاجية الصغيرة، والمتوسطة، عبر مشاريع تربية الأسماك، القابلة للتنفيذ والاستمرارية. وهنا لا بد من الإشارة الى أن المنطقة تحتوي على عدة مشروعات لتربية الأسماك، تقام على جانب مجرى نهري "الأعوج والطماثية"، وهي من المشاريع الإنتاجية الرابحة. ويمكن أن تسهم في كسر جماح ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء والفروج، وتكون ملاذاً لذوي الدخل المحدود. كما يمكن لبعض الشباب اللجوء الى مشاريع إنتاجية رابحة مثل تربية الدواجن "المدجنة"، بغية عدم الاعتماد على الوظائف الحكومية، والابتعاد عن السلبيات، ليكون لهم نموذجهم الناجح والخاص بهم، ويكونوا من أصحاب المشاريع الإنتاجية الناجحة. ومن الضروري ابتعاد الشباب عن ثقافة العيب، التي توارثناها بفعل تراكمات الأيام، وخاصة عند جيل الشباب المتعلمين، الامرالذي يمنع البعض من العمل في كثير من الفرص المتاحة. او حتى البدء في مشروع صغير، مفضلين انتظار الوظيفة حتى لو كانت حلماً بعيد المنال. لقد تنبه الكثير من شباب المتعلم اليوم، الى أهمية إقامة مشروع إنتاجي صغير، مثل تربية الأسماك او تربية الدواجن، حيث يزيد عدد المشروعات الخاصة بتربية الدواجن على 135 مدجنة خاصة، اضافة الى مدجنة حكومية واحدة على ارض القنيطرة».